تحقيقاتصحيفة البعث

في ضاحية الفردوس وبمبادرة شعبية.. إزاحة الستار عن نصب تذكاري للجندي العربي السوري

 

الاهتمام بالبيئة ظاهرة حضارية تسجل لكل المجتمعات بدءاً من المجتمع الأهلي، وانطلاقاً من الأسرة ذاتها في تشكيل وعي بيئي يعود بالنفع العام في تكوين بيئة نظيفة، ولا يتحقق ذلك إلا بتضافر كافة الجهات المعنية من وزارات، وفعاليات رسمية وشعبية، وبهدف تعزيز الوعي البيئي، والحفاظ على بيئة نظيفة بضاحية الفردوس بجمرايا في ريف دمشق، وبمبادرة ذاتية من أهالي الضاحية والمعنيين بالضاحية، ومركز البحوث والدراسات العلمية، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة، قامت مديرية زراعة ريف دمشق بتوزيع الغراس مجاناً، وتمت زراعة 600 غرسة من أشجارالسرو والكينا والصنوبر والزنزريخت والزيتون، وواكب هذا العمل البيئي رفع الستار عن نصب تذكاري لجندي الجيش العربي السوري في ساحة الكنيسة.

مبادرة شعبية
الدكتور رضوان الخطيب قال: منذ أربعة أشهر التحضيرات قائمة لهذا العمل البيئي، مبادرة شعبية بهدف تشجيع حس العمل، وتكوين ثقافة بيئية لدى الأطفال تحت سن خمسة عشر عاماً لتشكيل وعي بيئي بهدف نظافة البيئة، وهذه الظاهرة تتم أول مرة في الضاحية، وستكون تقليداً سنوياً، مشيراً إلى تجاوب الأهالي بكافة شرائحهم مع هذا النشاط حتى من قبل الأطفال، وبمشاركة 350 طفلاً، وكل طفل يزرع شجرة تسمى باسمه، ويعتني بها، ويقوم بسقايتها، ويأتي عملنا هذا تزامناً مع عيد الشجرة، واحتفالات شعبنا بأعياد الميلاد، وانتصارات جيشنا العربي السوري على قوى الإرهاب والعدوان.
الدكتور سلام طعمة، نائب المدير العام لمركز البحوث والدراسات العلمية، قال: في حديقة منزلي أهتم بزراعة الورود والأزهار لجمالية ذلك، والبيئة الطبيعية يجب أن نكون حريصين عليها أكثر من حديقة المنزل، فمن الضروري جداً مشاركة الأطفال بغرس الأشجار، وهذا العمل يرفع مستوى الوعي البيئي، وكل الشكر للقاطنين في الضاحية على تعاونهم لغرس هذه الأنواع من الأشجار، موضحاً أن مشاركة الأهالي بهذا العمل عيد حقيقي للشجرة التي يجب الاهتمام بها ورعايتها.

نشاط اجتماعي
الدكتور ماهر سليمان، مدير المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا، قال: هذا نشاط اجتماعي بغض النظر عن كونه بيئياً، الهدف منه التوعية، فرفع المستوى البيئي للأطفال يرفع مستوى الوعي للجميع، مؤكداً على ضرورة زرع الثقافة البيئية في أذهانهم.
الأب نزار مباردي راعي الكنيسة قال: علينا زراعة القيم الإيجابية والسامية في نفوس أطفالنا كما نزرع الأشجار لتكون ثمارها جيدة، فبناء الأجيال ثروة للمستقبل.

النصب التذكاري
الرفيق كريم ايليا حنا من خلال موهبته في النحت قدم منحوتة تمثّل الجندي العربي السوري تم وضعها كنصب تذكاري في ساحة دوار الكنيسة، قال: هذه المشاركة تأتي تزامناً مع هذا العمل البيئي، وهي تعبير عن حبنا ووفائنا لقائدنا السيد الرئيس بشار الأسد وجيشنا، فلولا تضحيات الجيش العربي السوري وتصديه لقوى الإرهاب والعدوان لما كنا هنا نقوم بهذا النشاط البيئي، فكل الرحمة لشهداء الوطن.

الصمود والانتصار
منير أبو كحلة، رئيس شعبة الحزب بقدسيا قال: تأتي هذه الاحتفالية بزراعة الأشجار بهدف تحسين البيئة الطبيعية في الضاحية، والنصب التذكاري للجندي العربي السوري يجسد تضحيات جيشنا الباسل لكي يعيش بلدنا بعزة وكرامة، ويجسد أيضاً صموده وانتصاره على المجموعات الإرهابية، وعلى داعميهم ومشغليهم، وهذه الرمزية للجندي السوري تعزز ثقافة المقاومة والشهادة في سبيل الوطن، فالشهادة قمة القمم، وبفضل جيشنا وقائدنا السيد الرئيس بشار الأسد تمت هزيمة قوى الإرهاب والعدوان على كافة الأراضي السورية، وتحولت صواريخ قوى العدوان إلى ألعاب نارية في سماء سورية.
المهندس أيمن علي من قاطني الضاحية قال: هذا العمل البيئي يعد فعالية شعبية ووطنية لتعزيز العلاقات الاجتماعية، ورفع مستوى الوعي البيئي.
وتحدث الدكتور ميشال السبع، والدكتور داود قره كلة من المعهد العالي للبحوث عن أهمية الثقافة البيئية للأطفال، ودورها في رفع الوعي البيئي لديهم، لاسيما من خلال مشاركتهم في غرس الأشجار.

خلاصة القول
هذا الاندفاع الذاتي لأهالي الضاحية يعد من التجارب الرائدة على صعيد التجمعات السكنية، وتوجد تجارب ناجحة لعدة مناطق على امتداد مساحة بلدنا، ليس في تحسين الواقع البيئي فحسب، وإنما أيضاً في تحسين الواقع الخدمي بشكل عام بتعاون كافة شرائح المجتمع.

محمد الجمال