تحقيقاتصحيفة البعث

الحلول مؤجلة تحــديــات تــواجـــه قــطـــاع الاســـــتثمار في الســويداء!!

تواجه المشاريع الاستثمارية في محافظة السويداء تحديات وصعوبات بالجملة، تتلخص بعدم وجود بنى تحتية كافية لتلك المشاريع التي تم تشميلها منذ عدة سنوات من قبل فرع هيئة الاستثمار في السويداء، يضاف إليها أيضاً النقص الحاصل في حوامل الطاقة التي ساهمت في تقليص ساعات العمل والإنتاج، وبالتالي هذه المشاريع لم تعد تساهم في رفد الاقتصاد وتحريك عجلته كما هو مطلوب، وبالرغم من قلة عدد المشاريع الاستثمارية التي يمكن وصفها بالخجولة في المحافظة خلال سنوات الأزمة الأخيرة، إلا أن أصحاب تلك المشاريع يصرون على إقامتها، ويعملون على تخطي بعض المعوقات التي تعترضهم، وتذليلها بما هو متاح، غير أن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد من حصار اقتصادي جائر من قبل الدول الغربية انعكس سلباً على سوية العمل وتقليص الإنتاج، وتهديد البعض منها بالإغلاق.

تحريك الساكن
يعاني أصحاب المشاريع الاستثمارية في محافظة السويداء، وخاصة في هذه الأيام، من صعوبات ومعوقات عدة تتلخص بنقص حوامل الطاقة من وقود (ديزل، فيول)، وتيار كهربائي منتظم، إضافة لعدم توفر بنى تحتية ملائمة لبعض المشاريع كونها خارج المنطقة الصناعية، ويطالبون الجهات المعنية بضرورة تأمين حوامل الطاقة لاستمرارية العمل، وتأمين فرص عمل للمواطنين في السويداء، وهيئة الاستثمار تستمع إلى شكاوى المستثمرين، ولكنها لا تحرك ساكناً تجاه تلك المطالب المحقة لهؤلاء المستثمرين، ما يجعل هؤلاء المستثمرين في حيرة من أمرهم، ويبحثون عن حلول مناسبة تزيد من أعبائهم المالية، وبالتالي تحميل السلعة تلك الأعباء التي يدفعها المواطن.
بعض المستثمرين أكدوا أن هناك جملة من الصعوبات والتحديات التي تواجه الاستثمار في المحافظة، حيث أشار واصف أبو عاصي، وهو صاحب معمل لإنتاج أنابيب الري وصناديق البولي سترين، إلى وجود صعوبات ومعوقات كثيرة في الاستثمار، أهمها انقطاع التيار الكهربائي، وعدم انتظام ساعات التقنين، لأنهم خارج المنطقة الصناعية، ويعامل المعمل معاملة المنازل السكنية، وهذا ما يؤدي إلى تعطل الآلات، وإلحاق أضرار بالمواد الأولية، وأضاف أبو عاصي بأن المشاريع الاستثمارية بحاجة إلى تمويل من قبل البنوك للإقلاع بالعمل، مؤكداً أنه لا توجد تسهيلات للمستثمرين في السويداء، وأن الاستثمار يحتاج للأمن والأمان والراحة النفسية، فهي أهم عوامل نجاح الاستثمار، مبيّناً أنه بالرغم من كل الصعوبات مازلنا نعمل، لأن مشروعنا هو الممول الوحيد في المحافظة، ويؤمن 30 فرصة عمل.
ومن جانبه أكد أحد المستثمرين أن أهم المشاكل والصعوبات التي تعترضهم عدم تأمين حوامل الطاقة من كهرباء، ومحروقات، ومواد أولية.
مستثمر آخر رأى أن المستثمر يغرق في معمعة الروتين والحصول على الموافقات اللازمة لمشروعه الاستثماري، وعدم تفعيل النافذة الواحدة التي ينبغي العمل فيها منذ العام الماضي، لافتاً إلى أن الأوضاع الراهنة غير مشجعة على الاستثمار.

مشاريع جديدة
مدير فرع هيئة الاستثمار بالسويداء جيهان العوام أكدت أن عدد المشاريع الاستثمارية التي تم تشميلها في محافظة السويداء خلال العام الماضي بلغت 10 مشاريع متنوعة بكلفة مليارين و440 مليون ليرة سورية، وبيّنت أن المشاريع شملت 7 مشاريع صناعية تم تشميلها وترخيصها وفق المرسوم التشريعي رقم 8 لعام 2007 بكلفة مليارين و270 مليوناً، منها 5 مشاريع ضمن المنطقة الصناعية والحرفية بأم الزيتون، إضافة إلى 3 مشاريع زراعية بكلفة 170 مليون ليرة، بحيث تؤمن هذه المشاريع نحو 357 فرصة عمل، وتابعت: إن ثلاثة مشاريع استثمارية دخلت في الخدمة وبدأت بالإنتاج بكلفة مليار و76 مليون ليرة سورية، حيث وفرت 102 فرصة عمل، ومن هذه المشاريع: (الشركة الأخوية لنقل ركاب وأفواج سياحية بتكلفة 500 مليون ليرة، وآخر لإنتاج الكونسروة بتكلفة 126 مليون ليرة، إضافة إلى مشروع لإنتاج أنابيب الري وصناديق البولي سترين بكلفة 450 مليون ليرة، لافتة إلى أن عدد إجازات الاستيراد بلغت 34 رخصة.

“تشميع الخيط”
وبكل تأكيد فإن عدم إيجاد حل لهذه المعوقات والتحديات التي تواجه المشاريع الاستثمارية في السويداء سيؤدي في النهاية إلى عزوف المستثمرين عن الاستثمار، و”تشميع الخيط” كما يقال، وعودتهم إلى حيث كانوا في دول الاغتراب، وبالتالي هجرة المستثمرين تشكّل خطراً حقيقياً على عجلة الاقتصاد، وهذا يتناقض تماماً مع تأكيدات الحكومة المشجعة على الاستثمار لكونه يحمل بين طياته فائدة اقتصادية ومالية للبلد وأبناء البلد.
ربا الهادي