الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

 سومر نجار والحفاظ على التراث الحلبي بقيادة سكيكر

“من مسرح الأوبرا المكان الذي يلامس روحي ووجداني أطلق أغنيتي “شهبا يانورعيوني” وهي رسالة حبّ إلى حلب وكل من يحب هذه المدينة التاريخية”.

بهذه المفردات قدم سومر نجار مع فرقة قصيد بقيادة وتوزيع المايسترو كمال سكيكر ومشاركة فرقة التراث للرقص الحلبي -بابلي- القادمة من حلب لإحياء هذه الأمسية الحلبية التي جمعت بين الفلكلور والتراث والموشحات والموال والدلعونا والزلف ورقص السماح بصوت ابن الشهبا، وتميزت بدور خاص للقانون والأكورديون مع الوتريات والإيقاعيات والناي والعود. ودلّ تفاعل جمهور الأوبرا الكبير مع الفنان سومر نجار الذي امتلك الموهبة والحضور والدراسة الأكاديمية على الشغف بالتراث الحلبي والتواصل معه.

افتُتحت الأمسية بمقطوعة موسيقا آلية سماعي جهاركاه ألحان محمد رجب، ثم بدأ نجار بغناء موشح “أنت سلطان الملاح” بمرافقة الراقصين بحركات التكاتف الدائري ضمن خصوصية أنواع وقواعد رقص السماح، وتغيّرت الأجواء مع الأغنية التراثية المألوفة “ع الروزنا” مع حركات مختلفة للراقصين وفق الصفين مع  اللحن الإيقاعي المرافق، وتابع نجار مع تصفيق الجمهور بتراثيات حُفظت بالذاكرة “طالعة من بيت أبوها، وحياة عينيا” إلى موشح أهوى قمراً الذي سُبق بتقاسيم القانون.

وتلتها وصلة فلكلورية منها “يارب يا عالي”، ومجموعة موشحات منها “املالي الأقداح” وصولاً إلى وصلة فلكلورية منوعة سُبقت بتقاسيم على الأكورديون –العازف وسام الشاعر- على مقام البيات استحوذت على إعجاب الجمهور.

المنعطف بالأمسية كان بأغنية شهبا يا نور عيوني “قلبي عليك داب من سفر وهموم” بألحانها الرائعة التي بدأت مع الناي والأكورديون، ثم بتوظيف آلات الفرقة مع امتدادات نغمات الأكورديون، وانتهت بقفلة موسيقية فاصلة.

وبيّن نجار في حديثه للبعث بأنها عمل حلبي خاص بصوته تعبيراً عن الحب الذي يكنه لمدينته العظيمة التي وُلد بها، وعمل متكامل بالتعاون مع قامات كبيرة من حلب –كلمات صفوح شغالة وألحان جورج ماردورسيان وتوزيع أنس نقشي– وهي امتداد أيضاً للتراث الحلبي الغنائي.

ويمتاز لحنها بأنه يحافظ على الجملة اللحنية بأصالتها من مقام حجاز كار، وفيها تحويل لمقام البيات بالتناغم بين الآلات الشرقية والغربية المدروس بشكل صحيح يخدم مشروع العمل. وأوضح بأن الفلكلور الحلبي مادة غنية جداً ويبنى على قوالب وفورمات غنائية من الوزن الثقيل، ليخلص إلى: أنا أحب الموسيقا الحلبية البسيطة العميقة في آن واحد لأنها تنم عن عمق وأصالة في الجملة اللحنية، فهي مادة مغرية جداً للتناول لكن بعناية ونحن نقوم بإعداد وتوزيع بالشكل الذي لا يشوّه أصالتها، وهذا أيضاً توجه دار الأوبرا بالحفاظ على التراث اللامادي.

ملده شويكاني