الصفحة الاولىصحيفة البعث

الصين تفتتح مستشفى لمرضى “كورونا” شيّدته في أيام معدودة

 

تواصل الصين حربها ضد فيروس كورونا الجديد، وافتتحت أمس مشفىً ضخماً يتسع لـ 1000 سرير في مدينة ووهان، وترافق ذلك مع تعافي المزيد من المرضى المصابين بالفيروس ومغادرتهم المستشفيات في العديد من المقاطعات والبلدات. وذكرت وكالة شينخوا للأنباء أن 37 مريضاً في مقاطعة هوبي وسط الصين تعافوا وغادروا مستشفى جينينتان، وسجلت مقاطعة قانسو شمال غربي الصين أول مريضين يتعافيان من الفيروس، كما عولج مريض، وغادر المستشفى بعد 17 يوماً من العلاج في مقاطعة سيتشوان جنوب غربي الصين، وهو أول مريض في المقاطعة، فيما أبلغت بلدية تيانجين عن أول مريض يتعافى من الفيروس.
وكانت اللجنة الوطنية للصحة في الصين أعلنت الأحد أن 328 مريضاً مصاباً بالفيروس غادروا المستشفيات، فيما ارتفع عدد الضحايا حسب الإحصائيات الرسمية إلى 361 شخصاً، وجرى تسجيل 2829 إصابة جديدة.
وأعلنت الحكومة زيادة الدعم المالي المخصص لحملة مكافحة الفيروس، وقال بنك الصين الشعبي: إن بكين ستعمل للحفاظ على سيولة معقولة كافية، وسيتم بذل جهود أخرى لتعزيز الدعم الائتماني في قطاع التصنيع والشركات الصغيرة ومتناهية الصغر والشركات الخاصة في المناطق الأشد إصابة بالوباء.
في الأثناء، افتتحت الصين المشفى المؤقت هوشنشان في مدينة ووهان كجزء من جهود السلطات الصينية لمكافحة الفيروس، واستقبل المشفى أول حالة مصابة.
وتم بناء المشفى على مدار الساعة لمعالجة المصابين في مدينة ووهان التي يبلغ عدد سكانها 11 مليوناً، وتم إغلاقها لمكافحة الفيروس، وقالت نائبة رئيس مجلس الدولة الصيني سون تشون لان خلال تفقدها المشفى: يجب السيطرة على الوباء، موضحة أن طاقماً طبياً مكوناً من 1400 فرد من القوات المسلحة الصينية سيتولى مهمة معالجة المرضى في المشفى. ووجهت سون الشكر إلى العاملين في بناء المستشفى، قائلة: إن المشفى نتاج الجهود المبذولة على مدار الساعة التي قام بها 7 آلاف عامل، وهو الترجمة العملية لـ “سرعة الصين”.
وهذه هي المرة الثانية التي يستجيب فيها القادة الصينيون لمواجهة مرض جديد من خلال بناء مستشفيات متخصصة بين عشية وضحاها تقريباً، وكانت المرة الأولى مع انتشار مرض الالتهاب الرئوي الحاد “سارس” عام 2003، وتم إنشاء مرفق في بكين للمصابين بالمرض الفيروسي في غضون أسبوع.
إلى ذلك، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ إلى بذل المزيد من الجهود لتعجيل تصنيع المنتجات الطبية الرئيسية وضمان إمداداتها للمساعدة في كبح الوباء الناجم عن الفيروس. وقال خلال تفقده مركز التنسيق الوطني للإمدادات الطبية الرئيسية للوقاية من الفيروس: يجب تصنيع أكبر قدر ممكن من الإمدادات الطبية ذات الجودة، ويتعين توزيعها أولاً على الطواقم الطبية لمكافحة الوباء.
وعلى المستوى الصحي، تسعى الشركات الصينية إلى بذل قصارى جهدها لتلبية الطلب على مستلزمات الوقاية من الفيروس، فيما تواصل مراكز الأبحاث محاولة الوصول إلى علاج له.
سياسياً، أكدت الصين أن موقف الولايات المتحدة من مسألة انتشار فيروس كورونا الجديد يتسبب بإثارة الذعر ونشره، وأن واشنطن تمتنع في الوقت نفسه عن تقديم المساعدة اللازمة.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ في مؤتمر صحفي: إن واشنطن لم تقدّم مساعدة مهمة، وكانت أول من قامت بإجلاء طاقم قنصليتها في ووهان، وتحدثت عن سحب جزئي لطاقم السفارة وفرض قيود دخول على المسافرين الصينيين، ومنعت الأجانب الذين سافروا إلى الصين خلال الـ 14 يوماً الماضية من دخول أراضيها.
ولفتت المتحدثة إلى أن الولايات المتحدة بالغت في رد فعلها تجاه وباء الالتهاب الرئوي الجديد في الصين، واتخذت تدابير مفرطة تخالف توصيات منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أن واشنطن لم تتوقف عن بث الذعر، ما يمثّل سلوكها نموذجاً سيئاً جداً.
وكانت الولايات المتحدة فرضت يوم الجمعة الماضي حالة طوارئ صحية منعت خلالها غير المقيمين القادمين من الصين مؤقتاً من دخول أراضيها، ما أثار استياء الكثير من الصينيين والأجانب الذين منعوا من الالتحاق بعملهم وجامعاتهم أو من السياحة في الولايات المتحدة.
بدورها، أعربت منظمة السياحة العالمية عن تضامنها مع الصين أن السلطات الصينية تصرفت بشكل سريع وحاسم منذ البداية الأولى لتفشي الفيروس.
وقالت: إن الصين برزت كقائد حقيقي في السياحة العالمية، سواء كسوق يمثّل مصدراً للسياحة وكمقصد رئيسي في حد ذاتها، موضحة أن التعاون في مجال السياحة سوف يكون حيوياً في إيقاف تفشي الفيروس، والحد من تأثيره على الشعب والمجتمعات المحلية.