الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

“تحالف واشنطن” يتفكك.. و3 دول تبدأ بسحب قواتها من العراق

 

 

بعد تصويت البرلمان العراقي على قرار يلزم الحكومة العراقية بإنهاء الوجود الأجنبي في البلاد، بدأت الدول المنضوية تحت ما يسمّى “التحالف الدولي” بسحب قواتها من العراق، حيث أعلن الجيش الألماني، أمس، أنه سيسحب جزءاً من الجنود المنتشرين في العراق، وينقلهم بشكل مؤقت إلى الأردن والكويت.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية أنه سيجري “تخفيض عدد العاملين في الكتيبة الألمانية البالغ 30 عسكرياً ينتشرون في بغداد وفي التاجي شمال العاصمة بشكل مؤقت، وسينقل العسكريون المعنيون إلى الكويت والأردن”.
بدوره، أعلن رئيس الحكومة السلوفاكية بيتر بيللغريني سحب الجنود السلوفاكيين من بعثة تدريب لحلف الناتو في العراق، وأوضح في تصريح له أنه “تم نقل عناصر القوة السلوفاكية وعددهم 7 خارج العراق” من دون تحديد الدولة التي نقلوا إليها.
وكان بيللغريني أعلن في وقت سابق استعداد حكومته للانسحاب من بعثة التدريب لحلف الناتو في حال طلبت ذلك الحكومة العراقية.
وحذت كرواتيا حذو ألمانيا وسلوفاكيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الكرواتية في بيان لها أمس، أنها قرّرت نقل 14 جندياً كرواتياً من العراق إلى الكويت.
وذكرت وكالة “أسوشيتيد برس”، أن البيان أشار إلى أنه سيتم اتخاذ خطوات أخرى، نتيجة للتشاور مع الحلفاء في “الناتو”.
يشار إلى أن حلف “ناتو” أعلن السبت الماضي تعليق “أنشطة التدريب” في العراق، وذلك عقب الجريمة الأمريكية باغتيال الفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس وأبو مهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، بينما أعلنت الحكومة العراقية أنها منعت أي نشاط لما يسمّى “قوات التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من دون موافقة القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
في غضون ذلك، كشف المتحدث باسم حركة النجباء العراقية نصر الشمري، أن اجتماعاً لقادة المقاومة العراقية سينعقد خلال الـ24 ساعة المقبلة للإعلان عن جبهة موحّدة ضد الوجود الأميركي في العراق، فيما قال الناطق باسم كتائب حزب الله العراق محمد محيي: إنه “لا نية لأميركا بالخروج من العراق”، مؤكداً أن “هناك استحقاقات ينبغي أن تدفع أميركا ثمنها”، وأضاف: إن “على بومبيو أن يعيد حساباته فيما يخص العراق”، موضحاً أن “الرايات الحمر التي ترفعها العشائر في تشييع الشهيد المهندس دليل على قرارها بالثأر”.
بالتوازي، قال رئيس ائتلاف دولة القانون رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي أمس: إن العراق لا يتساهل مع ما يؤدّي إلى انتهاك سيادته. وذكر مكتبه في بيان صحفي عقب استقباله سفير المملكة المتحدة لدى العراق ستيفن هيكي، أنه “جرى خلال اللقاء بحث مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية والتصعيد الحاصل في العراق والمنطقة”.
ونقل البيان عن المالكي تأكيده أن “العراق يرفض التعرض لأراضيه، ولا يمكن التساهل باتجاه أي ممارسة تؤدّي إلى انتهاك سيادته، وأنه يسعى إلى إقامة علاقات مع الجميع”، وأضاف: إن “العراق حريص على أن تكون علاقاته مبنية على التعاون والاحترام المتبادل وحفظ أمنه واستقراره وسيادته الوطنية”.
من جهته أعرب السفير البريطاني عن استعداد بلاده لدعم كل الجهود الرامية للتهدئة وإبعاد الأزمات عن العراق والمنطقة.
إلى ذلك، طالب العراق مجلس الأمن الدولي بإدانة الجريمة الأمريكية باغتيال الفريق سليماني والمهندس، وذلك كي لا تسود “شريعة الغاب” العلاقات الدولية، وقال السفير العراقي في الأمم المتحدة محمد حسين بحر العلوم في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي: إن “الغارة الأمريكية تعتبر اعتداء على شعب العراق وحكومته وانتهاكاً صارخاً للشروط التي تنظم وجود القوات الأمريكية في العراق والمنطقة والعالم”.
وأضاف السفير: إن بلاده تطلب من المجلس “الاضطلاع بمسؤولياته والحرص على محاسبة من ارتكبوا تلك الجريمة التي لا تنتهك حقوق الإنسان فحسب، بل القانون الدولي والتي تجعل شريعة الغاب هي السائدة في المجتمع الدولي”.
جاء ذلك بينما شارك عشرات آلاف العراقيين أمس في تشييع جثمان الشهيد المهندس في مدينة البصرة جنوب العراق بعد وصوله من إيران عبر معبر شلمجة الحدودي.
وردّد المشيّعون هتافات تمجّد بطولات وتضحيات الشهداء في الدفاع عن شعب العراق وسيادته وإلحاق الهزيمة بعصابات تنظيم “داعش” الإرهابي، وتدعو إلى محاسبة القتلة الأمريكيين.
وأوضح الشيخ جبار الغزي شيخ قبائل الغزة بالبصرة أن جريمة اغتيال المهندس ورفاقه لا تنتهك سيادة العراق فحسب، بل تنتهك كل الأعراف والمواثيق الدولية المتعارف عليها بين الدول، فيما قال محمد علي الإمارة القيادي في الحشد الشعبي: “إننا لا نشيع جثامين الشهداء، إنما نجدد العهد لهم في الثبات على الطريق ذاته الذي رسموه بدمائهم.. ولا خيار أمامنا إلا أن ننتصر على العنجهية الأمريكية والصهيونية”.
من جانبه أكد الشاعر علي اللامي أن إخراج القوات الأمريكية من العراق، هو واحد من الإجراءات الشعبية والحكومية والبرلمانية العراقية للرد على الجريمة الأمريكية التي استهدفت سليماني وأبو مهدي المهندس ورفاقهما.
وشارك في مراسم التشييع محافظ البصرة وقياديون في الحشد الشعبي وممثلون عن الأحزاب والقوى السياسية وقادة الفرق العسكرية والأجهزة الأمنية والمدنية ورؤساء المنظمات الطلابية والعمالية وعدد من شيوخ العشائر.
وفي سياق متصل، أكد النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي، حسن كريم الكعبي، أن العقوبات التي تلوّح بها واشنطن غير قانونية، موضحاً أن مجلس النواب العراقي دافع عن سيادة البلاد بقرار إخراج القوات الأميركية، واعتبر أن هذا حق لكل الشعوب الحرة، وشدّد على أن واشنطن تجاوزت كل الخطوط الحمر، بخرقها السيادة العراقية لأكثر من مرة، فيما أعلن مسؤول محور غرب الأنبار في الحشد الشعبي، قاسم مصلح، أن جريمة ترامب النكراء تدل على عجز الولايات المتحدة الأميركية، وتعتبر انتهاكاً لسيادة العراق، ولفت إلى أن العشائر العراقية رفعت الرايات الحمر في البصرة بهدف أخذ الثأر للشهداء من القاتلين، حيث يجب أن يدفع من قام بجريمة الاغتيال الثمن.