الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

قيادة الحزب قدمت التعازي باستشهاد الفريق سليماني: محور المقاومة يزداد قوة ومتانة وعزيمة على مناهضة العدوان

 

دمشق- بسام عمار:
قدّمت قيادة الحزب التعزية باستشهاد قائد فيلق القدس الفريق قاسم سليماني وكوكبة من رفاقه المقاومين، من إيران والعراق الشقيق، أمس في مقر السفارة الإيرانية بدمشق.
وسجّل الرفيق الأمين العام المساعد المهندس هلال الهلال كلمة في سجل التعازي عبّر فيها عن أحر التعازي وأصدق المواساة باسم كوادر الحزب ونقاباته ومنظماته إلى آل الفقيد والشعب الإيراني الصديق وقيادته لخسارتهم هذا القائد الذي اتصف بالشجاعة والقوة والصبر والحكمة والكرم، وكان نبراساً مضيئاً لكل الأحرار والشرفاء والمقاومين، ونذر نفسه لخدمه وطنه والمقاومة وقضيتها العادلة منذ شبابه، وتابع مسيرته البطولية حتى لحظة استشهاده.
وأضاف الرفيق الهلال: لقد كان الشهيد مناضلاً حقيقياً في كل المعارك التي شارك فيها، وأبلى البلاء الحسن، وكان شجاعاً في المواقف التي تبنّاها، والتي عبّرت عن عمق إيمانه وعزيمته، وكان قدوة لكل مناضل شاركه هذه المعارك، وباستشهاده فقدنا قائداً عظيماً سيخلّد التاريخ بطولاته ومناقبه بأحرف من ذهب، مشيراً إلى أن الشعب العربي السوري لن ينسى هذا القائد وتضحياته ورفاقه في المعارك التي شاركوا فيها إلى جانب بواسل رجال الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهاب، والذين صنعوا المعجزات في زمن قل فيه الإعجاز.
وأكد الرفيق الهلال أن العمل العدواني الذي قام به الاحتلال الأمريكي ليس بجديد على دولة سجلها حافل بالإجرام والقتل والإرهاب وانتهاك القانون الدولي وكل الأعراف الدبلوماسية وسيادة الدول، وهي بارتكابها هذه الجريمة إنما تضيف جريمة جديدة لهذا السجل، وتؤكّد المؤكّد بأنها دولة سياستها مبنية على القتل والإرهاب، منوّهاً بأن الساسة الأمريكيين مخطئون باعتقادهم بأن جريمتهم سترهب الشعوب، وتقتل إرادتها وتنسيها حقها في المقاومة، بل على العكس من ذلك ستزيدها إيماناً بأن المقاومة هي السبيل الوحيد لاسترجاع الحق ومقاومة المحتل، لافتاً إلى أنه باستشهاد قاسمي ورفاقه يزداد محور المقاومة قوة ومتانة، وإصراراً وعزيمة على متابعة طريق المقاومة ومناهضة العدوان.
وشدّد الرفيق الأمين العام المساعد على ضرورة متابعة طريق الشهادة، لأنها السبيل الوحيد لصون الحقوق والتأكيد على السيادة الوطنية، منوّهاً بأن الوطن الذي أنجب الشهيد سليماني قادر على إنجاب الآلاف من أمثاله والمؤمنين بطريقه ونهجه، مؤكداً في ختام كلمته أن إرادة الشعوب تستطيع صنع المعجزات، وأن المستقبل هو للشرفاء والأحرار.
وفي بيان لقيادة الحزب خاطبت فيه المقاومين في كل مكان، قالت: لا يمكن الاكتفاء بتسمية اغتيال المقاومين، الشهيد قاسم سليماني ومن معه، بالجريمة أو بالإرهاب أو حتى بالقتل الوحشي المتعمّد، إنها أكثر من ذلك بكثير، فهي فعل شنيع لم تتعرّض لمثله البشرية قبل اليوم حتى تجد له اللغات وصفاً حقيقياً يناسبه.. فهذا الاغتيال وقّعه رئيس أقوى دولة في العالم، الدولة التي من المفروض أن تكون الأكثر مسؤولية عن السلام والأمن الدوليين، لولا أنها دولة تمثّل أسوأ ما في النفس الإنسانية من حقد وكراهية ووحشية واستخدام للتكنولوجيا من أجل القتل واغتصاب الحقوق وإبادة البشر دون رادع أو وازع..
وتساءل البيان: أي مسمّى يمكن أن نطلقه على فعل فيه كل ما في هذا العالم من وحشية واستهتار بالأرواح وسيادات الدول وحقوق الإنسان.. فعل يضرب عرض الحائط بأبسط الأعراف والأخلاق والسلوك الذي من المفروض أن يميّز البشر عن أكثر الوحوش وحشية وتعطشاً للدماء؟. وماذا نقول في هذا الفعل المشين؟.. باختصار، إنه فعل يعكس الواقع الحقيقي بين محور المقاومة وبين أعداء الإنسانية والسلام الذين تمثّلهم الإدارة الأمريكية المجرمة. لقد وصلوا إلى درجة من الحقد والجنون، إنهم يخافون من الأفراد المقاومين، فاضحين بذلك عجزهم أمام امتداد حركة المقاومة في المنطقة والعالم واشتدادها، وهذا التمدّد والتطور في حركة المقاومة جاء نتيجة لتصدي الشعب العربي السوري وجيشه وقائده لهذا التحدي التاريخي الكبير. فالتقدّم الذي تحققه سورية على طريق تحقيق النصر الناجز عزّز أداء محور المقاومة العالمي، وأذهل أباطرة الحروب وقادة الإرهاب الذين فقدوا عقلهم تماماً، وأخذوا يضربون يمنة ويسرة دون تركيز ولا تفكير..
وتابع بيان قيادة الحزب: إن جريمة اغتيال المقاومين معناه أنهم باتوا يخافون من ظاهرة المقاومة، وثقافة المقاومة، وحيوية المقاومة، ويحسبون لها ألف حساب، ولاشك أن جنونهم هذا يؤكد أننا على الطريق الصحيح، حيث لا اتجاه إلا إلى الإمام، كما لا شك أن تضحية المقاومين واستشهادهم سوف يعزز الفعل المقاوم حتى إنقاذ العالم والإنسانية من هذه الوحوش المجرمة..
وإذ يتقدّم حزب البعث العربي الاشتراكي إلى أسر الشهداء وذويهم وإلى الشعب الإيراني الصديق والحليف وإلى شعبنا العراقي الشقيق بأحر التعازي، فإنه يؤكد أن تضحية هؤلاء الشهداء سوف تكون منارة لأجيال المقاومة حتى النصر.