تحقيقاتصحيفة البعث

أهالي الدمينة الغربية: عدنا على أمل عودة الخدمات ومازلنا ننتظر!

 

رغم الوعود الكثيرة التي تلقاها أهالي قرية الدمينة الغربية التابعة لمنطقة القصير بريف حمص بتأمين الخدمات الرئيسية التي تسهل عودتهم لمنازلهم التي هجروا منها منذ أكثر من ثماني سنوات، لكنهم حتى الآن لم يروا أي بصيص أمل، ومازالوا ينتظرون عودة الكهرباء والمياه، وترميم منازلهم، وزراعة أراضيهم.
البعث قامت بزيارة للقرية، والتقت العديد من الأهالي، ورئيس بلدية البويضة الشرقية الذين كان لسان حالهم تأمين أدنى الخدمات للعودة إلى القرية.
عبد الناصر القادر من أهالي القرية قال: منذ تاريخ 5/8/2019 بدأت العودة إلى القرية، حيث عادت أكثر من 150 عائلة بوجود المحافظة، وفرع الحزب، ووعودنا بتأمين الخدمات من كهرباء، ومياه، ومدارس، ولكن حتى الآن لم يقدموا لنا أية خدمة، مضيفاً بأن أغلب المنازل متضررة بشكل كبير، وتحتاج لمبالغ كبيرة للترميم، ومع ذلك أغلب الأهالي قاموا بترميم جزء بسيط من منازلهم، مطالباً بتخديم القرية بالكهرباء لتعود الحياة للقرية، علماً أن أبراج خط الـ 20 تصل إلى القرية والمزارع.
محمد عبد الحسيب المرعي، رئيس الجمعية الفلاحية، قال: عند بدء العودة تم تسجيل العائلات التي عادت فعلياً للقرية، ليتم تخصيصنا بالخبز والغاز والمازوت، ولكن حتى الآن لم يتم الرد، وعند مراجعة رابطة القصير يقولون: لم يتم تخصيصكم بأية مادة، مضيفاً بأن أكثر من عشرين مزارعاً من القرية راجعوا الرابطة الفلاحية بالقصير لشراء مادتي القمح والشعير لزراعة أراضيهم، فلم يتمكنوا لعدم وجود مخصصات للقرية، حيث اضطروا لشراء القمح والشعير من التجار وبأسعار مرتفعة وصلت لحوالي 250 ليرة سورية للقمح، و150 ليرة للشعير، بالإضافة لشراء مادة المازوت بالسعر الحر بحوالي 400 ليرة سورية لليتر الواحد، مبيّناً أنه تمت زراعة أكثر من 11 ألف دونم بتكلفة عالية ودون أي دعم من أية جهة (اتحاد الفلاحين، والزراعة، ومؤسسة إكثار البذار)، علماً أن مساحة الأراضي الجاهزة للزراعة أكثر من 18 ألف دونم.
أحمد عبد الكريم قال: يضطر طلبة المدارس للذهاب إلى مدارس قطينة أو الغسانية، ما يزيد من الأعباء المادية للأهالي، فكل طالب يحتاج لأكثر من 4000 ليرة سورية بالشهر، والكثير من الأهالي لديهم أكثر من طالب، ولا توجد أية وسيلة نقل لتخديم القرية، مبيّناً أن مدرسة القرية تحتاج لترميم بسيط من أبواب وشبابيك ومقاعد لتعود للخدمة، والوعود كانت بتجهيز المدارس مع بداية العام الدراسي الحالي، ولكن حتى الآن لم يتم أي إجراء بخصوص المدارس.
رئيس بلدية البويضة الشرقية التابعة لها القرية محمد المحمد أوضح أنه مع بداية عودة الأهالي البالغ عددهم 154 عائلة تمت مخاطبة المحافظة، وشركة الكهرباء من أجل تخديم القرية بالكهرباء، حيث لا توجد شبكة ولا أعمدة، فكافة الأعمدة “مقصوصة ومسروقة”، وتم إرسال لجنة لتحديد الكلفة المالية، وحتى الآن لم يتم الرد من شركة الكهرباء، علماً أن القرية تحتاج لمحولتين لتخديمها، وبالنسبة للمياه توجد ضمن القرية شبكة جاهزة تحتاج فقط لصيانة بسيطة من “سكورة وأغطية” لتكون في الخدمة وضخها من مياه الغسانية الرئيسية، أو حفر الآبار الموجودة بالقرية التي ردمت جميعها من قبل المسلحين أثناء تواجدهم بالقرية، علماً أن كافة الآبار التي كانت موجودة ببساتين القرية فيها مياه صالحة للشرب، وبالنسبة للخبز والغاز والمازوت بيّن أنه تمت مخاطبة الجهات المعنية بالموضوع لتخصيص القرية بمخصصات حسب البطاقات العائلية المتواجدة حالياً بالقرية، وحتى الآن لم يتم الرد ، وبخصوص ترميم المدارس بيّن المحمد أن المدرسة بحاجة لترميم وصيانة، وتمت مخاطبة مديرية التربية لوضعها بالخطة مع بداية العام القادم، لافتاً إلى أن معظم العائلات متوقفة عودتهم لحين تأمين الخدمات الرئيسية من كهرباء، ومياه، ومدارس.
بقي أن نقول: إن التوجيهات الحكومية كثيرة بتشجيع الأهالي الذين هجروا من منازلهم وقراهم للعودة إليها، وخاصة التي تمتلك أراضي زراعية تتم زراعتها بالمحاصيل الاستراتيجية من قمح وشعير وبمساحات كبيرة، وتبقى أدنى الخدمات حجر عثرة في وجه الأهالي بالعودة والاستقرار والعمل فيها.

رنا منير محمد