الصفحة الاولىصحيفة البعث

آلاف العراقيين يحاصرون السفارة الأمريكية.. ويحرقون بوابتها الثانية

 

 

تجمّع آلاف المتظاهرين العراقيين أمام سفارة واشنطن في بغداد، أمس، تنديداً بالعدوان الأمريكي على مقار الحشد الشعبي في محافظة الأنبار غرب العراق، داعين إلى إغلاق السفارة وطرد السفير الأمريكي من العراق، فيما أصيب عشرات المتظاهرين جراء قنابل غاز مسيل للدموع أطلقت من داخل السفارة.
واقتحم آلاف المتظاهرين، من مشيعي شهداء الحشد الشعبي، بوابة “المنطقة الخضراء”، وحاصروا السفارة الأمريكية، وأحرقوا إحدى بواباتها، وكتبوا على جدرانها “مغلقة بأمر الشعب”، ثم شرعوا ببناء خيم اعتصام أمام المبنى، كما أحرقوا مرآب السفارة، وفق ما أفاد مصدر أمني.
وفي وقت لاحق، اقتحم شبان عراقيون مقر السفارة الأمريكية، وأضرموا النيران في البوابة الثانية للسفارة، فيما ردّد المتظاهرون الغاضبون هتافات تندد بالغطرسة الأمريكية والعدوانية الصهيونية، مطالبين بطرد السفير الأمريكي وكادر السفارة من العراق، في وقت أظهرت لقطات مصوّرة المتظاهرين، وهم يحرقون الأعلام الأمريكية.
وشارك عدد من القيادات السياسية العراقية وقيادات من الحشد الشعبي في التظاهرة. رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض، بالإضافة إلى الأمين العام لعصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، كانوا أبرز المشاركين في التظاهرة.
وتوجّه الشيخ الخزعلي للولايات المتحدة قائلاً: “لن نسمح لكم هذه المرة بالرعونة وإن عدتم عدنا”.
من جهته المتحدّث السياسي باسم عصائب أهل الحق محمود الربيعي قال: “إن السفارة الأميركية في بغداد هي أكبر انتهاك للسيادة”، مشيراً إلى أن ” الأميركيين يعرفون ما الذي نستطيع أن نفعله بهم إذا قرروا البقاء في العراق بالطريقة نفسها”.
ودعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر إلى توحيد الصفوف وإخراج الاحتلال الأميركي من العراق بأسرع وقت ممكن، وأعرب، في تغريدة له على تويتر، عن استعداده للعمل مع الأطراف العراقيين الآخرين لإنهاء الوجود العسكري الأميركي في العراق بالطرق السياسية والقانونية.
وفيما ارتفع عدد المصابين إثر إطلاق نار وقنابل دخانية من داخل السفارة الأمريكية إلى 32 شخصاً، وفق ما أفاد إعلام الحشد الشعبي، أكد جبار المعموري، رئيس اتحاد علماء المسلمين العراقي، أن “المشيعين المحتجين يريدون إيصال رسالة إلى العالم تفضح الممارسات العدوانية لواشنطن واستهتارها بسيادة العراق ودماء أبنائه النجباء الذين هزموا عصابات داعش الإرهابية”.
من جهته قال النائب في البرلمان العراقي سلام الشمري: “آن الأوان ليقرر العراقيون مصيرهم من دون تدخلات أجنبية”، مضيفاً: “إن أهم خطوة مطلوب إنجازها خلال الأسابيع المقبلة هي تصويت مجلس النواب العراقي على إلغاء الاتفاقية الأمنية المشؤومة مع الولايات المتحدة الأمريكية”، فيما أكد تحالف الفتح النيابي العراقي في بيان أن الولايات المتحدة لا تلتزم بالمواثيق الدولية، معتبراً أن ما حصل أمام السفارة الأمريكية في بغداد رد فعل للاستهداف الأمريكي لمقار الحشد الشعبي في الأنبار.
وكان الحشد الشعبي في العراق أعلن منذ يومين أن مواقع تابعة له تعرضت لقصف من قبل طائرات أمريكية مسيّرة غرب محافظة الأنبار أسفر عن وقوع شهداء وجرحى في صفوف عناصر اللواءين 45 و46.
