الصفحة الاولىصحيفة البعث

الحشد الشعبي: حان الوقت للرد على اغتيال المهندس قذيفتان صاروخيتان تستهدفان السفارة الأمريكية

 

سقطت قذيفتان صاروخيتان في محيط السفارة الأمريكية ببغداد أمس دون ورود أنباء عن أضرار مادية أو بشرية، وقال العميد يحيى رسول الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع العراقية: إن قذيفتين صاروخيتين استهدفتا السفارة الأمريكية في بغداد سقطتا عند بحيرة في محيط السفارة دون أن تتسببا بأضرار مادية أو بشرية.
من جهتها، أكدت خلية الاعلام الأمني سقوط القذيفتين، وقالت في بيان مقتضب: إنها ستعلن تفاصيل أخرى لاحقاً.
يأتي ذلك بعد قيام إيران بأول رد على جريمة اغتيال الشهيدين قاسم سليماني و”أبو مهدي المهندس”، باستهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية في غرب العراق بعشرات الصواريخ، فُتح الباب على مصراعيه أمام المقاومة العراقية للرد بشكل أولي على القوات الأمريكية الموجودة في العراق، إذ توعّد أمين عام “عصائب أهل الحق” قيس الخزعلي القوات الأميركية بالرد على اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي. وقال في تغريدة نقلها مكتبه الإعلامي: إن “الرد الإيراني الأولي على اغتيال القائد الشهيد سليماني حصل”، مضيفاً: “الآن وقت الرد العراقي الأولي على اغتيال القائد الشهيد المهندس”، وتابع: “لأن العراقيين أصحاب شجاعة وغيرة، فلن يكون ردّهم أقل من حجم الرد الإيراني وهذا وعد”.
وكان الخزعلي قد حذّر القوات الأمريكية في العراق قائلاً لهم: “اخرجوا فوراً من العراق.. وإلّا!”.
بدورها، شكرت “حركة النجباء” في العراق إيران، لأنها “تساعد العراق مجدّداً على استعادة سيادته وهيبته عندما استهدفت قواعد قوات الشر الأمريكية المحتلة على أراضٍ مغصوبة من بلدنا ثأراً لضيفنا العزيز الحاج قاسم سليماني”.
المتحدّث الرسمي للحركة المهندس نصر الشمري نبّه الجنود الأميركيين قائلاً: “لا تغمضوا عيونكم، فإن ثأر الشهيد “أبو مهدي المهندس” قادم لا محالة أيضاً وبأيادٍ عراقية حتى يتم إخراج آخر جندي منكم”.
وتبنّى حرس الثورة الإيرانية إطلاق عشرات الصواريخ “أرض- أرض” على قاعدة عين الأسد في العراق، وموجة ثانية من الهجمات الصاروخية التي بلغ عددها أكثر من 35 صاروخاً نحو القوات الأمريكية في العراق فجر أمس.
الحكومة العراقية قالت: إنها تلقّت فجر أمس رسالة رسمية من إيران بأن الرد على اغتيال سليماني بدأ أو سيبدأ بعد قليل، وأوضحت أن الضربة ستقتصر على أماكن وجود الجيش الأمريكي في العراق دون تحديد مواقعه، وأشارت إلى أن الجانب الأمريكي اتصل بها، في الوقت الذي كانت فيه الصواريخ تتساقط على جناح قواته في قاعدتي “عين الأسد” وحرير.
وعلى خلفية التطورات الأخيرة، أعلنت الحكومة الإسبانية أنها أمرت بسحب فوري لعدد من قواتها المتمركزة في العراق في ظل تصاعد التوتر في المنطقة، ونقلت صحيفة يورو ويكلي الإسبانية عن مسؤولين حكوميين قولهم: إن “انسحاب القوات الإسبانية سيكون وشيكاً، حيث غادر عدد من الجنود”.
ووفق وزارة الدفاع الإسبانية فإن هؤلاء الجنود في طريقهم إلى الكويت، مشيرة إلى أن القوات المتبقية يمكن أن يتم سحبها إذا استمر التصعيد القائم.
كما أعلنت وزارة دفاع الجبل الأسود أنها تفكّر في تأخير إرسال قوات إلى العراق، بسبب الأزمة الجديدة في الشرق الأوسط، فيما قررت وزارة الدفاع في سلوفينيا نقل قواتها من العراق، وأوضحت في بيان أنها اتخذت قراراً بإجلاء جميع الجنود السلوفينيين الستة من الوحدة الثالثة، بالتعاون مع “الشركاء الألمان”، مشيرةً إلى أن الرئيس السلوفيني مرجان شاريك ووزير الدفاع كارل إرغافيتش، أكدوا أنه لا يوجد إصابات بين قواتهم العسكرية بعد الهجوم على القاعدة الجوية في بغداد.
بالتوازي، نقلت كرواتيا كتيبتها الثانية في العراق، التي تضم 14 عسكرياً، من بغداد إلى الكويت، بالإضافة إلى عودة 7 عسكريين إلى كرواتيا بعد إنهاء فترة عملهم هناك.
وإذ أعلنت الحكومة الدانماركية أنها بصدد سحب جنودها الموجودين في قاعدة “عين الأسد”، قال رئيس وزراء لاتفيا كريسغانيس كارينز: إن بلاده ستسحب المجموعة العسكرية اللاتفية التي تقوم  بتدريب الجيش العراقي، إذا طلبت حكومة بغداد سحب هذه المجموعة.
وتقوم مجموعة مؤلفة من 6 أفراد من جيش لاتفيا بتدريب عناصر قوات الأمن والجيش العراقي، وكان من المنتظر أن تزيد ريغا عدد أفراد هذه المجموعة.
يذكر أن حلف “الناتو” أعلن السبت الماضي تعليق أنشطة التدريب في العراق، وذلك عقب الجريمة الأمريكية باغتيال الفريق سليماني والمهندس، بينما أعلنت الحكومة العراقية أنها منعت أي نشاط لما يسمّى “قوات التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من دون موافقة القائد العام للقوات المسلحة العراقية رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
وفي لبنان، أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن العدوان الأمريكي الذي طال سيادة العراق يشكّل تجاوزاً لكل الخطوط الحمراء، ووصف، خلال اجتماع نيابي، العدوان الأمريكي بأنه “تصعيد خطير، وسيغيّر ملامح الصراع في المنطقة بأسرها”، فيما أشار لقاء الأحزاب الوطنية والقومية في البقاع اللبناني إلى أن الرد الإيراني على جريمة اغتيال سليماني والمهندس باستهداف القواعد الأمريكية في العراق سيؤسس لاقتلاع الوجود الأمريكي الاستعماري من المنطقة، وقال في بيان: “إن الرد الإيراني عرّى الإدارة الأمريكية المتغطرسة، وأدخلها في دوامة هذيان وتخبط وضياع عكستها المواقف الأمريكية المتناقضة على مستوى دائرة القرار في الدولة العميقة، والتي ألمح بعضها إلى حماقات ترامب وتهوره المجنون، الذي سيخرج أمريكا من منطقة الشرق الأوسط”.