الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

نظام أردوغان ينقل مئات المرتزقة من سورية إلى ليبيا أسلحة إسرائيلية وأمريكية من مخلفات الإرهابيين في المنطقة الجنوبية

 

يعتزم نظام رجب طيب أردوغان التركي مواصلة اللعب بورقة الإرهاب خدمة لأوهامه العثمانية في المنطقة، عبر نقل مرتزقته وإرهابييه من سورية إلى ليبيا لتأجيج الوضع الأمني فيها ونهب خيراتها، إذ كشف مسؤول في النظام التركي وآخر من حكومة “الوفاق” في ليبيا أن عدداً من مرتزقة أردوغان في سورية سيتمّ نقلهم إلى ليبيا، بينما أشار خبراء إلى أن أردوغان يسعى لفرض سيطرته على المنطقة، سواء من خلال إقامة قواعد عسكرية في قطر والصومال، أو تدخلات مباشرة في سورية وليبيا والسودان، لافتين بهذا الصدد إلى أن أردوغان يستعين مجدداً بمرتزقته لنقلهم من سورية إلى ليبيا.
يآتي ذلك فيما عثرت الجهات المختصة، أمس، على كميات كبيرة من الذخائر والأسلحة، بعضها أمريكي وإسرائيلي المنشأ، إضافة إلى كميات من المواد المخدرة، من مخلفات الإرهابيين في المنطقة الجنوبية، فيما استشهد مدني بانفجار عبوة ناسفة مزروعة بسيارة خاصة في بلدة كناكر بريف دمشق.
وفي التفاصيل أفادت مصادر موثوقة بوجود رسائل تتداول على مواقع التواصل الاجتماعي للمراسلات بين عدد من المجموعات الإرهابية المدعومة تركياً في سورية تحثّ فيها على القتال في ليبيا مقابل الحصول على المال من قبل النظام التركي، برواتب تتراوح ما بين 2000 و2500 دولار للشخص الواحد لعقد مدته 3 أو 6 أشهر، وكلما طالت المدة زاد الراتب الذي يتلقاه الإرهابي.
وكانت مصادر محلية في الحسكة أفادت مؤخراً بأن قوات الاحتلال التركي تواصل سحب مجموعات من مرتزقتها في مدينة رأس العين ومحيطها بمعدل ما يقارب 60 إرهابياً من كل مجموعة إرهابية، مرجّحة أن يتمّ إرسال المجموعات الإرهابية إلى ليبيا عبر الأراضي التركية لزجهم في المعارك التي تجري هناك.
وأكدت المصادر الموثوقة أن عدد الإرهابيين الذين وصلوا إلى العاصمة الليبية طرابلس حتى الآن بلغ 300 مرتزق، في حين أن عدد المرتزقة الذي وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ ما بين 900 و1000 إرهابي، ولفتت إلى أن بعض المرتزقة الذين انتقلوا إلى ليبيا هم عناصر سابقين مما يسمّى “حركة حزم” الإرهابية، ممن انضموا إلى ما يسمى فصائل “سيلمان شاه” و”السلطان مراد” وفصائل أخرى إرهابية مدعومة من النظام التركي.
وقالت مصادر ليبية: “الصور على خدمة غوغل للخرائط، تظهر أن هؤلاء المرتزقة يتجمعون في منطقة صلاح الدين، التي تعد المدخل الجنوبي للعاصمة الليبية، وهي منطقة راقية على الأغلب حيث تظهر فيها بعض القصور. ومن خلال الشرائط المصورة التي حصلنا عليها، تبيّن أن هؤلاء العناصر يتجمعون في معسكر التكبالي، الذي كان سابقاً تابعاً للجيش الليبي، لكنه بات الآن تحت سيطرة المقاتلين الموالين للنظام التركي. ومن خلال خدمة غوغل، سيتضح أن هناك إنشاءات عدة تجري منذ شهر تقريباً في ذلك المعسكر، ما يعني أن تركيا كانت تعمل على تجهيزه لاستقباله عناصر الفصائل الموالية لها”.
المتحدّث باسم الجيش الليبي اللواء أحمد المسماري كشف خلال الأيام الماضية عن قيام النظام التركي بنقل إرهابيين من تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي إلى ليبيا، بينما أكدت العديد من التقارير دور النظام التركي في دعم الإرهابيين في دول المنطقة، ومن بينها سورية وليبيا، حيث أعلنت مصلحة الجمارك الليبية مطلع العام الجاري ضبط نحو 20 ألف مسدس داخل حاوية بضائع تحتوي على بعض المواد المنزلية وألعاب الأطفال للتمويه قادمة من تركيا بميناء مصراتة شرق العاصمة طرابلس.
كما كشف الضابط في البحرية الليبية العقيد أبو بكر البدري في أيار من العام الجاري أن الباخرة التركية أمازون التي رست في ميناء العاصمة طرابلس كانت تحمل أعداداً كبيرة من الإرهابيين من ضمنهم عناصر من تنظيم “داعش”.
