رياضةصحيفة البعث

قبل التفكير في مدرب عالمي

 

 

 

تسيطر قضية التعاقد مع مدرب لمنتخبنا الأول على أجواء كرتنا هذه الأيام في ضوء تسريبات عن أسماء عالمية وعربية ومحلية مرشّحة لتولي المهمة، صحيح أن التكتم شديد حول هوية المدرب، وطريقة سير المفاوضات، إلا أن المؤكد أننا سنكون أمام أرقام فلكية ستقدم لهذه الأسماء كتعويضات.
وإذا كنا طالبنا في عديد المرات بأن نرى استراتيجية حقيقية من اتحاد اللعبة الجديد، فإن التعاقد مع اسم كبير لمساعدة كرتنا على وضع خطة متكاملة للنهوض بها ربما يكون مبرراً، لكنه في الوقت ذاته ليس الأمر الأكثر أهمية مع عدم وجود أرضية للانطلاقة الصحيحة.
فقبل الحديث عن أريكسون أو كالديرون أو حتى معلول، يجب على اتحاد اللعبة التفكير في حال الأندية الممارسة للعبة، وفي العقلية التي يدار بها المفصل الأهم في كرتنا، فأنديتنا تمارس التسول المقنع، مع حالة عجز كامل عن فهم الاحتراف ومتطلباته، وكيفية تطبيقه.
حتى اللحظة سمعنا عن انسحاب ناديين من دوري الدرجة الأولى، مع رغبة عدد آخر على الانسحاب، وحال أندية الممتاز ليست أفضل مع وجود أندية تبحث “بسراج وفتيلة” عن داعم أو راع يقدم لهم أبسط المستلزمات، وكل ذلك مع عقلية غريبة تسود بين لاعبينا قائمة على تفضيل المال على أي شيء آخر، وأكبر دليل على ذلك بعض لاعبينا الذين يفضلون الاحتراف في دوري درجة ثانية، متخلف عن خدمة أنديتهم الأم تحت حجة تأمين المستقبل!.
طبعاً ما سبق هو غيض من فيض الفوضى التي تعيشها كرتنا، والتي يجب على الاتحاد الجديد إعادة ترتيبها لأنها الخطوة الأهم لبناء مستقبل جديد، فلو جلبنا مورينيو أو كلوب في ضوء هذه الحال، لن يفلح في إصلاح تراكم الأخطاء التي استمرت وتزايدت دون علاج.

مؤيد البش