تحقيقاتصحيفة البعث

في الدريكيش.. نقص الأعلاف وعدم توفر سماد اليوريا؟!

 

حمل مزارعو الدريكيش هموم وتحديات وصعوبات العمل الزراعي إلى عام جديد، فمازال الغلاء يعصف بجميع مستلزمات العمل الزراعي “المفقود جزء منها”، إضافة إلى تحديات عالقة ترحل من عام إلى آخر، ومطالب محقة لخدمة الأرض والشجر والثمر، حيث أكدوا بداية أن 70% من الطرقات الزراعية بالمنطقة منفذة بطريقة العمل الشعبي، وذلك منذ الثمانينيات، لكنها حتى الآن غير معبدة، تعبيدها سابقاً كان عائداً لمديرية الزراعة التي كانت تعبد طريقاً زراعياً بعرض ثلاثة أمتار، وبعد أن انتقل الموضوع إلى الخدمات الفنية اشترطت لتعبيد الطريق أن يكون عرضه ستة أمتار.

“القبان معطل”
وأشار المزارعون إلى وجود عشر وحدات إرشادية في المنطقة، كل واحدة منها بحاجة إلى جرار ومضخة لزوم العمل الزراعي للقيام به على أكمل وجه، كما طالبوا بتوحيد وزن كيس العلف الذي يتم استجراره من مؤسسة الدولة، وأشاروا إلى أنه منذ عشرات السنين “والقبان معطل” في المؤسسة، فمرة يباع الكيس بوزن 45 كيلوغراماً، ومرة بـ 47، وأحياناً بـ 51 كيلوغراماً!.. وأكدوا النقص الشديد بالأعلاف، فعلى سبيل المثال تحتاج البقرة كل شهرين إلى 75 كيلوغراماً من العلف، كما أن النخالة بالمستودعات بالأطنان، وأكياسها مهترئة ولا توزع، يعطى لمربي الأغنام والمداجن خمسة كيلوغرامات كل شهرين فقط، ولا يعطى لمربي الأبقار، وهنا يطالب المزارعون بزيادة مخصصات النخالة للأغنام ومنحها للأبقار، موضحين أن مربي الأبقار يحصلون على العلف من خلال إحصاء 2017، فمن اشترى في 2018 و2019 لا يمنح، والجولة الإحصائية في الشهرين الأخيرين من كل عام، كما أكد المزارعون على ضرورة وجود مركز غراس في المنطقة للابتعاد قدر الإمكان عن السيارات الجوالة، وما تبيعه من غراس مجهولة الصنف والنوع، وبسعر مرتفع وغير ثابت!.

نقص سماد اليوريا
تبرز حاجة المزارعين لسماد اليوريا لزوم الموسم الزراعي 2019 -2020، وحالياً غير متوفر، والحاجة له حتى شهر شباط، إضافة إلى ارتفاع ثمنه، وتحديداً سلفات البوتاس، كما أشاروا إلى ارتفاع سعر سلفات البوتاس، حيث وصل إلى 20500 ليرة للكيس الواحد بوزن 50 كيلوغراماً، وهو حاجة للأرض والشجر، ولكن ليست لدى الفلاح المقدرة على شرائه، وتكمن حاجة كل جمعية فلاحية لخمسة أطنان.
عزت أحمد، رئيس الرابطة الفلاحية في الدريكيش أوضح أن حاجة المنطقة من الأسمدة الآزوتية 100 ألف طن، و200 طن من كافة الأسمدة، “وغير متوفر ولا طن من سماد اليوريا”، لافتاً إلى وجود 200 طن في المصرف الزراعي، لم يوزع منها سوى 22 طناً خلال ثلاث سنوات بسبب عدم قدرة الفلاح على شرائه!.

لمصلحة أصحابها
بدوره أجاب م. حازم كنعان، رئيس دائرة زراعة الدريكيش عن مطالب المزارعين، مبيّناً أن الطريق لوضعه بخطة التعبيد بأن يكون عرضه ستة أمتار، وذلك لمصلحة أصحابها لتسليك الطريق بسهولة لمرور سيارتين متعاكستين، ومنذ عام 2009 لم تشق أو تعبد طرقات، وتتجلى الخطة الحالية بقش وتنظيف وتسليك هذه الطرق وصيانتها من الانهيارات.

