ثقافةصحيفة البعث

تحية إلى الشهيد قاسم سليماني ورفاقه.. ملتقى شعري ومحطة وفاء

 

هو من حمل الحق على راحتيه ورسم الوفاء في خطوط يديه، ونذر حياته لإعلاء كلمة الحق في كل مكان مسطراً آيات الشجاعة والمقاومة، وها هو الوفاء يزهر وفاءً وها نحن اليوم في حضرة الغياب نستذكر أطيب الرجال وأعتاهم تحية لأرواحهم ومحطة وفاء لتضحياتهم، حيث أقامت في الأمس المستشارية الثقافية لسفارة إيران في سورية بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق الملتقى الشعري وفاء للدم الزاكي بعنوان “تحية إلى الشهيد القائد قاسم سليماني ورفاقه الشهيد أبو مهدي المهندس وشهداء المقاومة”، وقد أوضح مالك صقور رئيس اتحاد الكتاب العرب أن الشهداء مصابيح مضيئة تزين صدر السموات السبع وقناديل متلألئة تنير لنا الأرض اليباس وتقف بوجه الظلام والظلامية وتطهر أرض سورية المقدسة من رجس التكفير والمرتزقة.
وأضاف صقور: اليوم نحيي ذكرى الفريق الشهيد سليماني الذي ارتقى شهيداً فدقت له الخليلة ابتهاجاً واحتفاء ًفي الأرض وفي السماء ورفيقه أبي مهدي المهندس ورفاق المقاومة جميعاً، وقد يكون من نافل القول الآن الحديث عن منبته ونشأته وحسبه ونسبه، لأن ما توج به سليماني حياته يفوق أي عمل، وشجاعته تتفوق على كل تضحية وفروسيته تعلو كل حسب ونسب، فما قدمه الشهيد الفارس لم نقدمه نحن الأحياء، مشيراً إلى أن العلاقة التي تقوم بين من يكتب سفر خلاصه بدمه وبين من يكتب بالحبر من أجل الخلاص علاقة قوية ومتينة فحين يحني الدم تراب الوطن تخضر الحروف، والعلاقة الجدلية بين الكلمة الصادقة المسؤولة التي نذرت نفسها للحق والحياة وبين الإنسان تتلخص عندها معاني الحياة، مؤكداً أن علاقة الشعب السوري مع الشعب الإيراني قديمة جداً والتفاعل بين الحضارتين كان تفاعلاً مثمراً أنجز الإبداع.
من جانبه أكد سفير إيران في سورية جواد ترك آبادي أن هذا الملتقى هو سورة من نصر وخلود تسري لجميع الشهداء الذين ساروا على درب الخير والحقيقة والحق، وهو شهادة حب اكتنفت هذا الشهيد الذي ليس إلا مثال لأجمل معاني التضحية وانتصار الحق، وهو عهد وميثاق بأننا سنستمر على الدرب الذي سرنا به، فنحن سرنا على درب المقاومة وسنبقى، وكم كنا محظوظين أن نعيش ويصدر منا كل ما فيه عزة و رفعة ومعاني جليلة، لافتاً أن من يبقى هم العظماء وأما غيرهم فينساهم التاريخ، وذكر الشهداء سيبقى فلهم ولجميع المقاصد العليا الحياة، ولسواهم الفناء، وقاسم سليماني ورفاقه جاؤوا إلى ساحة القتال وقدموا فيها كل ما استطاعوا ليقفوا في وجه الظلام، مؤكداً أننا سوف نستمر في المقاومة ونعتز ونزداد عزة بشهدائنا.

أقلام الشعراء
الكثير من الكلمات الجميلة خطتها قلوب الشعراء وأقلامهم في هذا الملتقى والبداية كانت مع الشاعر محمود حبيب الذي قدم قصيدة “أطيب المواسم من حدائق قاسم جاء فيها:
ودع الشام قاسم وهو يدري أن تحت الرماد غدراً خفياً
باتصال نادى أخاه أبها مهد ي تمهل لا تسرعن إليا
غير أن الفتى المهندس وافا ه ليستقبل العزيز الأبيا

كذلك قدم الشاعر محمد الحسن قصيدته “بيضت وجه الشرق” نقتطف منها:
ماذا بوسعك أن توصف قاسما والله كان على رؤاه القيما
وبآيتي نور تمسك واقتدى حتى ارتقى حراً وشيع محرما
لم تنأى عنه القدس منذ توهجت شمس الإمامة ثورة فنعم بها
من جانبه قدم الشاعر أمير سماوي بوحه في قصيدة “تاج من نور” إذ يقول:
قم قاسم الحق واستنهض مخيلتي
واشهد بها جوهرا من روحك انفردا
قم قاسم الحب واشهد نار عاطفتي
تجليك حولي صفاء نادرا وندى
كذلك قدم الشاعر قحطان بيرقدار قصيدته “الدم الإمام”:
شهيدا مر متشحا بقدس من الأقداس ضاء به الظلام
وكان مزلزلاً بالبغي أرضاً وكم قعدوا له يوما وقاموا
حساماً كان مسلولاً عليهم هنا وهناك ما زحفوا وحاموا،
وألقى العميد الركن وائل عيسى شعراً تجلت فيه المقاومة بأبهى تجلياتها:
تكلل اسمه بالمجد حتى تجلى النصر نورا سرمديا
وفي عبق الغياب لناظريه أتانا النصر سيلا ألمعيا
وقدم اللواء الدكتور حسن حسن مدير الإدارة السياسية قصيدة بعنوان “لا تنحني إلا لرب العالمين”:
ما غادر الشعراء من متردم بل بدلوا حبر القصائد بالدم
يا قدس صبرا فالرجال تدرعوا نهج الشهادة فاطمئني واعلمي
إن الرجال عهودها بدمائها ودماؤها منذورة كي تسلمي
كما حملت قصيدة الشاعرة هيلانة عطا الله “دم على فجر المطار” عبق الانتماء الوطني إذ قالت:
هو قاسم عبر الفضاء بمهجة ما شابهت إلا النفير المعلن
كاللازورد بكوكب حطت به رؤيا الجنا فراح ينضح بالسنا
وقدم الأديب حسين حمعة قصيدة “قاسم سليماني رمز عزتنا:
أطل قاسم في أبهى حمائله يمتاز سمتا هداد الحلم والمثل
كان الأمين على الأمصار قاطبة ماج النضال وعز الأهل والبطل
صان الأمانة لم يركع لعاصفة حاز الشهامة نبراسا له خلل
وكان الختام مع قصيدة للشاعر يحيى محي الدين في رثاء الشهيد سليماني ورفاقه:
ما كان للموت في مداك منعطف
فالموت يخجل أحيانا وينكسر
لا الريح تمحو غراس النور من أثر
هيهات أن يختفي بموتنا أثر

لوردا فوزي