تحقيقاتصحيفة البعث

مراقب الخط يحتاج لمراقب نقل الدريكيش وريفها محكوم بعدم الالتزام بالتسعيرة والخط والمناوبات؟!

النقل ضمن مدينة الدريكيش مقبول ومنظّم ولا غبار عليه، بيد أن سكان أحياء المدينة والريف غير راضين، ولخط طرطوس دريكيش حكاية أخرى، فأزمة النقل في المنطقة ترخي بظلالها على المواطنين، وتضيف إلى أزماتهم أزمة أخرى، وعبئاً إضافياً، وهماً ثقيلاً ليس بجديد في أجندة يومياتهم، /حسب تعبيرهم/، فما أسباب تلك الأزمة؟.. وما إجراءات الجهات المعنية حيالها؟.

أعباء مالية
يشكو قاطنو حارات مدينة الدريكيش وأحيائها من عدم تخديمها بسرافيس، وكون المنطقة جبلية مرتفعة فالكثير من المواطنين يقطعون مسافة أكثر من كيلومتر ليصلوا إلى الشارع العام، وفي طريق العودة الموضوع أصعب، فبعد أن اشترت ربة المنزل حاجات يومها، ولعدم وجود سرفيس يخدم الحارة التي تقطنها، تستقل “تكسي أجرة”، ما يرتب عليها أعباء مالية إضافية؟!.

مضاعفة الأجرة
وبالنسبة لقاطني الأرياف البعيدة فالأمر ليس بأفضل حال، “البعث” كانت حاضرة في منطقة الدريكيش، كراج المقلع، مركز انطلاق المواطنين إلى القرى، حيث اشتكى المواطنون على بعض الخطوط كبقعو، وجنينة رسلان، ودوير رسلان، وغيرها، من طول المدة التي ينتظرون بها قدوم سرفيس، رأينا بأم العين سيدات يقفن ساعات، ومنهن من تجلس على كرسي لحين قدوم خط السير المطلوب، هذه فترة قبل الظهر وقبل اشتداد الأزمة، أما بعد الظهر فالأمر أشد صعوبة، فالكثير من الموظفين، وطلاب الجامعات القادمين من طرطوس وصافيتا يتواجدون في كراج المقلع بعد الثالثة ظهراً ليجدوا الكراج خاوياً، وتقوم السرافيس العاملة على غير الخط المطلوب أو تكسي الأجرة بمساومة الراكب، ويتم “تطبيق” الركاب على القرية المطلوبة بضعف الأجرة، وأحياناً أكثر لبعض السائقين ضعاف النفوس!.

كيل غير نظامي!
تحدثنا مع بعض السائقين الذين أشاروا إلى قلة كمية المازوت المخصصة للعمل، إضافة إلى الكيل غير النظامي، أحد السائقين على خط دوير رسلان أشار إلى وعورة الطريق، ويعطى 26 ليتراً، وهي فعلياً 22 ليتراً لا تكفي، وآخر على خط الدريكيش- بويضة الزمام يعطى 24 ليتراً، وهي فعلياً 20 ليتراً لا تغطي الحاجة، توجد سيارتان فقط على خط بويضة الزمام تخدمان ثماني قرى تحتاج فعلياً إلى أربعة سرافيس، مشيراً إلى “تطبيق” سيارات ضمن الدوام كسرفيس يحمل خط “طرطوس اللاذقية” وهذا مخالف، لأن أولوية العمل لسائقي الخط، أجرة الراكب مئة ليرة، ويتم نقل الركاب بعد الظهر بـ 200 ليرة، والسائق لا يتحرك من القرية دون ركاب، فالنقلة تكلّفه 1200 ليرة مازوت، من يعوض له؟ ولحساب من؟ لافتاً إلى وجود سرفيس خط طرطوس اللاذقية يعمل على خطوط مزدوجة، أينما يجد زحمة ركاب تجده حاضراً تحت عنوان “تأمين المواطن”، متسائلاً: أين الجهات المعنية من تجاوزاته؟.
عدم الالتزام بالمناوبات!
خط صافيتا الدريكيش لم يكن ركابه خارج دائرة المعاناة، فالطالب الجامعي “أنس” الذي يدرس في حمص أشار إلى وصوله إلى كراج المقلع الساعة الثامنة صباحاً، لم يجد سرفيساً، وانتظر ساعة تحت المطر، جميع ركاب صافيتا ضموا صوتهم لأنس، مؤكدين على انعدام الخط بعد الساعة الثانية ظهراً بشكل يسهل عملية ابتزاز الركاب بأجرة 200 ليرة للراكب، مع أن التسعيرة 100 ليرة، علماً أنه توجد 14 سيارة على الخط حسب تأكيد أحد السائقين الذي قال: أقع بخسارة إن قدمت من صافيتا إلى الدريكيش “سحب” دون ركاب، حيث أدفع تكاليف ألف ليرة بين تصليحات وثمن مازوت، مشيراً إلى طلب مراقب الخط من بعض السائقين أن “ينقلوا” ركاباً إلى طرطوس.

