الصفحة الاولىصحيفة البعث

روسيا: “الناتو” يسعى للهيمنة على العالم.. وسنرد

 

 

ردّاً على الاتهامات والتهديدات التي وجهها حلف الناتو لروسيا، خلال قمته في لندن يومي 3 و4 تشرين الأول، ووصفه روسيا بأنها تشكّل تهديداً للأمن الأوروبي-الأطلسي وإجراءاتها بالـ”عدوانية”، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن لدى روسيا خيارات للرد على كل التهديدات من حلف الناتو، مشيراً إلى سعي الحلف إلى الهيمنة في العالم بأسره، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط. وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي في ختام اجتماع منظمة الأمن والتعاون الـ20 في سلوفاكيا: “إن حلف الناتو يمتد للشرق قرب الحدود الروسية، وهناك نوايا عدائية ضد دولتنا، فهو يريد أن يسود في العالم وأن يتخلص من أي منافسين محتملين، كما أنه يحاول أن يخل بتوازن روسيا والصين لكن هذا سيكون عسيراً، مؤكداً أن بلاده تعرف كيف ترد على التهديدات التي ينشرها الحلف في العالم من دون الانجرار في أي سباق تسلح ومع ضمان الأمن بأكبر ثقة ممكنة. وأوضح لافروف أن تبنّي الناتو، خلال قمته في لندن، أكبر ميزانية في تاريخه يدل بوضوح على سعي الحلف إلى الهيمنة في العالم برمّته بما في ذلك الشرق الأوسط، وهو وضع غير طبيعي، ويخالف كل المعاهدات التي اتخذها قادة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، داعياً إلى التمسك بمبدأ تشكيل مجال الأمن الموحّد غير القابل للتجزئة، والعودة إلى المصدر والأسس التي تشكّلت على أساسها منظمة حلف الناتو. ونوّه لافروف بالمبادرة التي قدّمتها روسيا إلى الأمم المتحدة حول الأمن السيبراني العالمي والمشروع الذي نشرته في الهيئة العامة للأمم المتحدة، مشيراً إلى أن مشروع الحد من السباق في الفضاء موجود على طاولة المفاوضات، لكن الولايات المتحدة تحاول إيقافه وتضع العراقيل، وأشار إلى أن إعلان الناتو بأن الفضاء السيبراني هو مجال لعملياته ونشاطه هو أمر يحتاج إلى دراسة، وعلينا أن نتبع قاعدة في ميثاق الأمم المتحدة تقول: “إن الأمن هو حقّنا المشترك، ويجب ضمانه مع ضمان مصالح بعضنا البعض”.
وتعتبر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أكبر منظمة دولية للتعاون الأمني الإقليمي في العالم، حيث تضم في عضويتها 56 دولة مشاركة، وبدأت أعمالها سنة 1975.
من جهته، اعتبر رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف أن السياسة التي تتبعها دول أوروبا تجاه روسيا “قصيرة النظر”، معرباً رغم ذلك عن استعداد موسكو لبناء علاقات مع الدول الأوروبية على أساس ثنائي.
وقال مدفيديف خلال لقائه السنوي بالقنوات التلفزيونية: “نمر بفترة صعبة في مجال العلاقات مع الاتحاد الأوروبي ناهيك عن الولايات المتحدة”، مشيراً إلى أنه التقى مؤخراً عدداً من نظرائه في الاتحاد، وأوضح لهم أن العقوبات التي يفرضونها على روسيا تنعكس عليهم، وتتسبّب لهم بالمعاناة مع خسارة دولهم نحو 100 مليار يورو.
وتابع مدفيديف: “نحن لن نكون أصدقاء، ولن نتواصل على مستوى المفوضية الأوروبية، ولكن على المستوى الثنائي هذا الأمر ممكن”.
في سياق متصل، أكد نائب أمين مجلس الأمن الروسي رشيد نورغالييف أن النهج الذي تتّبعه الولايات المتحدة في مجال التسلّح وتنصّلها من الاتفاقات الدولية المتعلقة بهذا الشأن هدفه الهيمنة على العالم وتدمير الاستقرار الاستراتيجي مع ما يحمله ذلك من تهديد للبشرية.
وقال نورغالييف: “إن انسحاب واشنطن من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وإثارة التوتر حول موضوع تمديد معاهدة الحدّ من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية الذي ينتهي سريانه في شباط عام 2021، ورفضها التصديق على اتفاق الحظر الشامل للتجارب النووية، وانسحابها من خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة للاتفاق النووي مع إيران، كلّ ذلك هدفه رفع كل القيود الدولية القانونية المفروضة على القطاع العسكري الصناعي الأمريكي”.
وتابع نورغالييف: “نعتبر ذلك سعياً غير مسؤول من الولايات المتحدة لتحقيق الهيمنة العالمية عن طريق رفع قدراتها العسكرية، ما يمثّل خطراً مباشراً على البشرية برمتها”، مضيفاً: “إن روسيا من جانبها اتخذت كل الخطوات الممكنة من أجل الحفاظ على معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وسعت مراراً في هذا السياق لدفع واشنطن إلى خوض حوار بنّاء، وتقديم عدد من المبادرات التي كان من شأنها في حال تطبيقها أن تتيح الاحتفاظ بهذا الاتفاق”.
ودعا نورغالييف أعضاء رابطة الدول المستقلة إلى العمل “صفاً واحداً” واتباع نهج متسق بهدف تقليص التداعيات السلبية لتصرفات الولايات المتحدة بأقصى درجة ممكنة.
وانسحبت الولايات المتحدة رسمياً في الثاني من آب الماضي من معاهدة نزع الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى المبرمة مع الاتحاد السوفييتي عام 1987 لتصبح النسخة الـ3 من معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية “ستارت 3” والتي أبرمت بين موسكو وواشنطن عام 2010 تمديداً للاتفاق الموقّع عام 1991 في موسكو الصفقة العاملة الوحيدة بين الطرفين حول تقليص السلاح.