دراساتصحيفة البعث

مظاهرات ضد الوجود الأمريكي في العراق

ترجمة: سمر سامي السمارة
عن موقع تيل سور 24/1/2020
ضمن مسيرة حاشدة نظّمها رجل الدين العراقي “مقتدى الصدر” يوم الخميس الماضي، أي بعد مرور ثلاثة أسابيع على اغتيال الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس قرب بغداد، طالب ما لا يقلّ عن أربعة ملايين عراقي القوات الأمريكية بمغادرة العراق.
امتلأت الشوارع في العاصمة بغداد بالعراقيين الذين تظاهروا للتعبير عن رفضهم للوجود العسكري الأمريكي، إذ شدّد الزعيم الديني “مقتدى الصدر” على ضرورة طرد القوات الأجنبية من الأراضي العراقية، وإلغاء الاتفاقيات الأمنية الموقعة مع الولايات المتحدة، وإلا سيتمّ التعامل معها على أساس أنها دولة محتلة.
وقد أظهرت اللافتات التي رفعها المحتجون، شعارات تطالب بطرد القوات الأمريكية من العراق من قبيل “لا لا للولايات المتحدة ونعم للسيادة العراقية”، و”رغبة الدول الحرة أقوى من العدوان الأمريكي” و”الإرهاب العالمي صُنع في الولايات المتحدة”.
ولوّح المتظاهرون بالأعلام العراقية وارتدوا الأكفان البيضاء، في إشارة إلى استعدادهم للموت في سبيل إخراج القوات الأمريكية من البلاد. بينما قام بعض المتظاهرين بإحراق صور ترامب، ورفع آخرون صوراً لوجه الرئيس الأمريكي وقد وضع عليها علامة “X” حمراء.
قال زياد قاسم عبد الله البالغ من العمر 39 عاماً ويعمل سائقاً: “لم تجلب لنا الولايات المتحدة سوى المزيد من المشكلات والحروب والحصار”. وأضاف قائلاً: إن الولايات المتحدة “خلقت صراعات طائفية في العراق وقسّمت الشعب لنهب ثروات بلدنا”، وأوضح أنه يريد “طرد قوات الاحتلال” من بلاده.
بداية، برّرت حكومة الولايات المتحدة وجود قواتها في العراق بذريعة القتال ضد “داعش” والمجموعات الإرهابية الأخرى، التي استطاعت السيطرة على مناطق واسعة من الأراضي العراقية في العام 2014.
على الرغم من هزيمة هذه المجموعة المتطرفة في العام 2017، إلا أن القوات الأمريكية لم تخرج من هذا البلد.
نتيجة للضربة الجوية التي نفّذتها الولايات المتحدة لاغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني، وافق البرلمان العراقي على إجراء لمغادرة القوات الأجنبية. وقال الصدر: “إذا كانت الولايات المتحدة تفي بهذه المطالب، فلن تكون دولة معادية”، وأضاف أنه ستكون الولايات المتحدة “دولة معادية” إذا انتهكت الشروط المحدّدة لرحيلها.
وشدّد، آية الله علي السيستاني، على “الحاجة إلى احترام سيادة العراق واستقلال قراره السياسي ووحدته أراضيه”.
من جانبه، نشر الرئيس العراقي” برهم صالح” صورة لمسيرة الجمعة المليونية على وسائل التواصل الاجتماعي، وكتب أن العراقيين يستحقون “دولة ذات سيادة كاملة تخدم شعبها”.