أخبارصحيفة البعث

سعيد يفتح تحقيقاً في مشاركة لاعب إسرائيلي بدورة تنس في تونس

دعا الرئيس التونسي قيس سعيد إلى فتح تحقيق في مشاركة لاعب إسرائيلي في دورة دولية للتنس بالعاصمة تونس، وقالت الرئاسة التونسية في بيان: إن الرئيس قيس سعيد التقى وزيرة شؤون الشباب والرياضة، سنية بالشيخ، وتناول مسائل تتعلق بالشباب والرياضة، ومنها بالخصوص مشاركة لاعب تنس يحمل جنسية مزدوجة، دخل إلى تونس بجواز سفر فرنسي، لكنه لعب مبارياته بإجازة إسرائيلية، وأضافت: إن الرئيس دعا إلى فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات، مذكّراً بموقف تونس المبدئي الرافض لإقامة علاقات مع “إسرائيل”، تحت أيّ شكل من الأشكال.
وهذا الموقف ليس غريباً على تونس، إذ أعفت الرئاسة التونسية ورئاسة الحكومة في وقت سابق وزيري الخارجية والدفاع من منصبيهما، ما أثار الكثير من الجدل في تونس حول الخطوة وخلفياتها وعلاقتها بملفي الفساد والتطبيع مع “إسرائيل”.
الرئيس التونسي قيس سعيد المعروف بتأييده الكامل للقضية الفلسطينية، قال في خطاب القسم عقب فوزه في الانتخابات التونسية: إنه سيحرص على إعادة تنظيم العلاقات الداخلية بين الحكام والمحكومين، ودعم القضايا العادلة في العالم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
بالتوازي، مرّت، أمس، مئة يوم على وصول سعيّد إلى سدة الحكم، وتميّزت بتجاذبات سياسية حادة، دفعته ليصبح في وسط المعترك السياسي، في ظل عدم تشكيل حكومة جديدة حتى الآن. لم تكن علاقة قصر قرطاج بالإعلام جيدة منذ أن وصل سعيّد، (61 عاماً) الجامعي المتخصص في القانون الدستوري، إلى الحكم، إذ لم يخاطب التونسيين إلا في مناسبات قليلة، وهو الذي ركّز حملته الانتخابية على الدفاع عن لامركزية القرار السياسي، وانتقاد طبقة سياسية حاكمة لم تنجح في إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب في البلاد. برز اهتمام سعيّد الشديد بهذين الملفين، بالرغم من أن صلاحياته الدستورية تقتصر على العلاقات الدبلوماسية والأمن القومي حصراً، ففتح أبواب الرئاسة لاستقبال شباب عاطلين عن العمل من المناطق الداخلية في البلاد يبحث معهم مقترحاتهم لحل أزمة انتاج الفوسفات في قفصة (جنوب).
لم تتخذ إجراءات عملية إثر لقائهم، لكنه طمأنهم في انتظار حسم تشكيل الحكومة المقبلة التي توكل لها هذه المهام.
وفي هذا السياق، يقول المحلل السياسي يوسف الشريف: “ليس لدينا فكرة محددة على استراتيجيته، وليس هناك حكومة وبذلك فإن هناك بطء في عجلة الدولة”، ويضيف: “بدأنا نرى نوعاً من الحفاظ على السيادة”، معلّلا ذلك برفض تونس الدخول في حلف مع النظام التركي في خصوص الملف الليبي، بالإضافة إلى رفض دعوة برلين في منتصف كانون الثاني للمشاركة في المؤتمر الدولي حول ليبيا لأنها وصلت “متأخرة”. لم يقم الرئيس التونسي بأية زيارة رسمية في انتظار تشكيل الحكومة، لكنه من المرتقب أن يزور الجزائر الأحد، وهو وعد قدّمه للناخبين خلال حملته الرئاسية، حيث قال: إن الجارة الغربية الجزائر ستكون أول وجهاته الخارجية عند توليه مهامه كرئيس.
ظهر حرصه على الحفاظ على السيادة الوطنية جليّاً في حملته الانتخابية وفي خطابه خلال أداء اليمين. غير أن رفض دعوة برلين أثار انقساماً لدى الرأي العام، اعتبره البعض مفخرة للدبلوماسية التونسية وآخرون وصفوا القرار بالمتسرّع.