تحقيقاتصحيفة البعث

بلدة الرحى.. تقاذف مسؤوليات حول سوء الواقع الخدمي.. ومطالب مشفوعة بزيادة عدد السكان

تعيش بلدة الرحى واقعاً خدمياً مزرياً، وتفاقم هذا الوضع الخدمي في السنوات الأخيرة من عمر الأزمة السورية، وأصبح واقعاً ملموساً يتطلب تضافر الجهود، ورفع وتيرة العمل لإيجاد حلول ناجعة لتلك المشكلات التي انعكست سلباً على حياة المواطنين، وزادت من أعبائهم الحياتية واليومية، فأكوام القمامة تتناثر وتتكوم على جانبي الطرقات في البلدة والأحياء التابعة لها، وباتت تلك الأكوام مشهداً مألوفاً، إضافة إلى المخالفات والتعديات التي طالت الطريق الرئيسي الذي يربط البلدة  بمدينة السويداء.

وتتبادل الجهات المعنية والمواطنون الاتهامات حول من يتحمّل مسؤولية الواقع الخدمي السيىء، فبلدية الرحى تشكو قلة عمال النظافة بسبب العقود الموسمية، الأمر الذي جعل العمال يحجمون عن العمل في قطاع النظافة، والمواطنون يتهمون البلدية بالتقصير في إزالة القمامة بشكل يومي.. البعث زارت بلدة الرحى، واطلعت على الواقع الخدمي في تلك البلدة.

حفريات بالطرقات

لم يخف المواطن محمود الهادي مخاوفه من الانعكاسات السلبية التي تخلّفها مشكلة تراكم القمامة في الطرقات والأحياء السكنية التابعة لبلدة الرحى على السكان.

وقال الهادي: “تتراكم القمامة لعدة أيام، وخاصة في أيام الصيف فتتحول إلى بؤرة لانتشار الأمراض والحشرات التي تنذر بكارثة بيئية”، داعياً الجميع إلى التعاون في إيجاد حل سريع لمشكلة القمامة المتفاقمة.

وكان لازدياد عدد السكان والتوسع العمراني خلال السنوات العشر الأخيرة في البلدة، وفي ظل الظروف الحالية، انعكاسه على الواقع الخدمي وضغطه على الخدمات الموجودة كشبكة الطرقات، يقول عدي، “طالب مدرسة”: إن في الطرقات المؤدية إلى المدرسة ووسط البلدة حفراً كبيرة، وفي فصل الشتاء يصعب علينا الوصول إلى المدرسة بسبب امتلاء تلك الحفر بمياه الأمطار، مؤكداً أن الوضع يتفاقم عاماً بعد آخر، وأمل أن يكون هذا العام عام الإصلاحات، كما وعدت البلدية بترميم بعض الطرقات قبل حلول فصل الشتاء.

العديد من العائلات التي تقطن في أطراف بلدة الرحى ناشدت البلدية توسيع شبكة الطرق وتعبيدها ولو بالاسفلت الاقتصادي كي يتمكن الطلاب من الذهاب إلى مدارسهم دون عناء، ولم يقف الوضع عند هذا الحد، بل تعدى الأمر إلى زحف بعض المواطنين إلى الطريق الرئيسي الذي يربط بلدة الرحى مع مدينة السويداء، فقسم منهم بنى خيماً من الصفيح والشوادر بشكل عشوائي على جانبي الطريق، وقسم آخر قام بفتح عدة فتحات في المنصف الموجود بالطريق الرئيسي، وتحول هذا المنصف إلى مكب للقمامة بدلاً من أن يكون مشجراً بالأشجار التي تزينه وتعطي منظراً جمالياً بهياً.

وأشار وائل الذي يعمل سائق تكسي عمومي إلى وجود تعديات كبيرة على الطريق الرئيسي، وبات يشكّل خطراً على الطلاب الذين يسيرون في منتصف الطريق أثناء ذهابهم إلى المدرسة، مبيّناً أن وضع الجزيرة التي تنصف الطريق أصبحت مكباً للقمامة، في حين أن بعض المواطنين وبجهود شخصية قاموا بوضع الأتربة فيه، وتشجيره بأشجار الزينة على أمل أن يحذو الآخرون حذوهم، ويتحول المنصف إلى مشهد جميل.

ومن جانبه حمّل الأهالي المسؤولية للمجلس البلدي في بلدة الرحى حول صيانة المنصف والاهتمام به من خلال الدعوة إلى عمل تطوعي لتشجير الجزيرة، في حين أن المسؤولية “ضايعة” بين المجلس البلدي في الرحى ومدينة السويداء، ورأوا بأن الوضع الخدمي في الأحياء التابعة للرحى “سيىء للغاية”، وبحاجة إلى اهتمام أكثر، متسائلين عن أسباب عدم إيجاد حلول لمشكلة القمامة؟.

ملاكات محددة

رئيس المجلس البلدي سعدو أبو راس أكد أن هناك ضغطاً سكانياً كبيراً في البلدة نتيجة الظروف التي تعيشها سورية، مبيّناً أن البلدة شهدت هجرة من الريف إلى بلدة الرحى لكونها قريبة من مركز مدينة السويداء، لافتاً إلى أن عدد سكان البلدة تجاوز الـ 50 ألف نسمة، في حين أن عدد السكان في دائرة النفوس 10250 ألف نسمة، أي أن هناك ما يقارب الـ 40 ألف نسمة زيادة.

وتابع يقول: مازلنا بلدية لها ملاك محدد، وبإمكانيات محدودة، فميزانيتها ميزانية قرية بالرغم من أنها مدينة، وتمنى أن توضع بلدة الرحى تحت المجهر كونها بلدية كبيرة من أضخم بلديات المحافظة تفوق مدينة شهبا، ومدينة صلخد.

وأضاف أبو راس بأن بلدية الرحى تزيل يومياً 50 طناً من القمامة في اليوم الواحد، وإذا بقيت ثلاثة أيام متتالية فتصبح هناك كارثة بيئية، مشيراً إلى أن قلة عدد عمال النظافة هو العائق الأكبر أمام إزالة القمامة من الشوارع بشكل يومي، محمّلاً الجهات المعنية المسؤولية عن ذلك.

وعن الواقع الخدمي داخل بلدة الرحى، رأى المواطن جلال أبو راس الذي يقطن في البلدة أن الواقع الخدمي في البلدة يحتاج إلى تضافر الجهود بين المجلس البلدي والمجتمع المحلي لحل مشكلة القمامة، مبيّناً أن المجلس البلدي يقوم بواجباته تجاه البلدة، وأشار إلى أن الميزانية المقررة لعدة بلدات لا تكفي، وأن الانفجار السكاني الكبير الذي شهدته البلدة شكّل عائقاً كبيراً أمام تقديم خدمات جيدة.

حلول ناجعة

إذاً تتعالى الأصوات المطالبة بزيادة الاهتمام ببلدة الرحى، وتقديم ما هو أفضل من خدمات للمواطنين، والعمل على إيجاد حلول ناجعة لكثير من المشاكل التي باتت تؤرق بال المواطنين، وتزيد من أعبائهم الحياتية، فهل من مجيب؟!.

ربا الهادي