ثقافةصحيفة البعث

“خيط ولون من وتر القلب” معرض بخيوط ملونة

“رسمت بالخيط مطلع قصيدة وبالقصيدة جدلت أجمل خيوط”، بهذه الكلمات عبر الفنان الأديب نهاد العيسى عن معرضه الذي أقامه في المركز الثقافي في أبو رمانة بعنوان: “خيط ولون من وتر القلب” مزج فيها لوحات جمعت بين الرسم والعمل اليدوي من خلال تقنية الخيوط الملونة والمسامير والخشب.
الرسم بالخيوط فن تطبيقي يعتمد على تثبيت مسامير على سطح أملس خشبي ثم الربط بينها بخيوط ملونة لتعطي شكلاً ما، ويعتمد إنجاز هكذا لوحات على الموهبة وكذلك الرغبة في خوض الفن الأصعب لأن أدواته ليست ريشة وألوان مائية أو زيتية، بل يعتمد على الخيوط الوترية والمسامير الصغيرة الأنيقة، وعلى مخرز معدني وهي الأداة الرئيسة عند عدم استخدام الأصابع لشكّ وشبك الخيوط في المسامير، وفي تصريحه للبعث قال الفنان نهاد العيسى:
فن الخيوط الوترية هو حالة بدأت كهواية ثم طورتها لتصبح حالة احترافية، استطعت من خلال الخشبة والخيط والمسمار تجسيد مواضيع استمديتها من الواقع السوري الجميل بطبيعته وآثاره، فجسدت مواضيع من رسم البورتريه والنباتات والحيوانات والمناظر الطبيعية بأسلوب فني جميل، وقد وجدت انتشار كبير لهذه اللوحات، وأحب الناس هذا النوع من الأعمال لأنه غريب ولأول مرة يشاهدونه.
في الحقيقة، موهبتي قديمة جداً، تعلمت في المنظمات الشعبية والكشافات بعض مبادئ هذا الفن، وعملت عليه وكان من الصعب إحضار “الكاتولكات”، كنت أبحث كثيراً عن صورة لحصان ولا أجدها إلا نادراً، أما اليوم في عصر الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الأمور أكثر سهولة وأستطيع الحصول على أي صورة أريدها لأنسج لوحة بشكل رائع.

عمل ممتع
تحتاج كل لوحة حوالي 3000 مسمار، وعن الجهد المبذول لإنجاز هذا المعرض قال العيسى: إنجاز أي لوحة يحتاج لجهد مضنٍ وشاق ويستمر مدة عشرة أيام تقريباً، ولكن عند اكتمال اللوحة وأرى هذا الإنتاج أشعر بسعادة هائلة، وأتمنى كثيراً انتشار هذا العمل، وأن يتعلمه أولادنا وشبابنا في المدارس والمنظمات الشعبية.

المرأة
وعن المواضيع التي قدمها الفنان في المعرض قال: اعتمادي الكبير في لوحاتي على المرأة، فهي بحد ذاتها جمال، ولقد جسدتها بألوان زاهية، تضع أحياناً طوقاً حول رقبتها وأحياناً ترتدي قبعة، وعندما نسجت هذه الأشياء ظهر جمالها الرائع، وقدمت مارلين مونرو بأكثر من شكل ومنظر، وعملت لوحة جسدت من خلالها المرأة كآلهة للخصب والحياة، واستطعت تجسيدها أيضاً بصورة شجرة جذرها في الأرض وساقها في الأعالي وهذا ليس إلا دليل على أن المرأة السورية في العلا دائماً فهي الحب والوجود كما في شعري، وهي آلهة الخصب، والمرأة التي ضحت بأربع شهداء من أبنائها هي الأم الحقيقية أكثر من كل أمهات العالم.

الطابع الوطني
سورية حاضرة في لوحات الفنان نهاد العيسى، قال عنها: يوجد لوحات غلب عليها الجانب الوطني والاجتماعي والتاريخي، ونجد سورية في الكثير من اللوحات، وفي كل مناسبة وطنية أقدم معرض أجسدها، فهي كل شيء بالنسبة لي، وهي ولّادة بالخير ومنتصرة بالمحبة، وأجمل لوحة قدمتها في هذا المعرض هي لوحة الشهداء التي تجسد الحذاء العسكري وفيها باقة من الورد، وعملت لوحة عن الممثل الذي أضحك الملايين وهو حزين شارلي شابلن وجسدته بحالة حزن في المعرض، بالإضافة إلى لوحات لعديد من الحيوانات، وهي رمز للبيئة القروية.

تعب وتكلفة
وعن الأدوات المستخدمة قال الفنان: الأدوات المستخدمة نسبياً مكلفة جداً سواء من خيط أو خشبة أو مسامير، وأنا بدوري أدخلت أدوات جديدة، فمثلاً استخدمت الحطب وأذهب إلى مناشر ضخمة لتصبح بالشكل المطلوب، وأضيف عليها أكسسوارات، في الواقع يوجد تعب كبير وكلفة عالية ولكن أنا مؤمن أن اللحظة ستأتي لتغطية هذه التكلفة.
وفي الختام قال الفنان الأديب أنا مستمر بالعمل، وأتمنى أن يتعلم أولاد بلدي هذا الفن، وأؤسس معهد لتعليم فن الرسم بالخيوط أستطيع من خلاله إيصال رسالة هذا الفن لأبناء سورية.
جُمان بركات