صحيفة البعثمحليات

المتممات الغذائية ليست بديلاً عن الدواء بل مكملة له “الطب البديل” خط موازٍ للعقاقير بشرط الرخص الصحية أو التدريب

دمشق – حياة عيسى

يعتبر الطب البديل “طب الأعشاب” الخط الموازي للطب المعالج بالمواد والعقاقير الكيماوية بشرط أن يكون القائمون عليه من ذوي الاختصاص الحاصلين على رخص صحية، أو الخاضعين لدورات تدريبية حتى يكون لديهم مؤهل علمي، ولاسيما أن هناك توصيات تلزم كل من يعمل بمجال الطب البديل أن يحصل على رخصة مزاولة المهنة.

نقيب الصيادلة الدكتورة وفاء كيشي أشارت في حديثها لـ”البعث” إلى ضرورة استثمار كافة الوسائل والإمكانات المتاحة لتنمية القدرات العلمية العاملة في القطاع الصحي، ولاسيما في مجال التغذية وأعدادهم بما يتناسب مع احتياجات السوق، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم واستثمارها لتحقيق التنمية المستدامة ليتم الوصول بالفعل إلى مجتمع سليم معافى من الأمراض، علماً أن جزءاً كبيراً من المتممات الغذائية مصنع محلياً، والجزء الآخر مستورد ولا يسمح بتداوله في السوق، إلا بعد إخضاعه للعديد من الفحوصات و الإجراءات اللازمة، ولكن لابد من الإشارة إلى أنه بالرغم من أهمية المتممات الغذائية، إلا أنها ليست بديلاً عن الدواء بل مكملة له.

وتابعت كيشي أن الدواء والقطاع الدوائي بخير؛ إذ استطاع النهوض والتعافي بعد فترة الحرب والحصار الجائر على القطاع، حيث تجاوز عدد  المعامل التي تنتج الدواء الـ/100/ معمل دوائي يغطي حوالي /90%/ من حاجة السوق المحلية، إلا أن واقع الصيادلة كمهنة يعتبر سيئاً، ولاسيما أن ربح الصيدلي لن يرتفع رغم ارتفاع كافة الأسعار، وشريحة ربح الصيادلة لم تعدل منذ عام 1990، وهذا موضوع يجب النظر فيه من قبل الجهات ذات الصلة وصاحبة القرار.

في حين أشارت الدكتورة جميل حسيان عميد كلية الصيدلة في جامعة دمشق والأمين العام للجمعية العلمية لكليات الصيدلة العربية إلى أن من أهم أعمالهم كجمعية علمية تعتبر نواة في الوطن العربي لكليات الصيدلة، تداول الأفكار التي تهم كليات الصيدلة والمواضيع التي تدرس فيها، علماً أنهم على وشك إقامة مؤتمر في جامعة دمشق – المؤتمر 22 للجمعية العلمية لكليات الصيدلة – لمناقشة وتطوير مهنة الصيدلة، ومناقشة المناهج التي تدرس في جامعات الصيدلة في الوطن العربي بشكل عام، بالتزامن مع وجود دراسة لإمكانية تبادل الخبرات مع دول الجوار، والإشراف المشترك على الدراسات العليا لإيجاد مناهج موحدة لكافة كليات الصيدلة في الوطن العربي، علماً أن من أهم المواد التي سيتم إضافتها لمناهج كلية الصيدلة تتمثل بالبورد العربي، ليتمكن أي صيدلاني يتخرج من أي بلد عربي من مزاولة المهنة دون أي عراقيل أو معادلة الشهادة.

كما تطرق الدكتور مروان بشارة خازن نقابة الصيادلة في حديثه مع “البعث” عن الواقع الصيدلاني الذي عانى من تأمين الدواء في السنوات الثماني المنصرمة، ولاسيما بوجود الكثير من المعامل الدوائية التي  خرجت عن الخدمة نتيجة وجودها في أماكن سيطرة الإرهاب والمسلحين؛ الأمر الذي دفع بالنقابة للتوجه إلى التعاون مع وزارة الصحة والجهات المعنية لتأمين تصنيع الأدوية بمعامل أخرى لرفد السوق الدوائي وتحقيق الأمن الدوائي، بالتزامن مع التوجهات الحكومية  للدعم بسعر الصرف لاستيراد الدواء المفقود، منوهاً إلى وجود خطط لتطوير الصناعات الدوائية لتحقيق الاكتفاء الدوائي، بحيث يكفي الإنتاج المحلي القطاع الدوائي السوري بشكل كامل، مع التطلع لتطوير أكثر للمعامل الدوائية والصناعات الدوائية، ولاسيما بعد أن تم البدء بافتتاح معامل سرطانية،  بالتزامن مع التطلع لافتتاح معامل لإنتاج اللقاحات، علماً أن الحكومة داعمة لكل مستحضر جديد غير موجود ومتوافر ضمن الأقطار العربية، متابعاً أنه في مجال المتممات الغذائية تم العمل على تغطية السوق المحلي بشكل كامل منها، ولاسيما فيما يهم الطفل الرضيع والفئات الأكثر هشاشة كالمسنين والمرضى المزمنين؛ كونه أهم القطاعات التابعة للقطاع الدوائي أهمية، بالتزامن مع وجود الكثير من المعامل الدوائية تبنت الموضوع وتعمل عليه.

في حين بين الدكتور طلال عجلاني “مسؤول نقابي سابق” أنه لابد من إعادة النظر في ربح الصيادلة وتحسين وضعهم من خلال مشروع معمل ومستودع لدعم صندوق تقاعد الصيادلة لدعم المتضررين قدر الإمكان، لاسيما أن النقابة خلال الـ/8/ سنوات من الحرب قدمت أكثر من /120/ مليون ليرة مساعدات لصيادلة متضررين، بالإضافة إلى تحسين وضعهم المالي، علماً أن هناك 80 – 85 من الصيادلة يعملون صيادلة مجتمع، مع تأكيده على ضرورة إعادة النظر بأعداد الصيادلة المتخرجين لتأمين فرص عمل لهم من خلال التعاون مع الوزارات المعنية.

جميلة صمادي – مختصة تغذية – شددت على ضرورة التوعية ونشر الثقافة التغذوية كونها “خط حياة آمناً”، والابتعاد قدر الإمكان عن الدواء، لاسيما أن التغذية يوجد فيها بدائل للحصول على البدائل الغذائية، مؤكدةً  وجود حالات من سوء التغذية نتجت خلال الحرب يتم العمل على تلافيها من خلال المتممات الغذائية والغذاء البديل، كما وجهت للابتعاد عن الهرم الغذائي الأميركي ونشر الهرم العربي التغذوي، بالتزامن مع  نشر كتيب غذائي لمحاكاة المجتمع العربي.