خلطة سماد
وأشار إلى أن سماد اليوريا هو سماد آزوتي، وإن تم الاعتماد عليه وحده فسينعكس بشكل سلبي على التربة والأشجار محدثاً حالة تسمم، بينما سماد اليوريا /نترات الأمونيوم/ مناسب لأراضينا، ففعاليته سريعة لا يتبخر، وسعره أرخص، ومن الوقت الحالي وحتى آذار يمكن تسميد الزيتون، موضحاً أن التسميد بأول آذار أفضل من الفترة الحالية، مشدداً على وضع آزوت وفوسفات وبوتاس للأشجار المثمرة، لأن ذلك يلعب دوراً في فترة الإزهار والعقد، وكيس 50 كيلوغراماً يخدم 100 شجرة.
إعادة شجر الخرنوب
وحول امتلاك كل وحدة إرشادية لجرار ومضخة لزوم العمل الزراعي، لم ينف كنعان الحاجة لهما، ويبقى هذا طموحاً، وأضاف: لمرض فطر عين الطاووس فترتا نشاط ربيعية وخريفية، ونتيجة الظروف الجوية بشهر تشرين الثاني الماضي لم يحدث فطر عين الطاووس، وبهذا استفادت شجرة الزيتون من الظرف الجوي، وفي هذه الفترات تنخفض درجة الحرارة تحت الـ 5 مئوية فلا ينشط الفطر، والزيتون حالياً بالمنطقة بوضع جيد جداً، ونأمل بالربيع أن يبقى جيداً وتساعده الظروف الجوية، لافتاً إلى أن معاناة المزارع بالمنطقة من ذبابة ثمار الزيتون بسبب قطع شجر الخرنوب، فالعدو الرئيسي لذبابة ثمرة الزيتون هو حشرة دبور الخرنوب، وهنا يؤكد كنعان على ضرورة إعادة شجر الخرنوب إلى الأراضي الزراعية لمكافحة ذبابة ثمار الزيتون، على أن يزرع كل مزارع بأرضه شجرة خرنوب أو اثنتين، وشجع كنعان المزارعين على شراء الشتول من الدولة كون السيارات الجوالة تبيع شتولاً غير معروفة الصنف ولا النوعية، وبالسعر الذي يريده البائع، معتبراً وجود مشتل بكل منطقة صعباً لأنه يحتاج لمساحة وعمال، مبيّناً وجود مشتل بالنبي متى متخصص بالكستناء والصنوبر الثمري، وهو تابع للحراج، ولا يمكن وضع غراس الأشجار المثمرة فيه، لأن غراس الأشجار المثمرة تابعة للدائرة النباتية بمديرية الزراعة.

دعم المحاصيل العلفية
وأشار رئيس الدائرة إلى خطة الزراعة لعام 2019- 2020 لدعم المحاصيل العلفية /جلبانة وبيقيه وكرسنة/، أربعة آلاف ليرة للدونم وفق الخطة الزراعية، وذلك اعتباراً من 1/1 وحتى 30 /1، وعلى المزارع مراجعة الوحدة الإرشادية ليحصل على دعم بالشهر الأول، كما أوضح خطة وزارة الزراعة بزرع جانبي طريق المواقع الحراجية بغراس التوت، وهي خطة على مدى ثلاث سنوات تم البدء بها منذ عام 2017، وهذا العام سوف يتم زرع 50 ألف غرسة توت.

تناقص في الثروة الحيوانية
من جهته د. أسامة رستم، رئيس شعبة الثروة الحيوانية في زراعة الدريكيش، أكد أن الوضع الصحي للثروة الحيوانية بالمنطقة جيد، منوّهاً إلى قيام بعض مربي الثروة الحيوانية ببيع ما لديهم، وذلك لغياب الدعم، وغلاء الأعلاف والأدوية البيطرية، وهنا تبرز حاجة المربي بالحصول على الأعلاف من مؤسسة الدولة، لأن ما يحدث أنه يأخذ منها كمية لا تكفي، فيشتري كمية أخرى من التجار، وهنا يحدث تبديل للخلطة، فإدخال خلطة على أخرى يؤثر على الوضع الصحي للبقرة وعلى الإنتاجية، وأشار إلى ارتفاع أسعار الأدوية البيطرية بشكل كبير جداً، وذلك بنسبة بين 25-50%، مبيّناً أن اللقاح الصناعي يوزع مجاناً، والبيطري الوقائي كذلك، وتقوم الشعبة بحملتي لقاح بالعام.
دارين حسن