صحيفة البعثمحليات

مسوحات للفئات العالية الخطورة في السجون والملاهي تنشيط ملف “الأم الحامل للجنين” للتخفيف من نقل عدوى الإيدز

دمشق – حياه عيسى
تشهد خطة مركز مكافحة الايدز للعام الحالي تغطية السجون والملاهي الليلية بالمسوحات اللازمة، لأن نزلاءها وروّادها من الفئات العالية الخطورة، بالتزامن مع تنشيط موضوع “الأم الحامل للجنين” للتخفيف من نقل عدوى “الايدز” للجنين، على أن يتم افتتاح مراكز لها في جميع المحافظات، ضمن مركز “عيادات شاملة” ليتم إجراء الاختبار اللازم والمسارعة بتقديم الخدمة العلاجية ضمن البروتوكولات العالمية.
وأشار مدير برنامج مكافحة الإيدز الدكتور جمال خميس في حديثه لـ”البعث”، إلى أنه سيتم التعاون مع العيادات النسائية الخاصة، لأن موضوع النساء الحوامل مهم جداً لمنع انتقال العدوى، مع توزيع الاختبارات السريعة على تلك المراكز لإجراء تقييم للأمهات الحوامل بكل المحافظات، بالتزامن مع إجراء المسوحات في المناطق التي استقبلت العديد من المهجرين من المناطق التي سيطرت عليها المجموعات الإرهابية خلال فترة الحرب، للتأكد من سلامتهم والكشف عن الإصابات في حال وجودها، حيث تم إجراء تلك المسوحات خلال السنوات الفائتة على حوالي /15/ ألف عائلة من المهجرين، ولم يلحظ إلا بعض الإصابات القليلة التي تم تسجيلها وتقديم العلاج اللازم لها.

جاهزية المشافي
وتابع خميس: إن البرنامج يعمل بكامل قواه وفرقه المتعددة من تقصٍّ وترصد، تعمل بشكل ميداني بالتزامن مع فرق تعمل على إجراء المسوحات أو الاختبارات الدورية، بالإضافة إلى وجود العديد من الأطباء المهيئين للتعامل مع مصابي “الايدز” لإجراء أي عمل جراحي سواء لمصاب الايدز أو لشخص سليم لأن المشافي التابعة لوزارة الصحة تعتبر من المشافي المجهزة لاستقبال تلك الحالات والتعامل معها بطرق علمية حديثة، مع استعدادها لتقديم العلاج اللازم والخدمات الطبية اللازمة، ولاسيما بوجود دعم وتعاون بين المشافي وبرنامج مكافحة الايدز المتابع لتلك الفئات بشكل دوري.

فرق للمساهمة
وتطرّق مدير البرنامج إلى موضوع افتتاح عيادة لمعالجة أسنان مصابي الإيدز بدمشق منذ عام 2010 بمركز المشورة لاستقبال الحالات بكل المحافظات، مع تأكيده وجود توجه للتعاون مع أطباء من جميع الاختصاصات في المحافظات، لتشكيل فرق للمساهمة بعلاج الشخص المصاب بالإيدز من خلال التشاركية مع البرنامج الذي سيتولى مهمة إرسال حالة المريض من قبلهم لتقديم الخدمة اللازمة، ولاسيما أن عدد مرضى الإيدز في سورية لا يتجاوز الـ/1021/ شخصاً مصاباً حتى نهاية عام 2019 منهم /347/ شخصاً من جنسية غير سورية تم ترحيلهم حسب بروتوكولات التعامل العالمية، وهناك /4/ حالات من غير السوريين يتم تقديم العلاج اللازم لها لأنهم متزوجون من سوريين، بالإضافة إلى /401/ مصاب من السوريين وهم متابعون ويتم التعامل معهم بمتابعة حثيثة وتقديم العلاج اللازم المجاني ورعايتهم الصحية، علماً أن تكلفة المريض الواحد 500 دولار تقريباً عدا إجراء الاختبارات الدورية التي تقدم كلها بشكل مجاني، وحسب إحصائيات الوزارة عن عدد الوفيات بمرض الايدز تبيّن أنه منذ اكتشاف المرض من عام /1987/ حتى تاريخه لا تتجاوز الوفيات /273/ شخصاً فارقوا الحياة نتيجة “الإيدز”.

سرية المشورة
أما بالنسبة لمراكز المشورة المنتشرة بكل المحافظات فقد بيّن خميس أن من أولى مهامها تقديم المشورة والاختبار الطوعي وبسرية كاملة، كما تساهم جمعية تنظيم الأسرة في بعض تلك المراكز، لكن نتيجة الإرهاب تم خروج العديد منها خارج الخدمة، إلا أنه بعد تحرير أغلب المناطق تتم إعادة ترميم وفتح بعضها كمركز “دير الزور وحلب”، علماً أن هناك حوالي /8/ مراكز في /8/ محافظات (دمشق، ريف دمشق، القنيطرة، السويداء، درعا، حمص، اللاذقية، طرطوس، حماة) ما زالت تعمل بكامل طاقتها لتقديم ما يلزم لجميع مرضى الإيدز في كل المحافظات، علماً أن برنامج مكافحة الإيدز يعمل على نشر الوعي، والتثقيف، ومتابعة الأشخاص المصابين وإجراء الدراسات والمسوحات حول “الإيدز”.

ورشات ومؤتمرات
ونوّه خميس إلى أن منظمة الصحة العالمية تجري العديد من المؤتمرات والورشات التدريبية المهمة لتقصّي الحالات ومحاولة معرفة كيفية البحث عن حالات الإيدز من خلال إشراك العديد من الدول الشقيقة والصديقة ليتم التعاون بين مديري المراكز في تلك الدول للتواصل وتبادل المعلومات مع دول الجوار لمتابعة حالات السوريين في دول الجوار ومتابعتهم والتعرف على الإصابات الجديدة وطريقة بروتوكولات العلاج، بالتزامن مع تقديم منحة الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز لدعم البرنامج بالتجهيزات والأنشطة والعلاجات، والمساهمة في الحد من انتشار الإيدز ومتابعة جميع الفئات، ولاسيما العالية الخطورة.
يشار إلى وجود العديد من الأنشطة التشاركية بين الوزارة وكل مؤسسات الدولة من خلال اللجنة الوطنية كالوزارات والجمعيات الأهلية والجمعيات التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لنشر الوعي لكل شرائح المجتمع للقضاء على الوصم والتميّز، لأن مريض الإيدز من حقه المواطنة والتعايش، علماً أنه يماثل أي مريض مزمن، لأن العلاج يعمل على تثبيط الفيروس ويخفف من نقل العدوى.