الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

الجيش يتقدم على محاور سراقب وأبو الضهور وخان طومان الغربي.. ويطهّر تل الســواتر والهرتميـة و معردبسة وخان السبل من الإرهـــاب

 

تقدّمت وحدات الجيش العربي السوري بريف حلب الجنوبي “محور خان طومان الغربي”، وضبطت عدة أنفاق حفرها الإرهابيون تحت الجبال في منطقة تلة الصخر، وطهّرت وحدات من الجيش تل السواتر وقرى معردبسة وخان السبل والهرتمية على محوري سراقب وأبو الضهور، فيما أمّنت وحدات ثالثة عدّة عائلات بقيت في معرة النعمان ورفضت التعاون مع الإرهابيين، وتمّ تقديم المساعدات والعناية الطبية لها ونقلها إلى مساكن آمنة ريثما ينهي الجيش عملية تطهير المدينة من المفخخات والألغام وإعادة الخدمات إليها، في وقت جدّدت روسيا التزامها بتعهداتها بشأن تسوية الأزمة في سورية في إطار محادثات أستانا واتفاق سوتشي.
وفي التفاصيل، تابعت وحدات الجيش عملياتها المكثّفة في ملاحقة فلول التنظيمات الإرهابية الفارة من مدينة معرة النعمان على محور سراقب، حيث خاضت اشتباكات عنيفة مع الإرهابيين داخل قريتي معردبسة وخان السبل، بعد تمهيد ناري بسلاحي المدفعية والصواريخ وتدمير تحصيناتهم فيهما.
وانتهت الاشتباكات بتطهير القريتين، الواقعتين على جانبي الطريق الدولي حلب-إدلب، وبدأت بملاحقة فلول الإرهابيين الفارين من خطوط الاشتباك، وسط حالة من الانهيار والفوضى في صفوفهم نتيجة الانتصارات المتتالية للجيش.
وعثرت وحدات الجيش خلال تمشيطها المناطق المحررة على أنفاق وخنادق كان الإرهابيون يستخدمونها في التنقل والاختباء من ضربات الجيش، كما عثرت على ورشة لصناعة القذائف في معسكر الحامدية بريف إدلب الجنوبي.
وطهّرت وحدات الجيش خلال الايام القليلة الماضية مدينة معرة النعمان و28 بلدة وقرية من الإرهاب في ريف إدلب الجنوبي خلال عملياتها العسكرية الهادفة إلى وضع حد لجرائم التنظيمات الإرهابية التي تستمر بالاعتداء على المناطق الآمنة والمدنيين ونقاط تمركز الجيش بالقذائف المتنوّعة.
وخلال عملياتها لتمشيط مدينة معرة النعمان من الألغام والعبوات الناسفة، نقلت وحدات الجيش الأسر، التي كانت تعيش ظروفاً قاسية في ظل سيطرة التنظيمات الإرهابية، إلى مراكز إقامة مؤقتة، وتمّ تأمين مستلزماتها المعيشية، ريثما يتم تمشيط المدينة وإزالة مخلفات الإرهابيين بالكامل حفاظاً على حياة المدنيين وتأمين المرافق الخدمية الضرورية تمهيداً لعودة الأهالي إلى المدينة.
كاميرا سانا التقت بعض الأهالي، الذين أكدوا أن الجيش هو “الأمل والأمان لكل السوريين”، لافتين إلى أن الإرهابيين حاولوا “بكل وحشية قتل الحياة الطبيعية في مدينة المعرة”، فيما أشار عدد من المدنيين إلى أن الإرهابيين، وقبل أسابيع من تحرير المدينة، ضيّقوا على الأهالي وهددوهم بالسلاح وقطعوا عنهم الماء والطعام للتعاون معهم لكنهم رفضوا وبقوا بانتظار قدوم الجيش العربي السوري.
وفي حلب، تابعت وحدات الجيش عملياتها العسكرية في ضرب مواقع انتشار التنظيمات الإرهابية غرب المدينة وجنوبها الغربي، ونفّذت سلسلة رمايات مركّزة بسلاحي المدفعية والصواريخ على تجمعات الإرهابيين وتحصيناتهم.
وذكر مراسل سانا أن وحدات من الجيش كثّفت ضرباتها بالمدفعية والصواريخ على تحصينات إرهابيي (جبهة النصرة) والمجموعات المتحالفة معهم ومحاور تحركهم في الريف الجنوبي والجنوبي الغربي، وواصلت تقدمها على محور خان طومان الغربي الى الجنوب من مدينة حلب، وضبطت عدة أنفاق للإرهابيين في منطقة تلة الصخر حفرها الإرهابيون تحت الجبال، وبين أن ضربات الجيش أسفرت عن القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.
