الصفحة الاولىصحيفة البعث

بعد سرت.. الجيش الليبي يطوّق مصراتة

 

بعد سيطرته الكاملة على مدينة سرت الاستراتيجية، أعلن الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، أنه طوّق مدينة مصراتة، ويتقدّم عبر أربعة محاور باتجاه المدينة، وأكد المصدر اندلاع اشتباكات في ضواحي منطقة بوقرين الواقعة على مدخل المدينة، ذات الثقل العسكري والسياسي وحتى الاقتصادي في الغرب الليبي، والتي تسيطر عليها ميليشيات إرهابية تابعة لحكومة الوفاق.
وأوضح بيان للجيش أن قواته بسطت نفوذها على كل المداخل والمخارج المحيطة بالمدينة، وأحكمت قبضتها على جميع المواقع الاستراتيجية فيها، وقال اللواء فرج المهدوي: إن السيطرة على مدينة سرت ستضيّق الخناق على الميليشيات المسلحة في مصراتة، وستقطع وصول الإمدادات العسكرية التركية لهذه الميليشيات من قاعدة القرضابية الجوية، مضيفاً: إنها أصبحت هدفاً لنيران الجيش الليبي.
بالتوازي، شن سلاح الجو التابع للجيش الليبي غارات جوية استهدفت تجمعات لميليشيات مصراتة في منطقة تاورغاء وغرفة عمليات كتيبة حطين، فيما أعلنت تونس أنها تندد بالتدخل التركي، وترفض طلب النظام التركي استخدام أراضيها للتدخل في ليبيا.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة التونسية رشيدة النيفر: إن بلادها ترفض بشكل قطعي السماح لقوات النظام التركي باستخدام أراضيها للتدخل في ليبيا.
كما أدان التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة فرع مصر قرار البرلمان التركي تفويض رئيس نظامه رجب طيب أردوغان بإرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، مؤكداً أنه يمثّل عدواناً على سيادة الدولة الليبية وتدخلاً سافراً في شأنها الداخلي.
وأشار التجمع في بيان له إلى أن هذا القرار مرفوض وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويزيد من اشتعال الأزمة الليبية، ويجعلها عصية على الحل. وناشد البيان جميع القيادات الليبية الحريصة على وحدة واستقرار البلاد أن تقتنع بأن الحل السياسي بين الأطراف المتنازعة هو المخرج الوحيد من الأزمة.
وفي الداخل التركي، أكد نائب رئيس الوزراء التركي وزير المالية السابق عبد اللطيف شنار أن أردوغان أثبت بتدخله العسكري المباشر في ليبيا أنه لن يتخلى عن حساباته الشخصية الخطيرة، وقال: لقد اعترف أردوغان والعديد من المسؤولين في حكومته بإرسال قوات ومعدات عسكرية إلى ليبيا، ولكن الأبرز هو إرسال سوريين موالين له إلى ليبيا مقابل منحهم الجنسية التركية ومرتبات عالية جداً ليقاتلوا هناك، الأمر الذي يشكّل منحى خطيراً على تركيا وأوضاعها الداخلية والخارجية.
وشدد شنار على أن سياسات أردوغان أثبتت فشلها، وهو الآن يغامر في ليبيا، موضحاً أن غالبية الدول باتت تقف ضد تركيا، التي جرها أردوغان إلى مغامرات خطيرة لإشباع غرائزه الشخصية، ومنها إحياء ذكريات السلطنة العثمانية، التي كلفت البلاد الكثير على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ويعد شنار من أهم مؤسسي حزب العدالة والتنمية وكان نائباً لرئيس الوزراء في حكومة أردوغان حتى عام 2007.
وفي الداخل التركي، اعتقلت سلطات النظام 12 شخصاً خلال عملية نفّذتها الشرطة في ولاية أزمير غرب البلاد.
ونقلت وكالة الأناضول المتحدثة باسم النظام التركي عن مصدر طلب عدم ذكر اسمه قوله: “نفذت الشرطة عملية لاعتقال الأشخاص المطلوبين في أزمير، وتمت مصادرة كمية كبيرة من المواد والوثائق المتعلقة بنشاطاتهم”، وزعم أن عملية الاعتقال تمت بذريعة قيامهم بالدعاية لجماعة إرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشن نظام رجب طيب أردوغان منذ محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في تموز 2016 حملة قمعية شديدة لاستهداف معارضيه وخصومه، حيث تم اعتقال وإقالة عشرات آلاف الأشخاص في مختلف المؤسسات المدنية والعسكرية في البلاد.