الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الجيش يتصدّى لهجوم عنيف للتكفيريين على محور أبو دفنة ويكبّدهم خسائر فادحة

 

تصدّت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في ريف إدلب الجنوبي الشرقي المحرّر لهجوم عنيف شنه إرهابيو “جبهة النصرة” والمجموعات المتحالفة معها باتجاه نقاط الجيش المتمركزة بالمنطقة، وكبّدتهم خسائر بالأفراد والعتاد، فيما واصلت التنظيمات الإرهابية في ريفي إدلب وحلب الجنوبي اتخاذ المدنيين دروعاً بشرية، ومنعتهم من الخروج عبر الممرات الإنسانية في أبو الضهور والهبيط والحاضر إلى المناطق الآمنة التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب.
يأتي ذلك فيما أسقطت المضادات الأرضية أمس طائرات مسيرة أطلقتها التنظيمات الإرهابية باتجاه مطار حميميم بريف اللاذقية، وأفاد مراسل سانا في اللاذقية بأن التنظيمات الإرهابية أطلقت طائرات مسيرة من مناطق انتشارها في ريف إدلب باتجاه مطار حميميم فتصدت لها المضادات الأرضية وأسقطتها.
وفي التفاصيل، اشتبكت وحدات الجيش مع مجموعات إرهابية من تنظيم “جبهة النصرة” ومجموعات أخرى متحالفة معه، قامت بالهجوم عبر الأسلحة الثقيلة باتجاه نقاط الجيش على محور قرية أبو دفنة، ولفت مراسل سانا إلى أن وحدات الجيش كبّدت المجموعات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة، حيث تمكّنت من تدمير عدّة عربات مصفحة للمجموعات الإرهابية، تزامناً مع رمايات صاروخية ومدفعية باتجاه خطوط إمداد الإرهابيين في المنطقة.
وكانت وحدات الجيش تصدّت السبت لهجوم شنه إرهابيو “جبهة النصرة” والمجموعات المرتبطة بها على اتجاه محور بلدة حلبان، التابعة لناحية سنجار بريف مدينة معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد إطلاقهم موجة كثيفة من القذائف الصاروخية باتجاه النقاط العسكرية في المنطقة، ولا سيما في تل خطرة التي حررها الجيش مؤخراً، وكبّدتها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد.
وتواصل وحدات الجيش عملياتها بريف إدلب الجنوبي الشرقي في ملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية، وتمكنت خلال الشهر الماضي من تطهير ما يزيد على 320 كيلومتراً مربعاً، وطرد تنظيم جبهة النصرة وبقية التنظيمات الإرهابية منها، والدخول إلى أكثر من أربعين بلدة وقرية بريف إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي.
بالتوازي، ذكر مراسلو سانا أن الجهات المعنية، وبالتعاون مع وحدات الجيش، وفّرت جميع المتطلبات اللوجستية في الممرات الإنسانية: أبو الضهور والهبيط والحاضر لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من المحافظة، إلا أن التنظيمات الإرهابية واصلت احتجازهم، ومنعهم من الخروج بكل الوسائل الإجرامية، وتهديد من يحاول منهم التوجّه إلى الممرات، وذلك بغية استخدامهم دروعاً بشرية.
وأشار المراسلون إلى أن هناك محاولات حثيثة من قبل المواطنين للخروج من مناطق انتشار الإرهابيين بعد تفاقم وضعهم الإنساني نتيجة ممارسات المجموعات الإرهابية بحقهم، والتي عملت على نشر عدد من إرهابييها لمراقبة الطرق المؤدية إلى الممرات على مدار الساعة، واعتقال كل من يحاول من الأهالي المغادرة بغية تخويف المدنيين، وإجبارهم على البقاء تحت إمرتها.
وأقدمت التنظيمات الإرهابية خلال الأيام السابقة على استهداف محيط الممرات الإنسانية الثلاثة مرات عدة بالقذائف الصاروخية في محاولة منها لمنع المدنيين الراغبين بالخروج.
وكانت سورية جددت التأكيد على استمرارها في ممارسة واجبها الدستوري والقانوني في مكافحة الإرهاب، وإنقاذ السوريين من ويلات وممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة، وذلك انسجاماً مع مبادئ القانون الدولي وتطبيقاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بمكافحة الإرهاب، شأنها في ذلك شأن أي دولة عضو مازالت تتمسك باستقلالها وسيادتها في الأمم المتحدة، وأوضحت في رسالتين متطابقتين وجهتهما وزارة الخارجية والمغتربين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أن الدول الداعمة للإرهاب دأبت مع كل تقدّم يحققه الجيش العربي السوري ضد المجموعات الإرهابية في مختلف أنحائها على إطلاق حملات دعائية محمومة لحرف الانتباه عما تواجهه من إرهاب وعدوان واحتلال، الأمر الذي يؤكد أن هذه الدول لم تكن يوماً حريصة على حياة المدنيين، وإنما كانت حريصة على حماية استثمارها في الإرهاب الذي أنفقت عليه عشرات المليارات من الدولارات.
وذكّرت الرسالتان في هذا السياق بما يعانيه المدنيون نتيجة ممارسات المجموعات الإرهابية المسلحة التي دأبت خلال السنوات التسع الماضية على نشر الموت والخراب والدمار أينما حلت، وعلى اتخاذ المدنيين في مناطق وجودها دروعاً بشرية، وعلى استباحة المشافي والمدارس، وتحويلها إلى مراكز عسكرية، وإمطار الأحياء السكنية الآهلة بالقذائف والصواريخ العشوائية، وأشارت إلى أنه واستمراراً لهذه الجرائم التي ترتكب بحق المدنيين قامت المجموعات الإرهابية المسلحة مؤخراً، والمتمركزة في الأطراف الغربية لمحافظة حلب وفي أماكن أخرى بتكثيف اعتداءاتها على الأحياء الآمنة والمكتظة بالسكان في مدن حلب وإدلب واللاذقية عبر قصفها بالصواريخ والقذائف المتفجرة، الأمر الذي أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من المدنيين، معظمهم من النساء والأطفال، وتابعت: إنه ولمجابهة هذه الجرائم وفي إطار حرص حكومة الجمهورية العربية السورية على حياة المدنيين الأبرياء الموجودين في أماكن تمركز الإرهابيين اتخذت العديد من الإجراءات بهدف إيصال المساعدات الإنسانية لهم ولضمان خروجهم الآمن ومن دون عوائق من المناطق التي ينتشر فيها الإرهابيون غير أن هذه الإجراءات اصطدمت بإرهاب التنظيمات المسلحة الموجودة في أطراف محافظة حلب وفي مدينة إدلب والتي استمرت بإيعاز من مشغليها باستهداف المدنيين، كما رفضت هذه التنظيمات السماح للمدنيين بالخروج كي تستمر باتخاذهم رهائن ودروعاً بشرية، واستهدفت من تمكّن منهم من الهروب باتجاه المعابر الإنسانية في أبو الضهور والهبيط والحاضر والتي قامت حكومة الجمهورية العربية السورية بفتحها لتأمين خروج المدنيين.
وأوضحت الرسالتان أن حكومة الجمهورية العربية السورية تؤكد من جديد أنها لن تألو جهداً في إنقاذ وإخراج المدنيين الموجودين في مناطق تمركز الإرهابيين، وتشدد في الوقت ذاته على أن ما تقوم به من عمليات عسكرية ومن استهداف للإرهابيين في أماكن تمركزهم، إنما يأتي رداً على مصادر النيران وعلى الجرائم التي ترتكبها المجموعات الإرهابية بعد الاستهدافات المتكررة من هذه العصابات للمدنيين الأبرياء.