اقتصادزواياصحيفة البعث

المفعول العكسي لتحذير “اللايك القاتل”..!

لا ننكر بداية أن الاقتصاد الوطني بات مستهدفاً أكثر من أي وقت مضى، ولا يدخر المستهدفون أية أداة لإصابته بالمقتل..!

ولكن أن يحرف قطاع الأعمال الأنظار عن فشله في التنمية المستدامة، وبالتالي دعمه للاقتصاد الوطني، إلى “صفحات الفيس بوك” ويحذر من أي تعاطٍ معها، ويعتبرها سماً قاتلاً، بلغة خشبية عفا عليها الزمن، فهذا هو الاستخفاف بالعقول بعينه..!

إن الأجدى بمن أطلق تحذيره مما أسماه “اللايك القاتل” أن يقاتل الخصم بالطريقة ذاتها على أقل تقدير، على الأقل عبر انخراطه بالاستثمار الحقيقي ذي القيم المضافة الجاذبة للقطع الأجنبي، لا عبر نظيراتها الريعية التجارية والسياحية المدمرة لليرة السورية..!

فما الذي يمنع أن يطلق قطاع الأعمال صفحات وتطبيقات إلكترونية إعلامية بمضمون احترافي يعكس قوة نشاطه الاقتصادي والتنموي، بحيث تكون مضادة وسلاحاً فعالاً بوجه الصفحات السوداء المدارة من الخارج والمستهدفة للاقتصاد عموماً، ولليرة خصوصاً..!

ونُذكّر هنا – أيها السادة – بمبادرة هذا القطاع لدعم الليرة، والتي ثبت – للأسف – أنها بروباغندا القصد منها حصد أكبر قدر من الشعبية والوثوقية بقدرة هذا القطاع الذي أثبت طفيليته الرامية لتضخيم ثرواته.. وهنا نتساءل عن مصير التطبيق الذي أطلقه اتحادا غرف التجارة والصناعة لسعر صرف الليرة، والذي حدد الأخير بحوالي 603 مقابل الدولار..؟!

فلماذا لم يستمر الاتحادان بهذا الاتجاه، علماً أنهما كانا يدعيان السعي باتجاه تخفيض سعر الصرف إلى 500 ليرة..؟!

نعتقد أن الإجابة عن هذه السؤال تتعلق بعدم جدية قطاع الأعمال بالعملية التنموية؛ لأن تضخيم الثروات هو الهاجس بغض النظر عن الوسيلة..!

وتجدر الإشارة – قبل أن نختم – إلى أن مديري الصفحات والتطبيقات المشبوهة – للأسف – يعرفون من أين تؤكل الكتف، إذ يستغلون هشاشة الدور التنموي لقطاع الأعمال ليصطادوا بالماء العكر، هذا من جهة، كما أنه من جهة أخرى أيعقل أن يسوق قطاع الأعمال لقوة هذه الصفحات وتأثيرها على الاقتصاد والليرة بهذا الشكل، وكأن به يؤكد ضعف الاقتصاد السوري، وسهولة النيل منه، وبأي وسيلة كانت..!

حسن النابلسي

hasanla@yahoo.com