الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش الليبي يسيطر على سرت بعملية خاطفة

 

 

في صفعة لرئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أعلن الناطق باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري تحرير مدينة سرت من الإرهاب بشكل رسمي، في إشارة إلى القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني التي كانت تسيطر على المدينة.
وقال المسماري في مؤتمر صحفي: “إن السيطرة على سرت جاءت بضربة خاطفة من خلال خمسة محاور رئيسية، أربعة منها، برية إضافة إلى المحور البحري”، وأضاف: “إن سيطرة قواته على مدينة سرت لا تستهدف الهجوم أو السيطرة مستقبلاً على مدينة أخرى مثل مصراتة، رغم أننا نعلم تماماً أن الميليشيات في مصراتة تعتبر سرت خط الدفاع الأول عن المدينة”، لكنه عاد ليقول: “إن الجيش مستمر في عملياته العسكرية على كامل التراب الليبي”.
وأكد المسماري أن عملية تحرير مدينة سرت لم تستغرق أكثر من 3 ساعات، وأشار إلى أن العملية كانت سريعة وخاطفة، واعتمدت على السرية والمفاجأة، وأضاف: “تمّ تطهير مدينة سرت من الإرهابيين”.
ووصل الجيش الوطني إلى قلب سرت، بعد سيطرته براً وبحراً على أكبر المواقع الاستراتيجية في المدينة، وأهم المعسكرات التابعة لحكومة الوفاق، وأبرز مداخل ومخارج المدينة، بعملية اقتحام واسعة بدأها منذ صباح أمس، فيما أفادت مصادر ليبية بأن الجيش بقيادة حفتر تمكّن من السيطرة على كتيبة الساعدي في مدينة سرت. وقال بيان صادر عن غرفة “عمليات سرت” التابعة للقوات الليبية المسلحة نشرته عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي: إن القوات “تتقدّم بخطا ثابتة في اتجاه قلب سرت لتطهيرها من قبضة الميليشيات المسلحة، وتبسط سيطرتها على مواقع جديدة داخل مدينة سرت”، وأكد البيان سيطرة قوات حفتر على مطار القرضابية الدولي في سرت (450 كلم شرق طرابلس) الموجود داخل قاعدة جوية، مشيراً إلى تسليم “القوة المسلحة المكلفة بحماية المطار نفسها بكامل آلياتها ومهماتها لقواتنا”، وأشار أيضاً إلى “هروب الميليشيات أمام ضربات” قوات الجيش الوطني الليبي وإلى أن “الاشتباكات مستمرة مع تقدّم في المحور الجنوبي والمحور الساحلي”، كما تحدّث عن “غنم أسلحة” والقبض على عناصر من القوات التابعة لحكومة الوفاق.
وتناقلت وسائل إعلام محلية ومواقع التواصل الاجتماعي صوراً تظهر وحدات من قوات حفتر داخل مطار القرضابية وداخل أحياء في مدينة سرت.
وتسيطر على المدينة الساحلية منذ نهاية عام 2016 قوات تابعة لحكومة الوفاق الوطني يتحدّر معظم عناصرها من مدينة مصراتة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية بعد يوم من إعلان النظام التركي عن تحرّك وحدات من قواته إلى ليبيا “من أجل التنسيق والاستقرار”.
وتشهد ليبيا منذ عدوان حلف شمال الأطلسي “الناتو” عليها عام 2011 حالة من الفوضى والانفلات الأمني في ظل انتشار السلاح والتنظيمات الإرهابية التي تحاول فرض نفوذها وسيطرتها على مختلف المدن والمناطق، بينما يتنازع على السلطات حالياً طرفان أساسيان هما حكومة الوفاق الوطني بقيادة فايز السراج، والحكومة الموازية العاملة في شرق ليبيا التي يدعمها مجلس النواب في مدينة طبرق والجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر.