ثقافةصحيفة البعث

اتحــــاد الكتــــاب يكـــرم عــــــدداً من الكتـــــاب والمثقفيــــن

 

بالتأكيد لا ينتظر الكثير من الأدباء والمفكرين الثناء والتقدير على رسالة آمنوا بها ودافعوا عنها بأقلامهم، لكن بطبيعة الحال تعني كلمة الشكر والعرفان الكثير، ويصبح تأثيرها أكبر عندما تأتي من جهة كانت راعياً وداعماً لهؤلاء خلال مسيرتهم، هذا ما تجسد على أرض الواقع صباح أمس من خلال الحفل التكريمي الذي نظمه فرع دمشق لاتحاد الكتاب وأقامه في مقر اتحاد الكتاب العرب بدمشق، في البداية اعتبر د.محمد الحوراني رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب خلال إدارته للاحتفالية أن التكريم كحالة ثقافية يعبر عن حالة الاحترام المتبادل بين المثقفين خصوصاً عندما يأتي من مثقف وجهة تعنى بالثقافة، ورأى أن الاتحاد عبر تكريم هؤلاء المبدعين هو يكرم نفسه أيضاً لأن المثقف والمبدع ليس بحاجة لشهادة تقدير أو لمبلغ مالي بل هو بأمس الحاجة للاحترام ولكلمة الشكر، وأكد الحوراني أن التكريم سيكون حالة مستمرة ودائمة خصوصاً أن هناك الكثير من الكتاب والمثقفين الذين آثروا البقاء في الوطن والوقوف إلى جانبه والدفاع عنه.

رعاية ودعم
وبدوره رأى رئيس اتحاد الكتاب العرب أ.مالك صقور أن التكريم بمثابة وفاء وتقدير للأساتذة الكبار الذين كان لهم كبير الفضل فيما قدموه من إبداعات في مختلف الميادين، وأمل صقور أن تكون الذكرى الـ50 لتأسيس الاتحاد بمثابة انطلاقة جديدة لهذه المؤسسة التي لقيت كل الدعم والرعاية من قبل القائد الخالد حافظ الأسد ولاحقاً الرعاية والدعم من السيد الرئيس بشار الأسد، وهذا يجعل المسؤولية الملقاة على عاتق الأدباء والمفكرين والمثقفين مضاعفة في القيام بدور حقيقي في الوقوف إلى جانب الوطن.

الأدباء الشباب
وفي كلمة المكرمين توجه د.وليد مشوح بالشكر لاتحاد الكتاب على هذه اللفتة الكريمة متمنياً أن تستمر لاحقاً لأن كل مبدع يستحق التكريم، وعاد مشوح بالذاكرة لفترة تأسيس الاتحاد ليتحدث عن الإنجازات التي تحققت والدور المهم الذي قام به في الاتحاد في جمع الأدباء السوريين، ولاحقاً فتح الباب أمام الأخوة العرب للانضمام إليه وأمل مشوح أن يقوم الاتحاد بالتركيز على استيعاب الأدباء الشباب وإتاحة الفرصة أمامهم وتقديم الدعم بكافة أشكاله للأدباء والمثقفين.

إغناء الفكر
واعتبر د.نزار بريك هنيدي أن الأديب الحقيقي عندما يرهن حياته لفعل الكتابة ويرمي نفسه في أتون التجربة الإبداعية لا يتوخى أكثر من أن يكون مخلصاً لفنه ووفياً لمبادئه وأفكاره والتعبير عن روح الأمة وهواجسها وأهدافها ليسهم في نهضتها وصناعة مستقبلها والمساهمة بدور فعال في إغناء عمارة الفكر والفن البشري وصيانة وتعزيز الجوهر الإنساني، ورأى هنيدي أن الأديب اليوم في وطننا وهو يعاني ما يعانيه خلال التصدي لأكبر هجمة تتعرض لها أمتنا ينخرط بقلمه إلى جانب الجندي بهدف صيانة الأسس والثوابت والمبادئ التي تحفظ لأمتنا هويتها علماً أن وعي الأديب لجسامة هذا الدور ينأى به عن انتظار الثناء والشكر إلا أن التكريم عندما يأتيه فإنه يعني له الكثير لأنه يؤكد سلامة الطريق التي سار بها ويسهم في تعزيز أدواته وإصراره على متابعة المسيرة .

