رياضةصحيفة البعث

إعلامنا غائب أم مغيّب؟

 

 

بينما ترتسم ملامح الدورة الرياضية الجديدة، يبدو إعلامنا منشغلاً بقضايا هامشية بعيدة كل البعد عن جوهر الرسالة التي يجب أن يحملها، فالتواجد في السفرات، أو الحصول على وظيفة منسق إعلامي، باتا الهم والاهتمام لأغلب الإعلاميين، ناسين أو متناسين أن وظيفتهم بالأساس تقييمية رقابية.
وخلال التصورات التي ترشح عما سيكون عليه شكل المجلس المركزي المقبل، والمنوط به اختيار القيادة الرياضية الجديدة، بدا واضحاً أن الإعلام لن يكون متواجداً ولو بعضو واحد كما جرت العادة في دورات سابقة، حتى إن الإعلام برمته لم يطرح لا كضيف شريك، ولا كمساهم حقيقي في العملية الرياضية برمتها.
ولكي نكون موضوعيين فإن أسباب هذا التهميش تبدو كثيرة، منها ما يخص الإعلاميين، وطريقة عملهم، ومنها ما يخص القيادة الرياضية، فالكثير من الإعلاميين الرياضيين منذ فترة من الزمن تحولوا عن وظيفتهم الأساسية نحو أمور لا علاقة لها بجوهر عملهم من قبيل التلميع، والتطبيل، وتغليب المصالح الشخصية، وبالتالي فقدوا مصداقيتهم كجهة رقابية لها احترامها وتواجدها.
والأكثر سوءاً في الأمر أن تصرفات البعض جعلت النظرة نحو الإعلام تتحول من شريك في النجاح إلى مجرد ديكور غير لازم، وهنا تتداخل القضية لتمس القائمين على مفاصل رياضتنا من أصغر عضو لجنة فنية إلى أكبر قيادي فيها الذين لم يجدوا في الشراكة مع الإعلام أية جدوى أو ضرورة.
تواجد الإعلام في المجلس المركزي، وفي رسم مستقبل رياضتنا، أمر غاية في الأهمية باعتباره مرآة إنجازاتها، وانعكاساً لواقعها الحقيقي، بغض النظر عن التصرفات غير المقبولة من بعض العاملين فيه، فالإعلاميون فيما سبق قدموا مساهمات لا تعد ولا تحصى لتطوير العمل الرياضي من خلال التصاقهم بالواقع، ومعرفتهم بخفايا الأمور.
ختاماً، الشراكة مع الإعلام ليست شعاراً للتغني به، بل هي قرار يحتاج للكثير من الشجاعة والمسؤولية لتطبيقه على أرض الواقع، وما نأمله أن نراه مطبقاً بشكل كامل في القريب العاجل بعيداً عن المزاودات والمصالح الضيقة.

مؤيد البش