وقت الذروة
وبالنسبة لخط طرطوس دريكيش، يشير المواطنون إلى فترة الذروة والزحمة وضغط الركاب من كراج المقلع بين الساعة السابعة والنصف صباحاً وحتى التاسعة والنصف، وتحديداً يومي الأحد والخميس، وهنا يوضح السائقون بأن أغلبهم بتلك الفترة يركنون سياراتهم في كراج طرطوس منتظرين الركاب حتى لا يأتوا إلى الدريكيش “سحب”، ما يوقعهم بخسائر، ولاسيما مع طول الطريق وقلة الركاب على طول الخط، ليحضر مشهد نقل الركاب بأجرة 500 ليرة للراكب بتكسي أجرة، وهنا يطالب المواطنون بتأمين باصات نقل داخلي لإنهاء تلك الظاهرة التي تؤرق الركاب يومياً، لاسيما شريحة الموظفين.

خطوط مصياف.. قليلة!
من جهته يوضح الموظف مارد وجود ثلاث سيارات على خط “دريكيش فجليت”، الأمر الذي يجعل الركاب ينتظرون طويلاً لحين قدوم السيارة من القرية، والموظفة فرقد تقطن في مصياف، وتعمل في الدريكيش تشير إلى أن آخر سيارة تغادر كراج المقلع الساعة العاشرة صباحاً، وبهذا راتبها كله أجور مواصلات ولا يكفي، رغم وجود عدد من الموظفين والعساكر في كراج المقلع منتظرين سيارات الخط “القليلة”، وبعض المواطنين أشاروا إلى بيع بعض السائقين للخط الذي لا يجب أن يباع إلا بعلم رئيس لجنة السير، فهل يتم هذا الأمر؟!.

زحمة ركاب وقلة سرافيس
معاناة المواطنين، وشكاوى السائقين كانت حاضرة على طاولة المساعد أول وعد وطفة، رئيس مخفر المرور في الدريكيش، فأفاد لـ “البعث”: توجد زحمة ركاب، وقلة سرافيس والبالغ عددها ضمن المدينة 40 سرفيساً، وهي كافية، ويصل عدد السرافيس التي تخدم القرى إلى 90 سرفيساً بين ثابتين ومؤقتين، والحل بتنزيل خطوط جديدة، وبعد أن قمنا بتسيير خمسة سرافيس لقريتي المزرعة والبيسار قمنا مؤخراً بتسيير سرفيس لقرى: “البياضة، بيت خميس، تخلة، جبل تخلة”، وآخر لعين الفوقا، موضحاً وجود خطوط مخدمة بسرفيسين، وأخرى بستة، محمّلاً المواطن مسؤولية بيع سيارات فجليت، بعد أن كانت ستاً أصبحت ثلاثاً!.
وعزا وطفة سبب الأزمة إلى عدم رضى الركاب بالانتظار، فالمواطن، حسب تعبيره، “مستعجل”، وأحياناً يفضل دفع أجرة زائدة على أن ينتظر، مضيفاً: لدينا جدول مناوبات، وأغلب خطوط القرى ملزمة بالمناوبة حتى الساعة الرابعة بعد الظهر، وحول خط مصياف، أجرى المساعد أول اتصالاً مع أحد السائقين على الخط، أمامنا، حيث أكد السائق وجود 50 كيلومتراً للدريكيش، والركاب قليلون على الخط، وإن أتى السائق دون ركاب يقع بخسارة، لاسيما أنه يتكلّف ثلاثة آلاف ليرة ثمن مازوت فقط، وبيّن وطفة أنه تم رفع كتاب بزيادة عدد سرافيس القرى كاملة مع خط طرطوس دريكيش منذ ثلاث سنوات، كما بعثنا كتباً إفرادية للخط الأخير، وفقاً لوطفة.

مقترحات
بدوره المهندس سامي سويدان رئيس مجلس مدينة الدريكيش، وعضو لجنة السير، قال: يحدث أحياناً أن يبيع أحد السائقين خطه إلى خط آخر فيحدث نقص سرافيس على بعض الخطوط، مبيّناً أن لجنة السير بالمنطقة اقترحت بتاريخ 30/10/2019 دراسة بعض الخطوط، ووضع تسعيرة مناسبة حسب طول الخط الذي يقوم السرفيس بتخديمه، كما تم وضع جدول المناوبات من خط سرفيس الدريكيش حتى قرية البيسار بشكل يومي، وتم تكليف عنصر من شرطة المرور بمراقبته، كما طالبنا بتخصيص باصي نقل داخلي بشكل يومي على خط طرطوس دريكيش بنقلتين صباحيتين بين الساعة السابعة والنصف والثامنة والنصف، وكذلك بنقلتين من طرطوس إلى الدريكيش وقت الذروة بين الساعة 12-3 ظهراً.

بالمحصلة
يجدر القول بأن التزام السائقين بالخط والتسعيرة والمناوبات أمر محتم، يجب التقيد به، ومحاسبة كل من تسوّل له نفسه استغلال المواطنين، ونستغرب وجود سيارتين على خط، وآخر عليه ست أو سبع سيارات، ولهذا يتوجب رفد الخطوط بسرافيس إضافية، على أن تعطى مخصصاتها الكافية من المازوت لتأمين الركاب المنتظرين ساعات على قارعة الطريق، وننوّه إلى أن مراقب الخط يحتاج إلى مراقب، فمرة يسمح، وأخرى يمنع، أحياناً يطبق القانون ويلزم السائقين به، وأحياناً لا، ليضيع السائق والمواطن على حد سواء بين القانون وزحمة الركاب!.

دارين حسن