تحقيقاتصحيفة البعث

عندما يتشاجر الأبناء في الأسرة الواحدة!

 

تعاني الكثير من الأمهات من فض الشجار بين أبنائها، والأغلبية لا تعرف الأسباب المؤدية إلى ذلك، فالأسرة يمكن لها معالجة ذلك بدقة وبعوامل تربوية لسلوكيات أطفالها، فعلى الأسرة ألا تفضل أحد الأبناء على الآخر لأن ذلك يولّد البغضاء والعداوة المستمرة بين الأبناء، ويصعب على العائلة أو الأسرة حل مثل هذه القضية التي تلتهم أخيراً المجتمع، كما أن هذا الصراع بين الأبناء في أحيان كثيرة يحاكي الصراع الناشب بين الوالدين، ما يؤثر على وحدة الأسرة، ويؤدي إلى تفكيكها، وبالتالي فإن الوالدين يرفضان سلوك أحد أبنائهما بعد تشخيصه، ما يجعل إخوته يخلقون شجاراً معه، إلى جانب شعور الأبناء بأن كثرة الشجار يصرف اهتمام الآباء عنهم ويجعلهم في واد، والآباء في واد آخر.
إن هناك الكثير من الحلول المطروحة لمعالجة ظاهرة الشجار داخل الأسرة الواحدة إذا اعتمدت هذه الحلول نفسياً وتربوياً واجتماعياً، أحياناً يقع الأهل في الكثير من الأخطاء الشائعة التي تسبب كثرة الشجار بين الأبناء، وهو تدخلهم في كل كبيرة وصغيرة حتى “أتفه المشكلات”، فالمطلوب من الأهل السعي لتدريب الأبناء على حل مشكلاتهم، وليس التفكير في سبب المشكلة، ومن هنا يجب مكافأة الأبناء عندما يتسامح هؤلاء فيما بينهم، وعند إظهار روح التعاون فيما بينهم يجب مكافأتهم لتحفيزهم، وتنمية روح التسامح فيما بينهم، وقص الكثير من قصص الأنبياء والصحابة، وعلى الأسرة تجنب المقارنة لأنها تخلق حالة من الغضب لدى الطفل تجاه إخوانه، ويجب التواصل مع هذا الطفل كثير الشجار بالجلوس معه بشكل يومي، وتعديل بعض سلوكياته السلبية من دون انتقاد الشخصية، وإنما السلوك السلبي الذي قام به، وأخيراً الاحتراس من تضخيم الأمور لأن الشجار بين الإخوة أمر طبيعي لا يحتاج تضخيماً للمشكلة، أو التسبب في الكراهية والبغضاء بين الإخوة، كما أن للمدرسة اهتماماتها بتربية الطفل، وإبعاده عن هذه الممارسات السيئة داخل الأسرة الواحدة.
د. رحيم هادي الشمخي