وذكر القيادي في الحشد الشعبي جواد الطليباوي أنه “صار لزاماً على أبناء الشعب والحكومة اتخاذ موقف حازم وسريع”، وطالب بإغلاق السفارة الأميركية، التي تعد وكراً للتآمر والتجسس وتنفيذ عمليات تدريبية، فيما أكد الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو الاء الولائي أن أعداد القوات الأميركية في العراق تتزايد، وأضاف: “هذا الأسبوع تمّ استبدال موظفين مدنيين في السفارة الأميركية بعسكريين”، كما أشار إلى أن أكثر من 30 ألف عنصر من تنظيم “داعش” لا يزالون تحت الرعاية الأميركية على الحدود مع سورية.
كما طالب تحالف القوى العراقية الحكومة بالحد من نشاط الميليشيات وضمان حياة المواطنين، وقال النائب العراقي بدر الزيادي: “سنعمل من خلال مجلس النواب على إلغاء الاتفاقية الأمنية مع الأميركيين”، ورأى أن إحراق العلم الأميركي من قبل المتظاهرين رسالة من كل العراقيين لواشنطن، وأكد على وجوب احترام قرار الشعب العراقي بإلغاء الاتفاقية الأمنية، لافتاً إلى أن الشعب العراقي سيحكم على أعضاء البرلمان من خلال موقفهم من الاتفاقية الأمنية.
كما قال رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي: إن “تحقيقات اللجنة الخاصة بسقوط الموصل أثبتت أن الأميركي كان متورطاً في دعم “داعش””.
وكان رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي أعلن حالة الحداد العام في البلاد لمدة 3 أيام على أرواح ضحايا العدوان الأمريكي، وقال المكتب الإعلامي لعبد المهدي في بيان: “إن عبد المهدي وجّه بإعلان حالة الحداد العام لمدة ثلاثة أيام على أرواح شهداء القوات المسلحة من منتسبي اللواءين 45 و46 ومنتسبي الجيش والشرطة إثر الاعتداء الآثم الذي تعرضوا له في منطقة القائم بالأنبار”.
جريمة إرهابية نكراء لدعم فلول “داعش”
عربياً، أدان مكتب الإعلام المركزي لحزب البعث العربي التقدمي في الأردن العدوان الأميركي على مقار الحشد الشعبي، وشدّد على أن العدوان يأتي دعماً لبقايا عصابات تنظيم “داعش” الإرهابي، معتبراً أن هذا العدوان محاولة عبثية لتعويض خسائر التحالف الأمريكي التركي الصهيوني الغربي المعادي لمحور المقاومة.
من جهته دعا سعيد ذياب، أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني “وحدة”، إلى إنهاء الوجود الأمريكي في هذا البلد، فيما أكد نبهان عثمان، رئيس الاتحاد العام للاقتصاديين الفلسطينيين، أن القوى الامبريالية العالمية وأدواتها من دول رجعية في المنطقة تعمل بكل الأساليب العدوانية والتدخل العسكري والسياسي على تفتيت نسيج المجتمعات العربية وتدمير مرتكزات دولها الوطنية من أجل إعاقة مسيرتها نحو التكامل الاقتصادي والسياسي، داعياً القوى الوطنية والقومية العربية إلى التكاتف والصمود لإفشال المخططات العدوانية.
وفي لبنان، أكدت جبهة العمل الإسلامي أن العدوان الأمريكي السافر جريمة إرهابية نكراء، وأشارت في بيان إلى أن الحشد الشعبي كانت له اليد الطولى في قطع يد الإرهاب، الذي دعمته وموّلته أمريكا وغيرها من الدول المعروفة، مشددة على أن جرائم أمريكا والعدو الصهيوني الغاشم لن تبقى دون حساب، وستندم واشنطن على كل جرائمها الشنيعة.
كما أدان النائب اللبناني مصطفى حسين العدوان الأمريكي، موضحاً أنه “اعتداء سافر على السيادة العراقية، ويؤكّد مرة جديدة الاستباحة الأمريكية للبلدان في المنطقة بما يصب في إطار المخطط الأمريكي والأهداف الصهيونية”، فيما دعا العلّامة الشيخ عفيف النابلسي إلى طرد المحتلين الغزاة.