تحقيقاتصحيفة البعث

تدخــل المنظومة التعليمية مراكز الخدمة (النافذة الواحدة).. خدمات عديدة وتسهيلات للطلاب ومطالبات بتأمين مستلزمات العمل

 

لا شك في أن مراكز خدمة المواطن تعطي نوعاً من المرونة الإدارية، وتخفف من أعباء الروتين والبيروقراطية في تسيير معاملات المواطنين، وهي جزء من مشروع الحكومة الالكترونية ذات الربط الشبكي الواحد التي تشرع الحكومة السورية بتنفيذه لما لذلك من أهمية في التقليل من التعامل المباشر بين المواطن والموظف بشكل يسهم في مكافحة الفساد الإداري والبيروقراطية، ومن أبرز تلك المراكز المفتتحة مؤخراً مركز خدمة المواطن (النافذة الواحدة) في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق الذي افتتح في الشهر السابع من عام 2018، وهو إنجاز يتمتع بالفرادة، ويعتبر الأول من نوعه على مستوى جامعات القطر العامة والخاصة، وجاء المشروع، بحسب ما أوردت الأستاذة الدكتورة فاتنة الشعال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، تجسيداً لتوجيهات السيد الرئيس بشار الأسد بضرورة التوسع الأفقي بمراكز خدمة المواطن بما من شأنه أن يكافح الفساد الإداري والبيروقراطية، وانطلق المشروع من مسوغات العملية الإدارية والتعليمية في كلية الآداب والعلوم الإنسانية كأكبر تجمع طلابي في جامعات القطر، وتجسيداً لتجربة وخبرات إدارية سابقة، وتبنت القيادات الحكومية على أعلى مستوياتها هذا المشروع الرائد، وبدأ العمل على تنفيذه كضرورة لمواجهة معوقات العمل الإداري والتعليمي في منظومة التعليم العالي، حيث استغرق تنفيذ المشروع خمسة وستين يوماً فقط كأسرع مشروع ينفذ خلال هذه الفترة الزمنية الوجيزة التي حملت ضمناً إدخال البيانات الطلابية لما يقارب ثمانين ألف طالب وطالبة من بيانات شخصية، ودرجات امتحانية، ومصدقات تخرّج، وكشوف علامات، كما تم تنفيذ المخطط الهندسي للمشروع، وتجهيزه لوجستياً، وتصميم البرنامج الالكتروني المستخدم في شبكة الجامعة ممثّلة بمديرية النظم التي أشادت الدكتورة فاتنة بتعاونها غير المحدود في إتمام نجاح هذا المشروع الرائد، كما أسهمت جامعة دمشق برفد كلية الآداب بطاقم من الموظفين تم تدريبهم على هذا البرنامج ليبدأ بتقديم خدماته للطلاب بشكل رسمي من خلال النافذة الخلفية التي تعد المزوّد الرئيسي للنافذة الأمامية بالمعلومات المدخلة على البرنامج، وذلك وفقاً لآلية تعتمد على قطع الطالب لتذكرة من جهاز الدور المرتبط بالخدمات المقدمة، والتي تقدر بحوالي ثلاث وعشرين خدمة شاملة لكافة المعاملات الورقية الإدارية التي من الممكن أن يحتاجها الطالب، وبعد قطع تذكرة الدور ما على الطالب سوى الانتظار قليلاً لينادى على رقمه بمراجعة النافذة التي تحمل الشاشة الخاصة بها رقمه ليكون الموظف بانتظاره وجاهزاً لتقديم الخدمة له.
وحول سؤالنا عن عدد الخدمات المقدمة من قبل المركز للطلاب خلال عام 2019 أجابت: قام المركز بتلبية كافة الخدمات الإدارية للطلاب خلال عام 2019، وأجريت كافة العمليات الإدارية الخاصة بالطلاب من خلال المركز، وليس من السهل أن يتم تسجيل أكثر من ثمانين ألف طالب كأضخم كلية في جامعات القطر بشكل سلس ومرن ودون أية مشاكل تذكر، كما تم طرح خدمة التسجيل عن بعد كإحدى الخدمات التي جعلت من عملية تسجيل الطالب أمراً الكترونياً قد يجريه الطالب من منزله، وتم افتتاح خمس نوافذ لصالح المصرف العقاري لإنهاء عملية المستحقات المترتبة على الطلاب من رسوم تسجيل عام ومواز، وأكدت الدكتورة على أن هذه النوافذ تخدّم كافة طلبة جامعة دمشق، وليس طلبة كلية الآداب فقط، كما أكدت الدكتورة الشعال على أن العمل يجري حالياً لافتتاح نافذة لصالح وزارة الخارجية لتصديق كافة المعاملات والأوراق الثبوتية من خلالها، كما أنه سيتم قريباً بالتعاون مع وزارة الدفاع افتتاح نافذة للتأجيل الدراسي تخدّم طلبة الكلية وما حولها.
أما فيما يخص تعميم هذه التجربة الرائدة على مستوى الجامعات السورية فقد أكدت الدكتورة الشعال بوجود توجيه من قبل السيد وزير التعليم العالي لرؤساء الجامعات الحكومية بضرورة توجيه عمداء الكليات للبدء بتعميم هذه التجرية على كافة الكليات، وأبدت استعدادها لتدريب أي فريق عمل في أية كلية على برنامج العمل، وآليات إيصال الخدمة للطالب.
لا شك في أن كل نجاح يحتاج إلى متطلبات استمراره، حيث أكدت الدكتورة الشعال على أن متطلبات استمرار نجاح هذا العمل الرائد تتمثّل برفده بالكادر الوظيفي المتخصص سواء بالمعلوماتية، أو بالسكرتارية، أوالاحتياجات الأمنية ، وأن جامعة دمشق ممثّلة بالدكتور محمد ماهر قباقيبي تأخذ بعين الاعتبار هذه الحاجة، وتعمل على سدها من خلال مسابقة جامعة دمشق التي جرت، والتي نحن بانتظار نتائجها، كما أكدت الدكتورة الشعال على أن سر النجاح، وخصوصاً في كلية لها خصوصية معينة لجهة ضخامة العدد ووجود قلة في عدد الموظفين، لا يمكن إلا أن يكون من خلال العمل بروح الجماعة، وبروح الفريق الواحد، ابتداء من العميد ونوابه، وصولاً إلى الحرس الجامعي على الأبواب، وأن الواجب يقتضي من المسؤول أن يعمل ويرد الدين لبلده الذي احتضنه بصغره في مدارسه وجامعاته، وأوصله إلى مكانة علمية مرموقة، وكل ذلك دون مقابل مادي يذكر، لذلك فإن واجب كل مسؤول أن يرد هذا لبلده، كما أن إنجاز مركز خدمة المواطن في كلية الآداب والعلوم الإنسانية خلال سنوات الحرب دليل قوي على أن إرادة الإصلاح والتطوير إن توفرت لا يمكن أن يعيقها شيء.

أمجد السعود