وتأتي هذه المهمة الأردوغانية الجديدة في ليبيا استكمالاً للدور التخريبي الذي يقوم به النظام التركي في سورية وفشل في تحقيقه، ليحاول من خلال هذه الممارسات التعويض عن بعض خساراته المتلاحقة، كما تأتي بعد الأنباء عن نية النظام التركي إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا في إطار تدخله في شؤون هذا البلد وأطماعه لنهب ثرواته.
هذا وتشهد مناطق انتشار مرتزقة الاحتلال التركي من التنظيمات الإرهابية في ريفي الحسكة والرقة فرار العشرات من هؤلاء المرتزقة خوفاً من أن يرسلهم نظام أردوغان للقتال في ليبيا في سيناريو مشابه لنقله آلاف الإرهابيين والمرتزقة وإدخالهم عبر الحدود للاعتداء على الدولة السورية.
وذكرت مصادر أهلية من المنطقة أن قوات الاحتلال التركي كثفت وجودها في الريف الممتد بين مدينتي رأس العين وتل أبيض لملء الفراغ الناتج عن فرار عشرات الإرهابيين من مرتزقتها من مناطق انتشارهم خوفاً من إرسالهم للقتال في ليبيا خدمة لمخططات النظام التركي، ولفتت إلى أن حالة من الذعر تسود في صفوف الإرهابيين الذين يعملون تحت إمرة قوات الاحتلال التركي بعد تلقيهم أنباء عن عزم النظام التركي تجنيد أعداد منهم للقتال في صفوف مجموعات تدعمها تركيا على الأراضي الليبية وتعويض الخسائر التي تتكبدها تلك المجموعات هناك.
في الأثناء ذكر مصدر في الجهات المختصة في تصريح لمراسل سانا الحربي أنه من خلال المتابعة الأمنية الدقيقة لوحدة مكافحة الإرهاب في الجيش العربي السوري لتأمين المناطق التي حرّرها الجيش من الإرهاب تمّ العثور على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، من بينها أمريكي وإسرائيلي المنشأ، كانت مخبأة في مستودعات تحت الأرض في المنطقة الجنوبية.
وأشار المصدر إلى أنه بين المضبوطات كميات كبيرة من ذخائر 14.5 مم و12.7 مم وذخائر البندقية الآلية قاربت كميتها نحو 300 ألف إضافة إلى بنادق آلية وقناصات ورشاشات من عيارات 12.7 مم و23 مم ورشاشات ميني دوشكا ودوشكا وقذائف دبابات وقذائف هاون من عيارات 60 و80 و120 مم إضافة إلى كمية من المواد المتفجرة.
ولفت المصدر إلى أن الأسلحة المضبوطة شملت أيضاً صواريخ حرارية ومضادة للدروع إضافة إلى صواريخ “فاغوت” وأجهزة اتصال لاسلكية ومناظير غوغل وليلية، مبيناً أنه من اللافت بالمضبوطات وجود كمية كبيرة من مادة الحشيش المخدر قاربت كميتها حدود 100 كيلوغرام.
وبين المصدر أن وجود الأسلحة ومادة الحشيش في مستودعات المجموعات الإرهابية التي يتمّ ضبطها مؤشر واضح على الدعم الذي تلقته من دول داعمة للإرهاب.
يأتي ذلك فيما ذكر مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق أن عبوة ناسفة مزروعة بسيارة خاصة انفجرت في بلدة كناكر جنوب غرب دمشق ما أدى إلى استشهاد السائق وتدمير السيارة وحدوث أضرار في بعض المنازل المحيطة بالمكان.
سياسياً، جدد حزب الجيل المصري تضامنه مع سورية في مواجهتها للإرهاب وتصديها للمؤامرة الصهيونية الأمريكية التي تستهدفها والمنطقة.
وقال ناجي الشهابي رئيس الحزب خلال لقائه السفير الدكتور بسام درويش القائم بأعمال سفارة الجمهورية العربية السورية لدى مصر بمقر السفارة في القاهرة: “إن سورية كانت وستبقى بوصلة التيار الوطني والقومي المناضل في منطقتنا العربية وهي في قلب كل عربي”، مؤكداً أن تنظيم الإخوان الارهابي يمثل ضلعاً مباشراً في المؤامرة الكونية التي تعرضت لها سورية ومصر ودول هذه المنطقة، وأشار إلى دور رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في دعم الارهاب، وقال: “أردوغان عمل على تسخير إمكانياته لتنفيذ مخطط الشر المعادي لسورية خدمة لأطماعه ومخططاته الإخوانية”.
من جانبه عبر السفير درويش عن الاعتزاز بمواقف الأحزاب والقوى الوطنية التي تضامنت مع سورية خلال الأزمة التي مرت بها وأدركت حجم المؤامرة وأثرها على الأمن القومي العربي، موضحاً أن “أصحاب الفكر الحر لا تتغير مواقفهم مهما كانت الظروف والتحديات”، ولفت إلى أن الجيش العربي السوري مستمر في حربه على الإرهابيين حتى تحرير الأرض السورية من دنسهم.