الصفحة الاولىصحيفة البعث

أسرى عسقلان يبدؤون إضراباً مفتوحاً عن الطعام

 

دخل  35  أسيراً فلسطينياً من معتقل “عسقلان” في إضراب مفتوح عن الطعام، رفضاً لعمليات القمع التي تنفذها إدارة معتقلات الاحتلال بحقهم منذ أكثر من شهر، وكذلك احتجاجاً على ما ألحقته قوات القمع من دمار وخراب في مقتنياتهم الخاصة.
وكانت إدارة معتقلات الاحتلال نفّذت عملية قمع بحق أسرى “عسقلان” منذ 22 تشرين الثاني الماضي، ونقلت الأسرى إلى معتقل “نفحة”، عدا مجموعة من الأسرى الذين يعانون من أمراض مزمنة، حيث أبقتهم في “المعبار” في ظروف قاسية ومأساوية.
ونهاية الأسبوع المنصرم، عاد الأسرى المنقولون إلى معتقل “عسقلان”، ليجدوا كافة مقتنياتهم مدمّرة، كما وجدوا مصحفاً عليه آثار أقدام، الأمر الذي دفع الأسرى إلى رفض استلام أي من مقتنياتهم المدمّرة، ووجهوا رسالة احتجاج إلى مدير المعتقل.
وهددت إدارة معتقلات الاحتلال الأسرى أنه، وفي حال تنفيذهم للإضراب، ستنقلهم إلى “المعبار” قسم (12)، وهو قسم عبارة عن زنازين لا تصلح للعيش الآدمي، ومليئة بالحشرات.
وفي هذا السياق مازال الأسيران أحمد زهران، ومصعب الهندي في حالة الإضراب المفتوح، ويمران بوضع صحي خطير، ويعانيان من آلام حادة في الرقبة والمفاصل، ومن دوار وأوجاع في كافة أنحاء الجسد، وزغللة بالرؤية وأوجاع بالقلب، ونقصان حاد بالوزن، وهما يتحرّكان على كرسيين متحركين.
يُشار إلى أن إدارة معتقلات الاحتلال انتهجت منذ مطلع العام الجاري، مستوى عالياً من العنف عبر عمليات قمع منظمة للأسرى.
وأعلن مدير مركز الدفاع عن الحريات حلمي الأعرج أن أسرى سجن عسقلان شرعوا في إضراب مفتوح نتيجة تعدي قوات الاحتلال عليهم، فقد وجد الأسرى فور عودتهم إلى سجن عسقلان، بعدما كان الاحتلال وزعهم كعقوبة لهم على سجن نفحة، وسجون أخرى، أن أغراضهم الخاصة قد رميت ووجدوا مصحفاً (القرآن الكريم) وعليه أثار أقدام، وأوضح أن إدارة السجن تعامل أسرى عسقلان بقسوة، فلم يعد أمامهم إلا سلاح الإضراب المفتوح.
وعمّا إذا كان الإضراب المفتوح سيمتد إلى السجون الأخرى، قال الأعرج: إذا لم تتوقف إدارة السجن أمام مطالب الأسرى في عسقلان، فهذا يعني أن يطلب أسرى عسقلان من أسرى السجون الأخرى الإضراب للتضامن معهم إذا لم تحقق إدارة السجن مطالبهم.
يذكر أن “المعبار” هو سجن انتقالي، يقضي الأسير فيه ليلتين أو أكثر داخله، فينقل من سجنه إليه، وبعد قضاء أول ليلة ينقل صباحاً للمحكمة، ثم يعاد إلى المعبار ليبيت ليلة أخرى قبل العودة إلى السجن، وإن صادفت عطلة نهاية الأسبوع أو عطلة بسبب الأعياد تتمدد فترة مكوثه هناك، والمكان “المعبار” يحوي غرفاً سيئة، متسّخة، مليئة بالصراصير، وتفتقر لكل مقومات الحياة.
يأتي ذلك فيما اقتحمت قوات الاحتلال بلدات وقرى في الخليل ونابلس ورام الله وبيت لحم والقدس المحتلة، وداهمت منازل الفلسطينيين، وفتشتها، واعتقلت 20 منهم.
سياسياً، طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور المجتمع الدولي بتنفيذ التزاماته، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومقدساته ولحقوقه غير القابلة للتصرف، وأكد، في كلمته خلال جلسة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القضية الفلسطينية، ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي الإجراءات القانونية اللازمة لتطبيق القرارات الدولية بما في ذلك القرار 2334 الذي يلزم الاحتلال الإسرائيلي بإنهاء كل مخططاته الاستيطانية والتهويدية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وانتهاكاته لحقوق الشعب الفلسطيني وممارساته الاستفزازية بما في ذلك بالأماكن المقدسة، وأشار إلى أن جرائم وانتهاكات سلطات الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني لن تثنيه عن مواصلة نضاله، وستزيده صموداً وتشبثاً بأرضه والدفاع عن حقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة.