الصفحة الاولىصحيفة البعث

صالح: السراج فتح الباب أمام أردوغان لنهب ثروات ليبيا

 

بعد ساعات على آخر جولة حوار بين طرفي الأزمة في ليبيا، وقبل أيام على انعقاد مؤتمر برلين، واصل النظام التركي تدخله بشؤون ليبيا الداخلية، وقال ياسين أقطاي مستشار رئيس النظام أردوغان: إن تركيا لا تنوي الانسحاب من ليبيا، ولا تعتبر وجودها احتلالاً.
جاء التصريح في الوقت الذي انتقد رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح كافة التدخلات التركية في بلاده، وتساءل عن أي إرث يتحدث أردوغان في ليبيا، متهماً إياه بمحاولة إحياء إرث الظلم العثماني في ليبيا.
وطالب صالح بسحب الاعتراف من المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، معتبراً أنه انتهك الاتفاق السياسي المبرم في الصخيرات بالمغرب، والذي يدعم جهود الشعب الليبي في مكافحة الإرهاب، مشدّداً على أن “أي اتفاق يتم توقيعه من دون موافقة مجلس النواب باطل ولا أثر له”.
واتهم صالح الوفاق، التي اعتبرها “منتهية الصلاحية”، بالارتماء في أيدي الميليشيات، معتبراً الاتفاق الذي وقّعه السراج مع أردوغان “استكمالاً لنهب ثروات ليبيا”، وأكد أن الجيش الليبي سيستكمل مهمته من أجل تحرير العاصمة الليبية من ميليشيات مسلحة إرهابية تسيطر على مساحات كبيرة فيها.
وكانت محادثات موسكو بين طرفي الأزمة الجيش الليبي بقيادة الجنرال خليفة حفتر وما يسمى حكومة الوفاق بقيادة فايز السراج قد فشلت في التوصل إلى اتفاق، بعدما أبلغ حفتر الجانب الروسي رفضه أن تكون تركيا وسيطاً دولياً، معتبراً أن الدول الوسيطة يجب أن تكون حيادية، وتتمسّك بدعم استقرار ليبيا، وليس دعم الميليشيات المسلحة وإرسال مسلحين تكفيريين.
إلى ذلك عبّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أسفه لعدم توقيع جميع أطراف الأزمة الليبية على اتفاق وقف إطلاق النار، وقال: إن حفتر ورئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح طلبا مزيداً من الوقت للتشاور مع البرلمان بشأن الاتفاق، وأن المفاوضات في موسكو بشأن الوضع الليبي لا تعتبر نهائية في التسوية، لكنها كانت مهمة لدفع عملية السلام في هذا البلد، وأوضح أن لقاء موسكو يشكّل فرصة لدفع عملية السلام والمساهمة في مؤتمر برلين، وقال: لقد اقترحنا على ألمانيا دعوة الليبيين، ونأمل بأن يكون ردهم إيجابياً على هذا الاقتراح، والعملية سارية ومتواصلة.
دولياً، وبدعم من الأمم المتحدة، تستضيف العاصمة الألمانية، الأحد المقبل، قمة دولية موسّعة، في محاولة للتوصل إلى حل سياسي للنزاع الليبي، فيما قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي: إن روما لن ترسل جنوداً إيطاليين لمراقبة وقف إطلاق النار في ليبيا إذا لم يكن ذلك في ظروف آمنة، وسياق سياسي واضح للغاية.
ورداً على سؤال بشأن التزام إيطالي محتمل بعملية مراقبة للسلام في ليبيا، أجاب كونتي: “لا نستبعد على الإطلاق هذه الفرضية، وسنتحدّث عن ذلك في مؤتمر برلين، متابعاً: إذا نجحنا في إعطاء عنوان سياسي لهذه الأزمة الليبية، فإن إيطاليا مستعدة بالتأكيد للقيام بمراقبة وقف إطلاق النار.
كما أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن التعاون الحالي بين روسيا والدول الأخرى حول ليبيا يدل على أن هناك إمكانية حقيقية لتضافر الجهود لحل المشاكل وإيجاد تسوية للأزمة فيها، وقال: نرى أن هناك عملية تبديل للآليات الأساسية للأنظمة بتحالفات يتحد المشاركون فيها بفهم واضح ودقيق للمهام وفهم الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال التعاون، وبهذا المعنى فإن ما نراه اليوم في الاتجاه الليبي يظهر أن هناك فرصة حقيقية لتوحيد الجهود عندما يكون التعاون معتمداً على مبادئ معينة دون أجندة خفية، وعندما يكون المشاركون مرتبطين بأهداف مشتركة.
ودعت ألمانيا لهذه القمة كلاً من السراج وحفتر ومسؤولين من دول بينها: الولايات المتحدة، تركيا، إيطاليا، بريطانيا، روسيا، فرنسا، الصين والإمارات.
ميدانياً، ساد الهدوء الحذر محاور القتال في الضواحي الجنوبية للعاصمة طرابلس، حيث اندلعت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة بين الجيش الليبي وميليشيات حكومة الوفاق، وتركّزت في محور الرملة.