ثقافةصحيفة البعث

قصائد شعرية ضمن الفعالية الأدبية لفرع كتاب دمشق

 

كعادته أقام اتحاد كتاب العرب -فرع دمشق- فعاليته الأسبوعية بمختلف أنواع الفن والأدب، وكان اللقاء الذي قدمه الشاعر خليفة عموري شعرياً مميزاً لشعراء قدموا قصائد تنوعت مواضيعها بين الوجدانية والواقعية والغزلية.

“يوم وافت المنية”
ألقى الشاعر عماد عبيد قصيدة بعنوان “يوم وافت المنية” قال فيها:
يوم وافيتُ المنية
راعني صوتُ حداها
هزّني رقصُ السعاةِ
تركتني الروحُ
أجترُّ رقادي
وسرت كالسمِّ
في شريانِ ظلّي
عبثتْ بالنعشِ قطعانُ الدمى
واستباحتني…
على مرأى القدرْ
جدْفِ الموجُ شراعي
لم أجدْ في الرملِ مرسى
لم يواسيني الزبدْ
رجفتْ أوصالُ ليلي
باغتتها الشمسُ
والحلمُ خديجْ
أقلقتْ صحوَ القرنفلْ
عزفَ اللحدُ تراتيلَ العناق
قرأ العرّافُ أسفارَ النبوءة
تحت هذي الأرض مثوىً
يروي أسرارَ الأزلْ.

قصائد قصيرة
وقرأ الشاعر جابر أبو حسين قصيدة “القلادة”، و”القلب الذبيح” “هودجها وعيون الريح”، ومجموعة من القصائد القصيرة، حيث قال:
ألقٌ على هضباتنا – ودمٌ على ضوءِ الرّفاده
يا أيها الجرحُ الَّذي– حاطَ الحمى تحت الضمادة
يا أيها الجرح الَّذي– ما انفكَّ ينزفُ يا نجاده
هلل فشمسك هيأت للنصر أسباب الولادة
طوبى لأبطالٍ بنوا– في مجدِ سوريا مشاده
طوبى لسيرة فارسٍ– فوق المدى مشى جواده
لدمٍ روى هذا الثرى– لثرى يُرى الدنيا حصاده
“الشام”
ومن العراق الشقيق قدم الشاعر فائز الحداد قصيدة بعنوان “الشام كالله” عبر فيها عن حبه لعراقة الشام:
الشامُ كاللهِ لا ثانٍ لها أبدا
مهما تضرّعت أو مهما رفعتَ يدا
واشهد بأنَّ لها ربَّاً يُقدسُّها
حتى تحلَّى بها في الأرضِ واتحدا
قد خصّها اللهُ في ضادٍ منزهةٍ
جبريلُ لو زارها في كفها سجدا
ثديْ الحليماتِ ثديُّ الشامِ مرضعةً
وفخرها أنها قد أنجبت أسدا
لولا بمكّة جاءَ الوحيُ قلتُ لها
في قاسيونَ رسولُ اللهِ قد ولدا.

“شهيق العشق”
وقرأت الشاعرة خلود كريمة قصيدتين بعنوان “القلب الذبيح” و”شهيق العشق”:
مُدي يديك إلى يديَّ وأقبلي
نحوي لأرسمَ قبلتين على يدك
هيا تعالي إنني متلهف
لشهيق عشق قد عفا في مهجتك
ولكم نثرتُ الياسمينَ لأختلسْ
حبَّاتِ قمحٍ أزهرت في وجنتيك
أجني غلالاً عذبةً من مبسمك
خمرٌ وسكرّها تعتّق في فمك

“حبة لؤلؤ”
وبدوره قدم القاص نهاد العيسى قصة قصيرة “حبة لؤلؤ” قال فيها:
“تبالغ مثل كل أمٍّ بحنانها واهتمامها وخوفها على وليد تربع بأحشائها وارتوى من نسغ روحها وافترش مساحة عمرها، وكان ثمرة عشقٍ توجت حياتها الزوجية، لم تبالي أم سمير بتعليقاتت سربت بقايا نم من جاراتها النسوة المدعوات على لقاءٍ صباحي في منزلها..
جاراتها اللواتي تهامسن مزمزمات على شفاههن تاركات حداق أعينهن تسرح لتكتشف مكان (أم سمير)، وهي المستغرقة بصناعة قهوتها، تحمل ابنها.. تغرد له تناغيه وكأنها تستفتيه عن صناعة القهوة التي تتقلب وتغلي،ثم تنشر قطع الحلوى في صحون الزجاج بعد أن تقدم لسمير حصته..
لم تبالي أم سمير بأقاويل جاراتها ولا بغمزهن وهمسهن وهن اللواتي ضجرن بشرب فنجان القهوة، ولا يهمها حجم الملل الَّذي غلف الجلسة النسائية في بيتها والتي خلت من تأليف شائعات عن فلانة أو سرد فضيحة عن أخرى ، لقد نبذت أسنانه في سن مبكرة جداً،وهو الَّذي ابتسم منذ أيامه الأولى، وهو الَّذي نطق بكلمة ماما بعمر لم يسبقه إليه أحد، تستمر مناجاة أم سمير لنفسها قائلة: سأقوم بمسح بقايا الأكل على فمه وأنظف له يديه وأناغيه قليلاً ، سأقوم بتمديده على سريره المصنوع من الخشب الزان والمغطى بناموسية زرقاء ثم سأجلس بقربه أنظر إلى هذا الوجه الَّذي سرق من يوسف حسنه ومن القمر ضيائه أصلي له وأرتل بعض الأغاني الفيروزية الملائكية لكن يد أبو سمير تسير بحنان على كتفها وشعرها الملون بخصلاته البيض، تسرح مرتجفة على وجهها تمسح دمعة ساخنة سكنت في بعض تجاعيد وجهها وكأنها حبة لولو صنعت في جنة الله، تستيقظ أم سمير على صوت زوجها وهو يقول:
– استيقظي يا حبيبتي
ما أجملك وما أجمل حلمك الَّذي أعرفه والذي سرح في خيالك كل يوم منذ ثلاثين عاماً.
إن الله رحمته واسعة وهذه حكمته ولو أراد لنا الضنى لكان منذ زمن طويل منَّ علينا ورزقنا من رحمته وطعمنا ولداًوعندها سأناديك أم سمير”.
وفي الختام قرأ الشاعر أيهم الحوري مجموعة من القصائد .
جمان بركات