الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

سورية تعلن تضامنها الكامل مع إيران

الضربة الإيرانية الأولى، التي تبنّاها حرس الثورة الإيرانية فجر أمس، عبر إطلاق عشرات الصواريخ “أرض- أرض” على قاعدة عين الأسد في العراق، وموجة ثانية من الهجمات الصاروخية بلغ عددها أكثر من 35 صاروخاً نحو القوات الأمريكية في العراق، كأول ردّ انتقامي صاروخي على عملية اغتيال الفريق قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس ورفاقهما، لاقت ردود فعل عربية ودولية عديدة.
فقد أكدت سورية حق إيران في الدفاع عن نفسها في وجه التهديدات والاعتداءات الأمريكية، مبينة أن على الولايات المتحدة أن تتعلّم كيف تتخلّى عن نهج إخضاع الآخرين ومحاولة فرض الهيمنة والإرادة الأمريكية عليهم.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين: إن الجمهورية العربية السورية تعلن تضامنها الكامل مع الشعب الإيراني الشقيق فيما يتعرّض له، وتؤكّد على حق إيران في الدفاع عن نفسها في وجه التهديدات والاعتداءات الأمريكية، وأضاف: إن سورية تحمّل في الوقت نفسه النظام الأمريكي مسؤولية كل ما يجري من تداعيات، وذلك بسبب سياسته الرعناء، والعقلية المتغطرسة التي تحكم أفعاله، وتجعلها أفعال عصابات لا سياسات دول.
وتابع المصدر: إن الجمهورية العربية السورية تؤكّد أن من حق الدول الحرةّ الرد على العدوان عليها بالطرق التي تراها مناسبة، وأن على الولايات المتحدة أن تتعلّم كيف تتخلّى عن نهج إخضاع الآخرين ومحاولة فرض الهيمنة والإرادة الأمريكية عليهم، وتشدّد على أن النظام الأمريكي هو المسؤول الأول والأخير عن إثارة الفتن والنعرات والاضطرابات في المنطقة.
وكان الحرس الثوري الإيراني أعلن، في وقت سابق، عن استهداف قاعدة عين الأسد غرب العراق، والتي تتواجد فيها قوات أمريكية بعشرات الصواريخ الباليستية، وذلك رداً على جريمة اغتيال الفريق سليماني ورفاقه.
تونس، وعلى لسان القيادي في حزب التيار الشعبي التونسي محسن النابتي، شدّد أن “على الشعوب العربية التعلّم من الدرس الذي لقّنته إيران لأمريكا”، وقال: إن “قصف القواعد الأمريكية من قبل إيران ردّاً على اغتيال القائد سليماني هو تحطيم للأسطورة الأمريكية”، كما أشار إلى أن قصف القواعد الأمريكية يؤكّد أن “أمريكا ليست مقدساً، وأن من يريد الدفاع عن كرامته وعزته بإمكانه مواجهتها”.
وطالب الدول العربية بعدم السماح لأمريكا باستخدام قواعدها العسكرية لأنها باتت تشكّل خطراً على أمن شعوبها، كما اعتبر أن “كل ضربة موجهة ضد الاستعمار والصهيونية ومركز الامبريالية الأمريكية هي في مصلحة الشعوب المكافحة للتحرّر”.
النائب الأردني طارق خوري، قال: إن توازن القوى اختلف في المنطقة، واعتبر أن “الشهيد الفريق قاسم سليماني ليس شهيد إيران، بل كل محور المقاومة، وواجب المحور كاملاً أن يأخذ بالثأر”.
دولياً، جددت الصين موقفها الداعي إلى استخدام الحوار لحل الخلافات الدولية، مؤكدة أن تفاقم التوترات في منطقة الشرق الأوسط ليس في مصلحة أي طرف.
وكانت الصين حذّرت في وقت سابق من عواقب العدوان الإجرامي الأمريكي الذي أدى إلى استشهاد الفريق سليماني والمهندس في بغداد في الثالث من الشهر الحالي، مؤكدة موقفها المعارض لاستخدام القوة في العلاقات الدولية. وكرّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قنغ شوانغ، خلال إفادة صحفية، الدعوة إلى اعتماد الحل السلمي لتسوية الخلافات وحماية السلام والاستقرار في المنطقة، وأشار إلى أن بلاده على اتصال وثيق مع الأطراف المعنية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بهذا الخصوص.
روسيا، وعلى لسان المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أكدت أن الضربة الصاروخية الإيرانية لأهداف أمريكية في العراق دليل على تأجج التصعيد الذي حذّرت منه روسيا مراراً.
وفي براغ، أكد وزير الخارجية التشيكي الأسبق، عضو مجلس النواب، كارل شفارتسينبيرغ أن ما قامت به الولايات المتحدة من استهداف لسيادة العراق واغتيال سليماني والمهندس يمثّل جريمة وخرقاً للقانون الدولي، وأشار إلى أن “بعض السياسيين الدوليين يبدو أنهم أصيبوا بعدوى الإرهاب، وبات لديهم شعور بأنهم فوق القانون الدولي”.
وإذ دعا رئيس الحزب الشيوعي التشيكي المورافي فويتيخ فيليب الأمم المتحدة إلى إدانة جريمة اغتيال سليماني وإجبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على احترام القانون الدولي، والتوقّف عن التهديد بقصف المواقع الثقافية الإيرانية، أكدت النائب في البرلمان الأوروبي عن تشيكيا كاترجينا كونيتشنا أن طلب الحكومة العراقية انسحاب القوات الأجنبية من العراق يمثّل خطوة منطقية وحتمية للحصول على استقلاليتها، وبالتالي يتوجب على الحكومة التشيكية أن تسحب قواتها من العراق، داعية الاتحاد الأوروبي إلى بلورة موقفه بشكل واضح ضد ترامب، وعدم الاكتفاء بمهاجمة سياساته في الخفاء.
من جهته وصف المحلل العسكري التشيكي ياروسلاف شتيفيتس اغتيال الفريق سليماني بأنه يمثّل من ناحية القانون الدولي “إرهاب دولة” قامت به الولايات المتحدة دون اكتراث بهذا القانون.