صحيفة البعثمحليات

في السلمية .. توزيع المازوت والغاز حصراً بالسوق السوداء

مع قدوم العام الجديد ما زالت مدينة سلمية تعاني من نقص في المياه، أما الكهرباء فحكايتها فيلم طويل معبق بالظلمة التي فرضتها مديرية كهرباء حماة ودائرتها بسلمية تارةً بالنظام الترددي “اللعين” وتارة بالأعطال الكثيرة، ما يحرم السكان من التنعم بالضوء، ولأن المصائب لا تأتي فرادى، فالبرد القارس الناتج عن طبيعة المدينة الصحراوية أكمل فصول المعاناة لسكانها بعدم التوزيع العادل لمازوت التدفئة، فحتى هذه اللحظة يوجد القليل من العائلات لم تستلم الدفعة الأولى 100 ليتر التي لا تكفي سوى لعدة أيام في ظل الجو القاسي، فكيف إذا لم تستطع بعض الأسر الحصول عليها حتى الآن، مع أن الحكومة أعلنت أن من حق أي مواطن الحصول على 400 ليتر من خلال بطاقته الذكية التي بدأ ذكاؤها يتلاشى مع عدم وجود المشتقات البترولية، أما الغاز المنزلي فحكايته أضحت في سلمية مادة هامة للقاصي والداني، لأنها تتضمّن الكثير من الأحداث المشوقة أبطالها يعدون على الأصابع، وهم يتحكمون بالتوزيع الذي ينتج من بؤرة أطماعهم، فأين أسطوانات الغاز التي يجب أن توزع كل 23 يوماً للأسر التي تملك بطاقات ذكية، ولماذا وصل سعر تبديل الأسطوانة إلى 12 ألف ليرة سورية في السوق السوداء؟!.
قد يبدو الجواب عصياً.. لكن ليس من المعقول أن يصرح مسؤول المحروقات في مجلس المدينة بأن التوزيع للمحروقات يتم بشكل عادل كما تم إقراره بالتحديد وأن الغاز المنزلي الذي يوزع لكل أسرة خلال 45 يوماً كحد أقصى أصبح لا يوزع بوقته بسبب طول مدة تسليم الغاز للأسر، والسبب قلة الكميات الواردة للمدينة ومراكز توزيعها، وهنا تناسى هذا المسؤول أن مازوت التدفئة يتدفق بغزارة لأسر على حساب أسر لم تحصل على الدفعة الأولى حتى الآن، كما أنه تناسى توافر أسطوانات الغاز المنزلي بكثرة غير معقولة في السوق السوداء التي ضربت بعرض الحائط كل القرارات وكل المعايير التي يعمل عليها هؤلاء المسؤولين وكأنهم يعيشون في الخيال، وذلك أن مراكز توزيع الغاز ما زالت تعمل بالدور حسب الموجود المعلن لكنها توزع بلا حدود للحر غير المعلن.
الأهالي هنا ملوا الوعود الخلبية، فإذا أراد المعنيون حل مشكلتي المازوت والغاز فما عليهم إلا أن يسارعوا قبل العمل من أجل زيادة الكميات على العمل مع الجهات المختصة لوقف عمليات التوزيع في السوق السوداء، والضرب بيد من حديد لكل المخالفين وأدناها سحب الوكالة وإغلاق محلاتهم!.
المحليات