وطهرت وحدات من الجيش أمس الأول بلدة خان طومان والراشدين 5 ومعراتا ومستودعات الوقود ورحبة التسليح ومستودعات خان طومان من الإرهاب بعد القضاء على آخر تجمعات الإرهابيين فيها.
سياسياً، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، رداً على مزاعم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان بعدم التزام روسيا بواجباتها في إطار اتفاقات أستانا وسوتشي، “نحن ملتزمون بتعهداتنا”.
وكان مبعوث الرئيس الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف أكد في حديث للصحفيين على هامش الجولة الرابعة عشرة من محادثات أستانا التي جرت في الـ10 والـ11 من الشهر الماضي على ضرورة تحمّل النظام التركي مسؤولياته في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، مشيراً إلى أن الاستفزازات التي تقوم بها الجماعات الإرهابية المنتشرة فيها أمر غير مقبول على الإطلاق.
وبدأت اجتماعات أستانا في العاصمة الكازاخية مطلع عام 2017 وعقدت أربعة عشر اجتماعاً، أحدها في مدينة سوتشي الروسية، وأكدت في مجملها على الالتزام الثابت بالحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها ومواصلة الحرب على التنظيمات الإرهابية فيها حتى دحرها نهائياً.
وفي أنقرة، أكد أران أردام عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الجمهوري التركي أنه من حق الدولة السورية القضاء على الإرهابيين في أراضيها وإعادة الأمن والاستقرار إلى كل مناطقها.
وفي حديث لقناة تيل 1 استنكر أردام رد فعل أردوغان وبعض المسؤولين في نظامه حيال الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية في إدلب، وقال: “ما علاقة تركيا بإدلب، ومن ثم لماذا تعترض أنقرة على تحرير الجيش السوري لمدن وبلدات وقرى سورية كان الإرهابيون يحتلونها منذ سنوات”؟!، وأضاف: “إذا كان أردوغان متضامنا ًإلى هذه الدرجة مع الإرهابيين من تنظيم جبهة النصرة الموجودين في إدلب ومحيطها يستطيع أن يأتي بهم إلى تركيا ويساعدهم كما يشاء من منطلقات عقائدية مشتركة”، وشدد على أنه ليس من حق النظام التركي التدخل في أي مكان من سورية، وعليه أن يوقف دعمه لكل التنظيمات الإرهابية لأن ذلك لا يليق بعلاقات حسن الجوار، كما يتناقض مع تفاهمات استانا وسوتشي التي تؤكّد على سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وفي هافانا، جدد الحزب الشيوعي الكوبي وقوفه إلى جانب سورية في حربها ضد الإرهاب حتى القضاء عليه نهائياً.
وخلال لقاء جمع نائب رئيس دائرة العلاقات الدولية في اللجنة المركزية للحزب أنخيل آرزواغا رييس وسفير سورية في كوبا الدكتور إدريس ميا بمقر اللجنة، أكد رييس أن سورية محل تقدير كل القوى التقدمية في العالم لأنها تخوض حرباً ضد الإرهاب وداعميه وعلى رأسهم الإمبريالية العالمية وتحقق الانتصارات المتتالية بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري.
من جهته استعرض ميا آخر مستجدات الأوضاع في سورية ولا سيما الإنجازات والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وأشار إلى أن عمليات الجيش في محافظتي حلب وإدلب تأتي استجابة لمناشدات المواطنين ورداً على الجرائم الممنهجة التي يرتكبها الإرهابيون، مؤكداً أن سورية ماضية في محاربة الإرهاب حتى القضاء عليه.
وجرت خلال اللقاء مناقشة العديد من القضايا التي تهم البلدين الصديقين.