الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

الغناء الشعبي الجولاني

 

الحروبي غناء شعبي جولاني اشتق اسمه من الحرب وملاقاة الأعداء ومنازلتهم والدفاع عن الوطن والتراب والكرامة. ويزخر الحروبي الذي تؤديه جوقة من الرجال بمعاني الفخر والشجاعة والإقدام والتضحيات والمنعة، وتغلب الحماسة على أدائه الذي قد يترافق أحياناً مع التصفيق الحاد جداً. ومن الحروبي نقتطف:
من يومنا انتشينا.. بالذل ما مشينا.. واحنا كسرنا فرنسا.. و لله يشهد علينا. أما الغناء المرافق للآلات الموسيقية الشعبية الجولانية فهو ملحن ومقفى ومموسق أيضاً. ومن ألحانه: الدلعونا. يا ظريف الطول. أشوف الزين. جفرا. ياغزيل. الهجيني. ولكل قسم لحن مميز معروف في المجوز والناي والقصبة واليرغول. ويغنى غالباً بحلقات الدبكة.
والدلعونا لحن طربي بمقاطع غنائية قصيرة مترادفة لاتحتاج نَفَساً طويلاً من العازف أو المطرب بينما لحن يا ظريف الطول الذي تبدأ به الأغنية تحبباً بالطول الفارع للمرأة؛ فهادئ وممتد وطويل لذلك يحتاج راحة بعد أداء كل شطر منه؛ كما أن نغمته الموسيقية هادئة شجية مثل لحن وأشوف الزين حيث تبدأ الأغنية بهذه الجملة أيضاً تعبيراً عن الإعجاب بالجمال؛ وتقديراً له. أما جَفرا أو جَفره لغوياً فتعني الفتاة العازبة التي تقدم بها العمر، ورفضت الزواج؛ لأن أهلها لم يوافقوا على زواجها ممن تحب؛ بينما الهجيني أخذ اسمه من الهِجن أي الجمال الفتية البيض الصغيرة التي تسير بتؤدة وهدوء فهو لحن تراثي محبب لكبار السن؛ أما غزيّل فتصغير لغزال وهو من الألحان القصيرة والسريعة جداً التي ترهق المشاركين بحلقات الدبكة.
ويعتبر الغناء الشعبي الجولاني مرآة صقيلة عكست الحياة الجولانية، ورسمت مشهدية الجولان طبيعياً واقتصادياً وبشرياً وعلاقات اجتماعية وعادات وتقاليد وفراً وحزناً. ويكشف التحليل التوصيفي اللغوي لملفوظات الأغنية الشعبية الجولانية إضافة للتبيان التعبيري للمعاني المدى والغنى والعمق والأفق الذي تمتاز به.
محمد غالب حسين