ثقافةصحيفة البعث

قصائد ونصوص ساخرة في فعالية أدبية

جمع النشاط الأدبي الذي أقامه فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب بين الشعر والقصة بمواضيع وطنية واجتماعية وإنسانية، وأدار اللقاء الشاعر خليفة عموري، فكانت متنوعة بين نصوص كوميدية ساخرة ومجموعة قصائد.

فرسان الفكر
شارك في الفعالية الأديب خضر الماغوط الَّذي قرأ مجموعة من النصوص الكوميدية الساخرة، منها “فرسان الفكر” قال فيه: “حين تخرجتُ من كلية الإعلام، تم قبولي للعمل كصحفي كاتب مقالات في صحيفة محلية، ومنذ اليوم الأول للوظيفة الجديدة نبهني رئيس التحرير بأنه يمنع الكتابة في الشأن السياسي حول الوضع الراهن، ويمنع الكتابة في مسألة انهيار الاقتصاد الوطني، وفي مسألة الدين، ويمنع الكتابة حول عدم فعالية الأحزاب الوطنية، وحول المشكلات والأزمات والفوضى الحكومية. عدت في اليوم التالي، ناولته مقالي الأول بعنوان: “كيف تصنع اللبن الرائب”.
ونص آخر بعنوان “تنجيم” جاء فيه: المبروك الَّذي استعار بصيرة زرقاء اليمامة، صعد إلى قمة رأس السنة ليستطلع العام الجديد. وفي أسفل القمة كان القوم في انتظاره متلهفين لمعرفة بعض الأمور القادمة، يصيحون به: -هييييييي ماذا رأيت؟ لم يتكلم المبروك، إنما رفع كفه إلى الأعلى، وأشار لهم بالإصبع الوسطى فقط.

قديس
وقرأ مفيد عبدون نصاً بعنوان “قديس” تضمن: السيد مظلوم يعمل مسؤولاً في أحد المراكز المخصصة لتوزيع المساعدات الغذائية المقدمة للشعب. و”ذات مكدوس” شفط أي (اختلس) صندوقاً من عبوات الزيت، ووضعه على رفٍ في غرفة المؤونة، التي اعتاد النوم فيها وقت القيلولة. حدثَ يوماً وهو نائم بجسدٍ نصف عار أن انفجرت عبوة زيت في الصندوق المركون على الرف فوقه، فانسكب الزيت على جسده وصادف في ذات اللحظة أن دخلت زوجته الغرفة، فرأت جسد مظلوم، يرشح زيتاً خرجت تصرخ مذهولةً. (يا جيران يا عالم حصل في بيتنا أعجوبة) جسد مظلوم يرشحُ زيتاً.
تجمع العشرات من الجيران والمارة وشاهدوا وشهدوا الواقعة وبدؤوا بالصلاة والتسبيح، حتى إن بعضهم أجهش بالبكاء، ولم يستطع مظلوم شرحَ الأمر خوفاً من الإحراج مما دعاه لترك عمله واشتغل قديساً باسم القديس (سارقيوس).
ونص آخر بعنوان “مومياء”: اعتقد الكثير من الباحثين التاريخيين بأن الغاية من تحنيط الباذنجان على شكل مومياء (مكدوسة) عند الإنسان السوري القديم، هي اعتقاده بعودة الروح والحياة له بعد الموت. اشترت مديرية الآثار والمتاحف في بيتنا مؤخراً مكدوسة يعود تاريخها لعقود خلت، ووجدوا بأن المومياء (المكدوسة) قد لُفت بشهادة تخرجي من الجامعة وبونات السكر والرز وورقة كتبت عليها قصيدة مدحٍ في شيخ المحشي.

شموس الروح
وألقت ذوات حمدو مجموعة من قصائدها منها “شموس الروح” نقرأ بعض ماجاء فيها:
يا أيها الحزن الدفين/أوقف جنونك/إنَّ هذي الأرض تغمرها دموع المتعبين/يا شعرُ.. قف شجناً/على باقي رفاتي/وهو منْ قهرٍ ومن ماءٍ وطين/وبقيةٌ من نار أوجاع الثكالى/من دموع اليتم والحرمان/أججها الحنين/أوقف جنونك/أيها المسكون بالنيران والأشواك/والوجع المبين/هاهم الأوغاد جثاةُ الأرض/قد فجروا.. قد أجرموا.. بحقِّ الياسمين
وقصيدة أخرى بعنوان “صباح الخير يا وطني” نقتطف منها:
لقلب الشام قد جئنا
ولحن الحب أوتارُ
تئـــــــن الروح أشـــــــــــواقاً
ودمعُ العين مدرارُ
شآم العز رمزُ تقىً
بها الأشبالُ أحرارُ
تراتيلُ التقى عزفوا
فهم في الشـدو أطيارُ

فكرت دهراً
كما شارك الشاعر العراقي زين السلامي بمجموعة من قصائده من الشعر المحكي، وألقى الشاعر أيهم الحوري قصيدة، وقرأت رنيم الباشا عدة قصائد منها “صباح الخير يا شآم”:
من الساحة التي بثت إلى الأصقاع ريحانا/ومن سيفٍ دمشقيٍّ لنبض دمشق عنوانا ومن علمٍ علا وشدا/لنصرٍ صاغَ ألحانا/ومن جيشٍ به الفخر/وعز يصنع الآنَ/صباح الخير يا شام/لقهوتكِ وحبِّ الهال/لفوحٍ من عذوبتك/لفجرٍ من مدارسكِ/لوردٍ من حدائقكِ/لكِ ولكلك أنتِ/سلامٌ صبحُهُ بانَ.

جُمان بركات