تحقيقاتصحيفة البعث

لأول مرة.. امرأة من السويداء تحصل على لقب “شيخ الكار”

 

بعزيمة وإصرار لا يلين تمكنت الشابة ردينة أبو طافش من انتزاع لقب شيخ الكار لتكون أول امرأة تحصل على هذا اللقب بعد أن كان حكراً على الرجال الذين أمضوا سنوات كثيرة في مهنة أو حرفة يدوية مميزة، ورغم صغر سنها إلا أنها استطاعت أن تشق لنفسها طريقاً، وتصبح شيخ حرفة، وأن تحجز لنفسها موقعاً بين كبار شيوخ الكار.
أبو طافش البالغة من العمر (39 عاماً) هي أول امرأة سورية تحصل على لقب “شيخ الكار” الذي يطلق عادة على كبير أية مهنة، ويمتلك خبرات كبيرة في مجال حرفته، وباستطاعته أن ينقل تلك الخبرات إلى الأجيال القادمة.
بدأت حكاية “أبو طافش” منذ زمن بعيد عندما كانت تعمل في مهنة التمريض بأحد المشافي الحكومية بمحافظة حلب (شمال سورية)، واستثمرت مهنتها هذه في الوصول إلى ما تريد من إنتاج مستحضرات طبية مستخلصة من الأعشاب الطبيعية، وأن تصبح منتجاتها منافسة في الأسواق المحلية والعربية.
وخضعت الشابة “أبو طافش” لدورات في مجال عملها، وتابعت المسائل المتعلقة بها مع صيادلة داخل سورية وخارجها، واستفادت من المراجع العلمية، وبدأت العمل بأربعة أنواع من الكريمات والزيوت قبل ثلاث سنوات، وصولاً إلى 50 منتجاً اليوم.
البعث التقت الشابة “أبو طافش”، وروت لنا حكايتها مع استخلاص المنتجات الطبية من الأعشاب، فقالت :”إن حصولي على لقب شيخ الكار جاء نتيجة عدة أسباب أهمها مشاركتي المتكررة والمتواصلة بالمعارض الداخلية والخارجية، وكنت المرأة الوحيدة بينهم، ونجاح المنتج وسمعته الذي أقدمه للزبائن، وبات ينافس المنتج الأجنبي من حيث المواصفات والفعالية”، مؤكدة أن الشيء الأهم في ذلك أن منتجاتها مصنعة محلياً، وبخبرات محلية ومستخلصات عشبية طبية.
وتابعت “شيخ الكار” تقول: “أنا ممرضة كنت أعمل في محافظة حلب منذ عام 2000، وبعدها انتقلت للعمل في ورشات للطب البديل مع أطباء كبار، وتعلّمت منهم كيفية استخلاص المواد الطبية من الأعشاب، وتحضير بعض المنتجات الطبية”.
وأشارت أبو طافش إلى أن معظم الأعشاب التي تستخلص منها منتجاتها موجودة في سورية بسبب تنوع المناخ، مؤكدة أنها طرحت حتى الآن 50 منتجاً في الأسواق، ولكل منها طريقة في الإنتاج والتركيبة الطبية، مؤكدة خلو منتجاتها من التركيبات الكيميائية، وأن ورشتها الآن موجودة بقرية “أم الرمان” بريف السويداء الجنوبي، مؤكدة أن تشجيع والدها قبل أن يتوفى لعب دوراً كبيراً في الوصول إلى هذا اللقب، لافتة إلى أن والدها كان مخترعاً، ولديه 6 براءات اختراع مسجلة في وزارات الدولة السورية.وبيّنت أبو طافش أنها واجهت صعوبات كبيرة وكثيرة في بداية عملها، وعدم تقبّل الناس للمنتج، مبيّنة أن الإصرار والعزيمة في الوصول إلى النجاح جعلاني الآن أحصل على لقب “شيخ الكار”.
وقالت: “إن شركات كثيرة عربية وأجنبية عرضت علي العمل معهم كشريك، لكن حبي لبلدي منعني، وأنا لا أريد أن أعمل خارجها”، مؤكدة أن حصولها على لقب “شيخ الكار” سيحفزها أكثر على تقديم المزيد من العطاء في مجال المستحضرات الطبية.

ربا الهادي