الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

السماء قريبة

 

 

رغم الضباب وكثافة تساقط الثلوج والأمطار أثناء زيارتنا لبرج ميلاد التي أفسدت علينا متعتنا برؤية طهران من البرج، إلا أن مايتميز به البرج من جمال التصميم وروعته أدهشتنا وأضافت لنا متعة مختلفة، فهو من أهم رموز العاصمة طهران نظراً لشكله كونه من أعلى الأبراج في إيران، إذ يبلغ ارتفاعه 435 متراً حيث يمكن رؤيته من أي مكان في طهران. شيد لعدة أغراض أهمها تقوية البث الإذاعي والتلفزيوني في طهران وتحسين خدمتي الاتصالات والإنترنت، بأيدي المهندسين الإيرانيين تم افتتاحه عام 2008، كما أنه سادس برج بين الأبراج الاتصالية في العالم والمرتبة الـ 19 في العالم، يتميز بأكثر التقنيات الحديثة وأفضل تكنولوجيا في العالم.
يتكون البرج من ثلاثة أقسام رئيسية هي القاعدة التي تتألف من 6 طوابق وتشكل الطوابق السفلى للبرج والهيكل الذي صمم على شكل ثماني الأضلع بارتفاع 315 متراً والهرم. وعلى قمة البرج هيكل معدني يشكل رأسه ويضم 12 طابقاً بما فيها الشرفة الرئيسية، وفي قاعة الاستقبال “اللوبي” تعطي الأعمال الفنية التي تحمل عنوان “مجنون وليلى، الغيوم والرياح، القمر والشمس” للفنان فرشيد مثقالي مسحة من الجمال لهذا الطابق.
يحتوي البرج على معرض للأعمال الفنية والتاريخية الرائعة في صالات العرض لتقديم الثقافة الإيرانية القديمة للزوار، إضافة إلى وجود العديد من الكتيبات المعلقة على الجدران والتي تشرح لنا بعض الأساطير والخرافات القديمة، وقد جمعت تلك الآثار والأعمال الفنية في قبة السماء ممثلة بذلك خلاصة لآلاف السنين من الحضارة الإيرانية.
في الطابق الخامس من البرج وعلى ارتفاع 271 متراً يقع متحف مشاهير إيران، أنشأه الدكتور علي رضا الخاقاني الذي ابتكر أسلوباً جديداً لصناعة هذه التماثيل باستخدام الشمع والسيلكون، من ميزات هذه التماثيل ما يثير شغف الزوار من خلال الملامح والنظرات، حيث يظن الزائر أنه أمام أشخاص حقيقيين يتكلمون عن تاريخهم وإنجازاتهم الإبداعية.
في آخر أدوار البرج تقع القبة السماوية يصل ارتفاعها إلى 302 متراً صنعت من الزجاج ويقع في منتصف هذا الطابق جدار ثماني الأضلاع يصل ارتفاعه إلى 13 متراً ويروي تاريخ وثقافة إيران العريقين، هذا العمل إنتاج الفنان رضا يحيايي، ويحتوي على رايات ضريح الأئمة المعصومين من العتبات المقدسة، وفي الطابق الثالث من أعلى البرج تقع المنصة المغلقة ويصل ارتفاعها إلى 261 متراً وهي عبارة عن معرض الخط بيد الرؤساء القديمة والهدايا المقدمة من مدن العالم إلى بلدية طهران، وفي الجهة الأخرى من هذه المنصة ثمة كرات أثرية مصنوعة من الخشب وبعض الأقمشة التي تعود إلى الفترة بين القرن التاسع عشر إلى العشرين للميلاد من متحف جورج بمبيدو.