الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بعد انتشار الجيش.. إعادة فتح الطريق الدولي الحسكة- حلب أمام حركة النقل والسير

 

بعد استكمال وحدات الجيش العربي السوري عمليات انتشارها وتأمين المناطق على محاور الطريق، عادت حركة النقل العامة على الطريق الدولي الحسكة- حلب، فيما أسقطت وحدة من الجيش العربي السوري طائرة مسيّرة مذخّرة بالقنابل للتنظيمات الإرهابية في بلدة الفريكة، أقصى شمال غرب حماة، قبل وصولها إلى هدفها.
يأتي ذلك فيما عادت دفعة جديدة من المواطنين المهجّرين بفعل الإرهاب إلى مدنهم وقراهم، التي حرّرها الجيش العربي السوري من الإرهاب، في محافظتي درعا وحمص قادمين من مخيمات اللجوء في الأردن، في وقت أكد آوتكو جاكير آوزار، عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري التركي، أن سياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في المنطقة تخدم أجندات الغرب في تدمير سورية والعراق وليبيا ودول أخرى، وتهدف لتحقيق حسابات شخصية عقائدية متعلّقة بجماعة “الإخوان المسلمين” الإرهابية.
وفي التفاصيل، تمّ فتح الطريق الدولي الحسكة- حلب، أمس، أمام حركة النقل والسير بعد استكمال وحدات الجيش انتشارها في المنطقة.
ويُعتبر الطريق الدولي “الحسكة- الرقة– حلب”، المعروف باسم M4، من أهم الطرق الدولية في سورية، حيث يمتد على طول المنطقة الشمالية والشرقية، ويربط شمال سورية بغربها وشمالها بجنوبها، ويسعى النظام التركي منذ بداية العدوان على الأراضي السورية إلى السيطرة على هذا الطريق الحيوي، لذلك يكثّف من هجماته للسيطرة عليه.
وتأسس طريق M4 الدولي عام 1950، وفي عام 1980 أصبح صلة الربط بين كل من سورية والعراق وتركيا مع سواحل البحر المتوسط.
يمتد الطريق الدولي من الحدود العراقية انطلاقاً من بلدة اليعربية، مروراً بمدن القامشلي والحسكة ودير الزور وتل تمر، ومن تل تمر يصل إلى عين عيسى، ومن ثمّ منبج وحلب، ومن حلب يمتد الطريق إلى إدلب وسراقب، ليلتقي مع طريق M5 الدولي، وعبر سراقب يمتد إلى اللاذقية ومنها إلى البحر الأبيض المتوسط، فيما يمتد طريق M5 إلى حماة وصولاً إلى دمشق وبيروت وعمان.
ويعمل الجيش العربي السوري منذ بدء عمليات الانتشار في منطقة الجزيرة على تأمين الطريق الدولي بشكل كامل، والذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة للمنطقة الشرقية، وذا أهمية كبيرة على الداخل السوري، اقتصادياً واجتماعياً.
وكانت وحدات الجيش بدأت الانتشار في محيط الطريق من الجهة الجنوبية بغية تأمينه وحماية المدنيين في القرى المحيطة بالطريق، انطلاقاً من بلدة تل تمر وصولاً إلى صوامع عالية كمرحلة أولى، واستمر الجيش بانتشاره وتعزيز نقاطه باتجاه الحدود الإدارية لمحافظة الرقة، وصولاً إلى قرية التروازية.
يأتي ذلك فيما عادت دفعة جديدة من المواطنين المهجّرين بفعل الإرهاب إلى مدنهم وقراهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب في محافظتي درعا وحمص قادمين من مخيمات اللجوء في الأردن، وبيّن العقيد مازن غندور رئيس مركز هجرة نصيب “أن المركز وفّر كل متطلبات واحتياجات الأسر العائدة إلى أرض الوطن لإيصالهم بكل يسر وسهولة إلى مناطقهم، عبر تجهيز حافلة لنقل المهجّرين وسيارة إسعاف، ناهيك عن حسن الاستقبال وتسهيل الإجراءات”، فيما أكدت فاطمة شاهين من حمص أنها تشعر بالسعادة لعودتها إلى أرض الوطن بعد غياب قسري لسنوات، وأكدت أماني الصمادي، من مدينة الشيخ مسكين بريف درعا، أن دموع الفرح بعودتها إلى مدينتها التي غادرتها قبل 4 سنوات تعبّر عن شوقها لمسقط رأسها، واليوم تعود إليه في ظل الأمان الذي وفّره الجيش العربي السوري.
