صحيفة البعثمحليات

بعد توقف معظم الورش جمعية الأحذية تطالب بتجميد استيرادها ومناطق صناعية

 

دمشق – ميس خليل
صعوبات عديدة باتت تواجه صناعة الأحذية تتمثل بتدمير المنشآت والانتقال إلى أماكن وأقبية سكنية أقل مساحة لا تمكن الحرفي من العمل والإنتاج بجودة وسوية عالية كما كان سابقاً قبل الحرب، إضافة إلى قلة اليد العاملة الخبيرة بالمهنة وما فرضته من هجرة داخلية وخارجية، بحيث كانت سورية قبل الأزمة تصدر الأحذية إلى عدة دول عربية وأجنبية مثل لبنان والأردن والعراق وليبيا والجزائر وتونس ودول المغرب والخليج العربي وبعض دول إفريقيا إضافة إلى روسيا، وتشارك في معظم المعارض العربية والدولية وكان للحرفي السوري والمنتج السوري حضور لافت ومميز، وتتركز هذه الصناعة في محافظات حلب ودمشق بالدرجة الأولى ثم حماه وباقي المحافظات بنسب متفاوتة وتغطي منتجاتها كافة احتياجات السوق المحلية بكافة أذواقها وأنواعها، إضافة إلى وجود فائض كبير بالإنتاج.
رئيس جمعية الأحذية نضال سحير أوضح في تصريح خاص ” للبعث ” أن استيراد الأحذية والتي بمعظمها صينية المنشأ كان له أثر كبير على الحرفيين وصناعة الأحذية بشكل عام لأنها فرضت منافسة ليست بشريفة نتيجة استيراد أحذية رديئة المواصفات ومتدنية الجودة ولها مخاطر على السلامة والصحة العامة للمواطن في سبيل تحقيق أعلى نسبة ربح من قبل التجار ما ألحق ضرراً بهذه المهنة العريقة، والحرفيون الذين يعملون بها، وأدى ذلك إلى توقف أعداد كبيرة من الورش عن العمل وتحول الآلاف من الحرفين إلى عاطلين عن العمل، مشيراً إلى أن سورية كانت تشتهر بصناعة الأحذية على مستوى الشرق الأوسط بمختلف أنواعها الرجالية والنسائية والولادية والرياضية من الجلد الطبيعي والجلد الصناعي وتواكب هذه الحرفة آخر ما توصلت إليه الموضة في مختلف دول العالم كما تواكب كل تطوير وتحديث يطرأ على المهنة من حيث العدد والآلات المستخدمة والداخلة في صناعتها، إضافة لوجود عدد كبير من الحرفيين المختصين والمبدعين في مختلف المحافظات.
موضوع المناطق الصناعية مطلب دائم للحرفيين والجمعية الحرفية –كما يوضح رئيسها- فمنذ عشرات السنين والى الآن لم يلق الاهتمام الحكومي المطلوب سوى على الورق، مؤكداً أن إنشاء مناطق صناعية متخصصة لصناعة الأحذية على أطراف المدن وقربها أو على مداخلها على نمط المنطقة الصناعية الخاصة لحرفة التريكو بمنطقة الزبلطاني والتي تعتبر قريبة جداً وعلى أطراف العاصمة يشكل عاملاً جيداً لنجاح المهنة وتحفيز الحرفيين على الاستمرار بعملهم الذي يتطلب التواصل اليومي والدائم مع الأسواق،إضافة إلى سهولة تنقل العمال من وإلى ورشهم، منوهاً إلى أنه لا يمكن أن نضع الورش الصغيرة للحرفيين في مناطق صناعية بعيدة مثل مدينة عدرا الصناعية التي تبعد عشرات الكيلو مترات عن دمشق بين المعامل الكبيرة التي يتطلب عملها وجودها خارج المدن.
وبالنسبة لأعداد الحرفيين المنتسبين للجمعية ذكر سحير أن هناك مايقارب ٤٠٠حرفي وهناك إحجام عن الانتساب للجمعية بسبب عدم قدرة الجمعية على تحقيق أهدافها بحماية ورعاية الحرفيين والدفاع عن مصالحهم، أما عدد الورش العاملة في دمشق يتجاوز الألف ورشة والعدد مرشح للزيادة.
مطالب الجمعية لخصها سحير بأهم مطلب وهو إنشاء المناطق صناعية، إضافة لحماية الصناعة الوطنية ومنع استيراد الأحذية بكل أنواعها وتحت أي مسمى، وتقديم التسهيلات بالتراخيص للحرفيين من قبل المحافظة، وتقديم إعفاءات ضريبية لهم وعدم إثقال كاهلهم بالضرائب المختلفة والمتعددة وتحقيق العدالة الضريبية.