تقييم لمسيرة شخص
وعلى هامش التكريم كان للبعث لقاءات مع بعض المكرمين، وبدورها قالت د.ناديا خوست إن التكريم هو بمثابة تقييم لمجمل مسيرة شخص، والقول له شكراً، لكن برأيي التكريم الحقيقي يجب أن يكون عن طريق الدراسات، وليس فقط عبر أوراق وشهادات التقدير فيجب أن يكون هناك دراسات ومناقشات لمنجز هذا المبدع عبر دعوة مجموعة من المهتمين بالجنس الأدبي الذي يكتب فيه المكرم ومناقشته، وليس بالضرورة تقديم المديح ولكن من خلال ذلك يستطيع المبدع معرفة نفسه في عيون الآخرين، وينتبه إلى مسائل لم ينتبه إليها سابقاً وبنفس الوقت هذا هو التقدير والتكريم الحقيقي.

مشروع ثقافي
ورأى د.ابراهيم زعرور أن التكريم رسالة بضرورة إيلاء الاهتمام بالأدباء والكتاب والمفكرين والباحثين في بلدنا، وهذا مهم معنوياً ومادياً لأنه يعني أن ثمة من يهتم بهؤلاء المثقفين، وبالتالي ربما هناك سياسة جديدة في الاتحاد تنتهج منهج الحفاظ على دور الكاتب والمثقف، وأثنى زعرور على دور الاتحاد في الذكرى الـ50 لتأسيسه باعتباره يضم أهم النخب على مستوى سورية والوطن العربي ويشكل مشروعاً نهضوياً قومياً ثقافياً توحيدياً ونحن اليوم نأمل أن نرى كل العرب في اتحاد واحد في خطوة من أجل تحقيق الوحدة العربية والتكامل البشري والاقتصادي والثقافي والسياسي.

تكريم للوطن
وأعرب الشاعر محمود حامد عن سعادته بالتكريم لأن المبدع على حد تعبيره يملك قلب طفل وكما يفرح الطفل بالهدية أيضاً يفرح الأديب بالتكريم لأنه يؤكد أنه جزء هام من هذا المجتمع وتكريم المبدع هو تكريم للوطن وثقافة الحياة والأرض التي أنتجت هذا المبدع وتابع حامد هذا التكريم لسورية وفلسطين لأنهما الأساس في الشعر والأدب وصنوف الإبداع الأخرى.

دور الاتحاد
ورأى القاص علي مزعل أن التكريم يؤكد على الدور الكبير لاتحاد الكتاب العرب في رعاية أعضائه على امتداد سنوات عطائهم باعتباره يملك دوراً بارزاً ورائداً وموجهاً للحركة الثقافية سابقاً، وقد تعاظم دوره في العقد الأخير في التصدي للفكر الظلامي والحرب التي شنت على بلادنا.
أما الأديب عيسى فتوح فقد قال تعبت كثيراً في عملي وأنجزت الكثير من الكتب إضافة إلى موسوعتين وهذا التكريم يشعرني بأنني أعطيت، وهو مكافأة على ما بذلت من جهود خلال هذه السنوات، وأنا اليوم في الـ85 من عمري ولكنني مازلت أعطي وأكتب وأترجم كأنني شاب في العشرين، أشكر الاتحاد على أفضاله حيث كرمني سابقاً ولم ينسَ.
في نهاية الحفل تم توزيع شهادات التقدير على المكرمين من باحثين ومثقفين وشخصيات لها دورها في المجالين السياسي والفكري.

جلال نديم صالح