ميدانياً، عثرت الجهات المختصة على أسلحة وألغام متفجّرة وسيارة مفخخة وخزانات دراجات نارية معبأة بمواد متفجرة من مخلّفات الإرهابيين بين بلدتي المسيفرة وأم ولد بريف درعا، فيما أسقطت وحدة من الجيش العربي السوري طائرة مسيّرة مذخّرة بالقنابل للتنظيمات الإرهابية في بلدة الفريكة أقصى شمال غرب حماة قبل وصولها إلى هدفها.
وذكر مراسل سانا في حماة أن وحدة من الجيش رصدت طائرة مسيّرة للتنظيمات الإرهابية قادمة من مناطق انتشارها في ريف إدلب، وتعاملت معها برمايات من أسلحة متوسطة، وأسقطتها قبل وصولها إلى هدفها في قرية الفريكة شمال سهل الغاب أقصى ريف حماة الشمالي الغربي، وبيّن أن الطائرة كانت مذخّرة بالقنابل والمتفجرات بهدف استهداف المناطق الآمنة أو البنى التحتية أو نقاط الجيش التي تحمي المدنيين.
وخلال متابعة أعمال تمشيط القرى المحرّرة من الإرهاب عثرت الجهات المختصة على ألغام متفجّرة وسيارة مفخخة ومواد متفجرة من مخلّفات الإرهابيين في ريف درعا الشرقي، وذكرت مراسلة سانا في درعا أن الجهات المختصة واصلت تمشيط المناطق المطهرة من الإرهاب حفاظاً على حياة المدنيين ولتأمين عودة آمنة لهم إلى قراهم ومنازلهم، حيث عثرت على أسلحة وألغام متفجرة وسيارة مفخخة وخزانات دراجات نارية معبأة بمواد متفجرة من مخلّفات الإرهابيين بين بلدتي المسيفرة وأم ولد بالريف الشرقي.
وتعمل الجهات المختصة، بالتعاون مع وحدات الجيش، على تأمين المناطق المحررة، من خلال تمشيطها، حيث عثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة، بعضها إسرائيلية وأمريكية المنشأ وأدوية وسيارات شحن كبيرة وسيارات إسعاف غربية الصنع، ما يعكس حجم الدعم اللوجستي والتسليحي للتنظيمات الإرهابية من الدول الداعمة والراعية لإرهابها.
سياسياً، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة تحرير محافظة إدلب بالكامل من الإرهابيين، والقضاء على الإرهاب في سورية، وإيجاد حل سياسي للأزمة فيها وفق القرار الأممي 2254، وقال، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي مايك بومبيو في واشنطن: “إن السوريين وحدهم يحددون مستقبل بلدهم”.
ولفت لافروف إلى أن مباحثاته ونظيره الأمريكي تناولت جملة واسعة من القضايا الملحة، بينها الأوضاع في الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب، وانتقد عدم إبداء واشنطن التعاون المطلوب مع موسكو لحل القضايا الدولية، قائلاً: “إن مستوى العلاقات بين موسكو وواشنطن لا يتوافق مع مصالح البلدين والعالم”.
وخلال مؤتمر صحفي عقب لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جدّد وزير الخارجية الروسي التأكيد على أنه من الضروري تحرير محافظة إدلب بالكامل من الإرهابيين، وإعادتها إلى سيطرة الدولة السورية، مشيراً إلى أنه لم يتمّ فصل ما يسمى “المعارضة المسلحة” عن إرهابيي “جبهة النصرة” في منطقة خفض التصعيد هناك. ولفت لافروف إلى أنه لا حل عسكرياً للأزمة في سورية، مشدداً على ضرورة استئناف العملية السياسية في إطار لجنة مناقشة الدستور، التي بدأت عملها في جنيف الشهر الماضي، بما يلبي تطلعات السوريين بكل أطيافهم وانتماءاتهم.