رياضةصحيفة البعث

صعوبات بالجملة تواجهها.. من ينقذ مصارعة حلب من الاندثار قبل فوات الأوان؟

 

حلب- البعث
انتقلت عدوى إهمال إدارة أنديتنا لألعابها الفردية إلى لعبة المصارعة، الرياضة الشيقة والجميلة التي بصمت بها حلب، وخرّجت من خلالها أبطالاً رفعوا علم الوطن على منصات التتويج، واقع اللعبة اليوم مزر، فلا دعم ولا تشجيع، وبحاجة للمساعدة ومد يد العون، كما أن أغلب الأندية تعتبر اللعبة هامشية وخاسرة، ولا جدوى من وجودها!!.
“البعث” تقلب هموم هذه اللعبة من خلال اللقاء مع رئيس اللجنة الفنية للمصارعة بحلب الكابتن عبد الله شوبك الذي قال: تنقسم رياضة المصارعة إلى الرومانية والحرة، والفرق بينهما أن النقاط والمخالفات في الرومانية تسجل ضد الخصم من الوسط للرأس، أما في الحرة فعلى كامل أجزاء الجسد، وحلب هي الأكثر تميزاً، والأقوى بالمصارعة الرومانية، وتمارس اللعبة بشقيها- الرومانية والحرة- في ناديي الاتحاد والحرية، وفي ثلاثة مراكز تدريبية في صالات: الأسد، والبعث، والحمدانية، وأغلب هذه الممارسات تقتصر على الفئات العمرية، وتبدأ بالأشبال والناشئين والشباب، وبشكل محدود جداً لدى الرجال، ولدينا ما يقارب المئة لاعب في جميع المراكز.

مدربون وصالات
وأضاف شوبك: في نادي الاتحاد، يقوم المدربان أحمد كامل وصلاح غالية بتدريب ٦٠ لاعباً بين أعمار الـ ١١ والـ ١٧، في صالتي الأسد، والبعث، ويهتم الاتحاد بالمصارعة الرومانية، بينما يهتم نادي الحرية بالمصارعة الحرة، ويقوم بالتدريب لديه الكابتن محمود الويس، ولديه قرابة ٣٠ لاعباً من الفئات العمرية، أما باقي ممارسي اللعبة من النوعين فيتواجدون في صالتي البعث والأسد، ويقوم بالتدريب كل من: خالد حمامي، وحسين مامو، وصلاح غالية، وأحمد كامل، ورغم تجهيز صالة البعث بالإنارة والحمامات، إلا أن ذلك غير كاف، فالتدفئة غير متوفرة، وهي مهمة وضرورية لعملية إحماء المصارع للوقاية من خطر الإصابات، حيث يزيد الجو البارد احتمالات الكسر للاعب، إضافة إلى أن البساط الممدود قديم، وقد أصبح شبه بال، ولا يساعد على إتمام النزالات، ومن الصعوبة شراء بساط جديد باسفنج مضغوط بمواصفات دولية، فقد يصل سعره إلى عشرة ملايين ليرة، وأغلب البسط في صالات المصارعة انتهى عمرها، وهي بحاجة للتجديد، وللعلم فإن مساحة كل بساط ٧×٧ أمتار.
هموم وغيوم
ويتابع الكابتن شوبك: قامت اللجنة الفنية بحلب بزيارة أغلب أندية المحافظة لحثها على ممارسة لعبة المصارعة، ولكن التجاوب كان دون المأمول، وللأسف، أنديتنا الحلبية، في غالبيتها، ليس لديها اهتمام حقيقي وفعال بممارسة هذه اللعبة، ولا بإعطائها حقها من الرعاية، والسبب بات معروفاً لدى الجميع، فاللعبة خاسرة حسب قولهم، وليست جماهيرية، وهي غير منتجة، ولا توجد لها اعتمادات مالية، وأقصى ما تدفعه الأندية لمدربيها تعويضات مخجلة لا تتجاوز العشرة آلاف ليرة، ويتكفل فرع حلب للاتحاد الرياضي بصرف تعويضات السفر، وتأمين الأحذية والمايوهات للاعبين فقط، وفي ظل هذه الظروف والأوضاع، بدأنا نلحظ عزوف الجميع عن ممارسة اللعبة، كما سحب الأهالي أبناءهم وتوجهوا لرياضات أخرى أكثر جاذبية واهتماماً، والعامل الآخر الذي أثر في تراجع اللعبة هو هجرة عدد كبير من اللاعبين والمدربين خارج القطر، وانتقال بعض لاعبي حلب الحاضرين إلى أندية الجيش والشرطة بدمشق، والأمر الآخر المحزن يتمثّل في عدم تواجد الطبيب والحقيبة الإسعافية أثناء التمارين، وعند حدوث أية إصابة طارئة نسرع إلى أقرب مشفى خاص أو عام، وندفع من جيوبنا أجور المعاينة والوصفات الطبية، وقد تكررت معنا هذه الحالة كثيراً.

نشاطات ومشاركات
كافة المشاركات، وحسب كل فئة، يوضح الكابتن شوبك، تكون من خلال بطولة الجمهورية المقامة بإشراف اتحاد المصارعة حصراً، وباسم منتخبات المحافظات، وفي العام الماضي استضافت حلب بطولة أشبال سورية في صالة الأسد، ونالت المركز الأول بالرومانية، والثالث بالحرة، وكانت من أنجح بطولات الجمهورية من حيث التنظيم والإدارة والمستوى، وأفرزت مواهب واعدة، ونلنا الثناء على تنظيمنا البطولة، وفي بطولة الاولمبياد بحمص نلنا ثماني ميداليات، منها خمس ذهبية، وأحرزنا المركز الثاني، وبفريق الإناث باللاذقية شاركنا بستة أوزان ونلنا المركز الثاني، وفي الشهر الثالث من هذا العام سوف تستضيف حلب بطولة الناشئين، وقد دخل لاعبونا معسكراً مغلقاً للتحضير لهذه البطولة، وكنا نلنا المركز الرابع في آخر بطولة أقيمت للرجال قبل عامين خلف الجيش والشرطة ودمشق، وشارك منتخبنا الوطني، العام الماضي، للناشئين والشباب بالعراق، ونلنا المركز الثاني، وسورية كانت سابقاً في طليعة البلدان العربية والآسيوية بالمصارعتين الرومانية والحرة، حالياً، هناك تراجع، وسبقنا الكثير من البلدان، وتأثرنا كثيراً بظروف الأزمة، ولابد من إعادة دفع وتنشيط اللعبة والاهتمام بها.

خطوات عملية
ولكي تعود اللعبة للتواجد بشكل أكثر فعالية لابد من إجبار الأندية على إدراجها والاهتمام بها، ودعم مدربيها ولاعبيها بتعويضات مالية مناسبة، وتجهيز صالاتها بأجهزة الحديد وحمامات الساونا، ذلك أن لاعب المصارعة يجب أن يتحلى بالمرونة، والشجاعة، والمواظبة على التمارين والحب، والاندفاع للعبة، حيث تعتبر مدينة حلب رائدة على مستوى القطر بالمصارعتين الرومانية والحرة، وخرّجت العديد من الأبطال، منهم زكريا الناشد بطل العالم العسكري، وياسر الصالح بطل دورة المتوسط، وأبطال العرب: فادي حاضري، وصلاح غالية، ومحمـد سويد، وعبد الله شوبك، وبهاء صباغ، وعمار جوخة، وحسين مامو.