دراساتصحيفة البعث

أردوغان يعيد تدوير إرهابيي إدلب

ترجمة: البعث
عن موقع غلوبال ريسيرش 27/12/2019
ليبيا هي الوجهة التالية للإرهابيين الوهابيين والإخوان المسلمين المخلصين لأردوغان التركي، في الوقت الذي يقاتل فيه الجيش العربي السوري هؤلاء الإرهابيين لتحرير أراضيه التي قدم إليها هؤلاء الإرهابيين بمساعدة أردوغان.
ينتقل أردوغان الآن إلى شمال إفريقيا، لأن هناك نفط، وهناك مهمة جديدة مُكلف بها الصهيوني وهي قطع الطريق أمام الصين، وإبقاء أوروبا تحت السيطرة، وإضعاف روسيا في ذلك الجزء من العالم.
لقد جن أردوغان من الرئيس الروسي بوتين الذي لم يخطره بعملية الجيش العربي السوري السريعة في جنوب شرق إدلب، فقد هاجم أردوغان روسيا وحاول منعه من قتال بقايا منظمة الإخوان المسلمين الدولية. لذلك سيتم الآن إعادة تدوير الإرهابيين الذين جاءوا إلى سورية وأصبحوا جزءاً من “المعارضة السورية المعتدلة” ليصبحوا في “المعارضة الليبية المعتدلة”.
انتظرت القيادة السورية أكثر من عام وشهر واحد قبل أن تقرر تنفيذ اتفاقية أستانا بالقوة، كان ينبغي أن يكون الاتفاق الموقع بين أردوغان وبوتين قد أمّن الشرايين الحيوية M5 و M4 وأعيد فتحهما بين حلب وشمال شرق سورية والساحل، جنباً إلى جنب مع محافظات دمشق ودرعا الجنوبية عبر حمص وحماة، هذه الطرق السريعة هي حرفيا شريان الاقتصاد السوري.
قرر الرئيس السوري بشار الأسد عدم إعطاء أردوغان أي عذر آخر بعد أن بدأ الأخير غزوه العسكري في الأجزاء الشمالية من سورية. وفي رسالة إلى وحدات الجيش العربي السوري المتمركزة في جنوب إدلب، أعطاهم الدكتور الأسد الأوامر بالانتشار في الشمال والشمال الشرقي: “يجب تحرير كل شبر من سورية”.
بعد الاختراق السريع للمناطق وتنظيف أكثر من 40 قرية وبلدة من تنظيم القاعدة في بلاد الشام (المعروف أيضاً باسم HTS وجبهة النصرة)، تقترب القوات السورية من مشارف مدينة معرة النعمان الاستراتيجية.، وقد أعطى الجيش العربي السوري للإرهابيين الذين يسيطرون على المدينة مهلة 24 ساعة “للمغادرة أو لن”.
لقد تناقلت وسائل الإعلام لمحة عامة عن الوضع في إدلب، بالإضافة إلى النقل الجوي لقوات ترامب من شمال شرق سورية إلى شمال العراق. يقول التقرير الإعلامي: ” سحبت قوات الاحتلال التركية مجموعات من منظماتها الإرهابية من ريف الحسكة الشمالي استعداداً لنقلهم إلى ليبيا، وتواصل هذه القوات سحب مجموعات من المرتزقة من رأس العين ومحيطها في ريف الحسكة الشمالي بمعدل حوالي 60 إرهابياً من كل مجموعة إرهابية لإرسال الإرهابيين إلى ليبيا عبر الأراضي التركية لإدخالهم في المعارك التي تجري هناك. نقلت قوات الاحتلال التركي حوالي 100 إرهابي من منظمة “جيش الإسلام” من مناطق انتشارهم في ريف الحسكة الشمالي لاستخدامهم في المعارك في ريف إدلب الجنوبي، في محاولة لدعم المنظمات الإرهابية التي انهارت أمام الجيش العربي السوري. من جهة أخرى، هبطت مروحيتان تابعتان للتحالف الأمريكي في مطار خراب الجير غير الشرعي في ريف المالكية بالقرب من الحدود العراقية وسحبتا الضباط الأمريكيين باتجاه شمال العراق”.
منذ بداية العدوان التركي على الأراضي السورية، نقلت قوات الاحتلال الأمريكية مئات من جنودها ومعداتها العسكرية من عدة مناطق في سورية إلى العراق عبر ممرات ومطارات غير قانونية.
في البداية، غزت منظمة حلف شمال الأطلسي ليبيا ودمرت الدولة هناك وحولتها إلى مركز لتصدير الإرهابيين الوهابيين والتكفيريين المناهضين للإسلام، واستخدمت الإرهابيين في عدد من البلدان، ولا سيما في سورية. الآن بعد هزيمتهم في سورية، لا يمكن المضي قدماً في الخطة السابقة ونشرها في إيران، والتي فشلت مع إحباط الإيرانيين لمخطط “الاحتجاجات” هناك ، وفي العراق تبين أن الأمر أصعب مما كان متوقعاً، وفي لبنان حيث تحالف حزب الله – الرئيس عون الذي قلب المخطط المرسوم لبيروت.
المكان الوحيد المعرض للخطر حيث لا يزال بإمكان الولايات المتحدة أن تستعرض عضلاتها هو العودة إلى شمال إفريقيا، حيث يمكن أن يعرض البحر الأبيض المتوسط ​​للخطر ويتسبب في مخاوف لا حصر لها بالنسبة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وما تبقى من جامعة الدول العربية وبقية العالم، لكن لا تدرك الولايات المتحدة أنها تخلق أعداء لا نهاية لهم خدمة لنفس المشروع القديم: “إسرائيل الكبرى”.
إن لاعب الحبال الذي لاعب أوروبا وروسيا هو خادم مخلص لأولئك الذين عينوه في هذا المشروع، وهم أنفسهم ما زالوا يعتقدون أنه قابل للحياة، ولا يزال أردوغان يعتقد أيضاً أنه يمكن أن يكون له مكان فيه. يبقى اللغز: لماذا أنقذ بوتين أردوغان من نهاية مؤكدة في عام 2016؟