ثقافةصحيفة البعث

د. شعبان في “وثيقة وطن- جائزة حكايتي”: القصص التي كتبت بإحساس وألم سنحفظها للأجيال

تعمل مؤسسة “وثيقة وطن” من خلال باحثيها ومتطوعيها على نشر وتعميق المعرفة بالتأريخ الشفوي، وفي الأمس أعلنت المؤسسة عن نتائج جائزة “حكايتي” لأفضل قصة واقعية قصيرة, وفي تصريحها للصحفيين قالت د. بثينة شعبان رئيس مجلس أمناء “وثيقة وطن”: مع أنني عملت في العمل العام لمدة ٣٠ عام من جامعة دمشق إلى وزارة الخارجية إلى القصر الجمهوري إلى وزارة المغتربين، وأنا أعتز بكل مفصل عملت فيه وبكل عمل أنتجته، إلا أنني أجد في العمل التطوعي مذاقاً خاصاً لا يشبهه أي مذاق، ومهمتنا التأسيس للتأريخ الشفوي ولدينا كنوز من هذا التاريخ سواء كانت سيراً ذاتية أو قصة مهنة أو كار أو قصة كنيسة أو قصة جامع، وكل هذه الكنوز تذهب برحيل أصحابها، وبما أن الحياة مؤقتة للجميع قررنا في وثيقة وطن محاولة تأريخ هذه الكنوز وأن نؤسس لوعي مجتمعي لأهمية الحفاظ على السير الذاتية، وثانياً كتابة تاريخنا من خلال قصص الناس من جميع المحافظات ومن جميع المناطق وخاصة بعد هذه الحرب التي مرت على سورية خلال ثماني سنوات والتي عانى فيها السوريون ما عانوه، والتي شهدت تشويهاً إعلامياً فظيعاً لما يجري في سورية ولحقيقة الواقع السوري، ورأينا أنه من الضرورة بمكان أن يتم كتابة تاريخ هذا البلد من خلال أبنائه ونحن نتوجه إلى جميع المحافظات ونجري المقابلات مع المتطوعين، وننوي في المستقبل ترجمة هذا التاريخ إلى اللغات الحية لكي لا يأتي خصومنا وأعداءنا ويكتبوا التاريخ بالطريقة التي يريدون والتي غالباً يشوهون بها حضارتنا وهويتنا وتاريخنا، والهدف هو الحفاظ على الهوية هذه الهوية الحضارية العريقة وهذا العيش المشترك الذي تعيشه سورية والذي هو عملة نادرة نفتخر به أمام العالم من خلال الوثيقة وليس فقط من خلال الحديث الشفوي.

وأضافت د. شعبان: نعتبر باكورة إنتاج هذه الوثيقة في هذه المؤسسة التي أطلقناها، والتي نحتفل اليوم بتوزيع الجوائز للفائزين بها، لكن قبل توزيع الجوائز والاحتفاء بالفائزين والفائزات، أود أن أقول لكل من كتب قصة لوثيقة وطن أنه فائز لأن قصته ستكون جزءاً من تاريخنا، ولأننا سنحفظ قصته أو قصتها التي كتبت بنبضه وإحساسه وألمه سوف نحفظها للأجيال القادمة، وسوف يقرؤها أبناؤه وأحفاده، وسوف نهتم بها اهتمامنا بهذه القصص الفائزة اليوم، فمشاعركم عزيزة علينا وكتاباتكم أمانة عندنا.

مشاريع المؤسسة

بدوره تحدث موسى الخوري مدير المشاريع والقائم بأعمال مؤسسة وثيقة وطن عن مشاريع وفعاليات المؤسسة إذ قال: أُحدثت مؤسسة وثيقة وطن رسمياً في دمشق بتاريخ 9-6-2016 كمؤسسة غير حكومية وغير ربحية تعنى بالتأريخ الشفوي وببحوث التوثيق وإدارة المعرفة، ومشاريع وفعاليات المؤسسة عديدة وهي: مشروع توثيق شهادات الحرب على سورية، وتوثيق الحرف اليدوية، وأرشفة مركز الوثائق التاريخية، والتراث السرياني واللغة السريانية، وتوثيق التراث الكنسي السوري، ودراسات ومنشورات المؤسسة، وتوثيق المطبخ والمأكولات السورية، وتوثيق التراث الصوفي، والتوجه شرقاً- مبادرة الحزام والطريق، وبرامج التدريب، وجائزة حكايتي لأفضل قصة واقعية قصيرة، والمشاريع التقنية قيد التحضير لمشتملاتها.

هذي حكايتي

من جهتها تحدثت د.نيرمين النفرا -مديرة محور النساء في زمن الحرب والباحثة في المؤسسة- عن شروط “هذه حكايتي” فقالت: شروط المشاركة أن يكون كاتب القصة سورياً وتقبل قصة واحدة فقط من المشارك، وباللغة العربية، وأن تكون قصيرة ل تتجاوز ١٠٠٠ كلمة وبلغة سليمة وواضحة وصادقة، وموضوعية السرد والحكم على الأحداث، وأن تحدد مكان وزمان الوقائع. وهدفنا إغناء مصادر المؤسسة من الشهادات الشفوية والتعريف بالمؤسسة وحشد الدعم لها، ومنهجية العمل تعتمد على جذب أصحاب القصص للإدلاء، والاستفادة من الصدى الإعلامي للفعالية في تعزيز مفهوم التاريخ الشفوي.

الجوائز

وقرأ المذيع أسامة شحادة أربع قصص قصيرة وعناوينها: “وثائق المصالح العقارية” مدينة حمص في حزيران ٢٠١٢، و”الخروج من دير الزور” المكان دير الزور في تموز ٢٠١٥، و”صديق مقعد دراستي” المكان مدرسة عكرمة المخزومي في تشرين الأول ٢٠١٤، و”رسالة أمي” المكان مدخل مدينة إدلب، في آذار ٢٠١٥. ولم يكن سهلاً على لجنة التحكيم المؤلفة من الأدباء: نبيل صالح، نهلة السوسو، د.حسن حميد لاختيار القصص، حيث وصل عدد القصص الفائزة إلى ٢٢ قصة موزعة على أربع فئات عمرية.

الفئة العمرية الأولى من ١٠-١٦- نالت الذهبية: حنين القبة، الفضية: مجد الدين عيد، والبرونزية: دانة شاويش.

الفئة العمرية الثانية من ١٧-٣٠- الذهبية: نجلاء سعيد، والفضية: رحمة زعموط، والبرونزية: غرام العلي.

الفئة العمرية الثالثة من ٣١-٥٠- الذهبية: فراس القاضي، والفضية: تامر دباس، والبرونزية: وسيم مصطفى.

الفئة العمرية الخامسة من 50 ومافوق- الذهبية: محمد شحود، والفضية: رندة القاسم، والبرونزية مارتين تمرس.

جمان بركات