الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الرئيس الأسد يستقبل نائب رئيس الوزراء الروسي والبحث يتناول آفاق التعاون المستقبلي وسبل تعزيزه في المجالات كافة

استقبل السيد الرئيس بشار الأسد، أمس، يوري بوريسوف نائب رئيس الوزراء الروسي والوفد المرافق له.

وتناول اللقاء العلاقات السورية الروسية، وتعاون البلدين في المجال الاقتصادي، وسير تنفيذ الاتفاقات الموقّعة بين الجانبين، حيث تمّ التطرق إلى المعوقات، وسبل تجاوزها، والإجراءات والتسهيلات الممكن اتخاذها بغية تسريع تنفيذها.

كما تطرّق اللقاء إلى آفاق التعاون المستقبلي بين البلدين، وسبل تعزيزه في المجالات كافة، وخاصة فيما يتعلق بالطاقة والبنى التحتية وإقامة مشاريع استثمارية وصناعية جديدة، بما يحقق المصالح المشتركة لشعبي البلدين الصديقين.

وأعرب الرئيس الأسد وبوريسوف عن ارتياحهما لتطوّر التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، والذي يسير بخطا ثابتة للوصول إلى مستوى العلاقات الاستراتيجية، التي تربط سورية وروسيا على الصعيدين العسكري والسياسي.

كما تمّ استعراض استعدادات الجانبين لاجتماعات اللجنة السورية الروسية المشتركة المقرر انعقادها أواخر العام الحالي.

حضر اللقاء من الجانب السوري وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين، ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، وعلي غانم وزير النفط والثروة المعدنية، وقيس خضر أمين عام مجلس الوزراء، وأيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين، فيما حضره من الجانب الروسي ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية وسفير روسيا الاتحادية بدمشق.

مشروعات كبرى تصب في خدمة إعادة بناء الاقتصاد السوري

وفي تصريح للصحفيين قبيل مغادرته مطار دمشق الدولي قال بوريسوف: لقد ناقشنا مع الرئيس الأسد عدداً من المواضيع المهمة، ولا سيما المشروعات الكبرى التي تصب في خدمة إعادة بناء الاقتصاد السوري ومشاريع البنى التحتية للمطارات والمعابر الحدودية والطرق، وأضاف: إن المحادثات مع الرئيس الأسد تناولت أيضاً موضوع استثمار ميناء طرطوس من قبل شركة روسية، ومن المخطط أن يتم الاستثمار بتوسيع الميناء بمبلغ إجمالي يقدّر بنحو نصف مليار دولار، وهذا الأمر مستمر، ونأمل نجاح الجهود الرامية لتحقيق ذلك، مبيناً أنه تمت أيضاً مناقشة موضوع تحديث معمل الأسمدة في حمص الذي تستثمره شركة روسية، لأنه قديم والوضع البيئي حوله صعب، وتم بحث الطرق الكفيلة لتحسين هذا الأمر، وجذب الاستثمارات، وتأمين عودة العمال السوريين للعمل فيه، وأشار إلى أن المصنع يعمل فيه أكثر من 1.5 ألف شخص، ويجري حالياً تبديل المعدات القديمة بالجديدة، ورفع معايير البيئة خلال الإنتاج.

وأكد بوريسوف أن زيارته إلى سورية تأتي في وقت تشهد فيه إجراءات ملموسة لإعادة بناء الاقتصاد السوري، لافتاً إلى الصعوبات التي تعترض ذلك نتيجة الإجراءات القسرية أحادية الجانب والحصار الاقتصادي المفروض عليها، ولفت إلى أنه من المخطط مد خط سكة حديد جديد عبر سورية والعراق من أجل إنشاء ممر للنقل، “يربط البحر الأبيض المتوسط بالخليج”، والذي سيزيد من عمليات الشحن عبر الموانئ السورية، مشيراً إلى أن ميناء طرطوس، على الرغم من قلة درجة التشغيل، يخلق 3.7 ألف فرصة عمل.

ورداً على سؤال حول هل ناقشتم موضوع النفط في سورية؟، قال بوريسوف: من المعروف أن النفط المصدر الأساسي لميزانية دول عربية كثيرة، وأننا الآن نشهد تحسناً واضحاً في الوضع بمناطق الجزيرة السورية، ونحن ننطلق من موقف أن جميع الموارد الطبيعية الموجودة في الأراضي السورية يجب أن تكون ملكاً للشعب السوري والحكومة الشرعية.

ورداً على سؤال حول أهمية الزيارة في تنمية العلاقات الاقتصادية السورية الروسية، ولا سيما في ظل الإجراءات القسرية أحادية الجانب ضد سورية، أكد بوريسوف أن بلاده تواصل مساعيها لتحسين الأوضاع في سورية وتقديم المساعدة والدعم لها، وأضاف: “إننا نجري مفاوضات ومحادثات مع جميع الدول العربية بغية تحسين الوضع الاقتصادي في سورية”، مشيراً إلى أن العلاقات الثنائية بين روسيا وسورية تاريخية، وأن الحكومة الروسية اتخذت قراراً بتقديم مساعدات لسورية هي 100 ألف طن قمح سيبدأ العمل على توريدها خلال الشهر الجاري إليها، وستكتمل في موعد لا يتجاوز الربع الثاني من العام المقبل.