دراساتصحيفة البعث

ثلاث قواعد عسكرية أمريكية جديدة في العراق

ترجمة: البعث
عن موقع غلوبال ريسيرتش 31/1/2020
بعد أقل من عشرة أيام على خروج ملايين العراقيين إلى الشوارع مطالبين بمغادرة قواتها العسكرية إلى الأبد، أعلنت الولايات المتحدة أنها تخطّط لبناء ثلاث قواعد عسكرية جديدة في العراق. ووفقاً لخدمة الأخبار العسكرية Breaking Defense فإن المواقع الثلاثة المختارة ستكون في أربيل، والسليمانية، وحلبجة، وهي مواقع جميعها قريبة جداً من إيران، وخاصةً حلبجة التي تبعد ثمانية أميال فقط من الحدود الإيرانية- العراقية.
ستكون هذه الأخبار بمثابة صدمة للبرلمان العراقي، الذي صوّت في وقت سابق من الشهر الماضي بأغلبية ساحقة لطرد القوات الأمريكية من البلاد، ورفضته الحكومة الأمريكية بشكل قاطع.
علاوة على ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، مورجان أورجتوس: “في هذا الوقت، سيكون أي وفد يتمّ إرساله إلى العراق مكرساً لمناقشة أفضل طريقة لإعادة الالتزام بشراكتنا الإستراتيجية، وليس لمناقشة انسحاب القوات”، مضيفاً: “نحثّ الزعماء العراقيين بشدة على إعادة النظر في أهمية العلاقة الاقتصادية والأمنية المستمرة بين البلدين.. نعتقد أنه من المصالح المشتركة للولايات المتحدة والعراق مواصلة القتال مع داعش معاً”.
يُعتقد أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على العراق في التسعينيات قد أسفرت عن مقتل أكثر من مليون شخص، بمن فيهم أكثر من نصف مليون طفل صغير. وقد ندّد عدد من الدبلوماسيين المتعاقبين في الأمم المتحدة المسؤولين عن العراق بالعقوبات التي تعدّ إبادة جماعية. والآن يهدّد ترامب بالقول: “إذا كان هناك أي عداء، فسوف نفرض عقوبات على العراق، وفرض عقوبات كبيرة جداً”. وتوعد أيضاً بارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب الإيراني، وتدمير مواقع تراثهم الثقافي.
على الرغم من تهديدات الرئيس، استجاب عدد كبير من العراقيين وخرجوا في مظاهرات تطالب بطرد المحتل الأمريكي. وهنا زعمت مجلة “تايم” أن هناك “المئات” فقط في المظاهرات، إلا أن لقطات الطائرات من دون طيار كانت تحكي قصة مختلفة تماماً. وقدّرت بعض التقديرات المجموع بما يزيد عن 2.5 مليون. ورغم ادعاء Bloomberg Quick Take أصلاً بأنها “مظاهرات مناهضة للحكومة”، فإن لافتة ضخمة على المسرح الرئيسي كتب عليها “GET OUT AMERICA” تشير إلى خلاف ذلك.
لقد هدّدت الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وإيران بالخروج عن السيطرة بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني في 3 كانون الثاني الفائت. وكان سليماني قد دعا رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي المستقيل لإجراء محادثات سلام إقليمية. طلب عبد المهدي حينها من ترامب الإذن لسليماني بدخول العراق. قبل ترامب، ثم اغتنمت أمريكا الفرصة لقتل الجنرال بضربة من طائرة من دون طيار، وهو أمر أعلنه البرلمان العراقي انتهاكاً لسيادتهم الوطنية. رداً على ذلك، أطلق الإيرانيون صواريخ باليستية على القواعد التي تحتلها الولايات المتحدة في العراق، مما تسبّب في أضرار بالغة، ولكن لم تقع أية وفيات، لكن البنتاغون أكد أن العشرات من الجنود عانوا من إصابات في المخ نتيجة لذلك، لكن الرئيس لم يوافق على ذلك، مدعياً أنها لا تزيد عن الصداع.
بكل الأحوال، سيتمّ النظر إلى خطة بناء قواعد جديدة في العراق على أنها محاولة لتشديد الخناق على إيران بشكل أكثر إحكاماً. ورغم وجود أكثر من 65000 عسكري أمريكي في الدول المجاورة، تواصل الولايات المتحدة احتلال العراق وأفغانستان منذ الغزوات التي اندلعت في أعقاب هجمات 2001 على مركز التجارة العالمي. حتى منذ عام 2003، قُتل ما يُقدّر بنحو 2.4 مليون شخص في الحرب الأمريكية على العراق. وكان من عواقب الحروب في الشرق الأوسط صعود “داعش”، الأمر الذي أدى بدوره إلى مزيد من الصراع.
حالياً، يعمل الجيش الأمريكي أيضاً من شبكة من القواعد في البحرين وقطر والإمارات المتحدة والعديد من الدول الأخرى في المنطقة. وأن الخطوة لإنشاء ثلاث قواعد عسكرية أمريكية جديدة على حدود إيران لن تكون خطوة مرحباً بها لأولئك الذين يرغبون في تخفيف حدة التوترات، على الأقل من قبل نشرة العلماء الذريين، الذين نقلوا ساعة يوم القيامة إلى 100 ثانية فقط حتى منتصف الليل، نقلاً عن كارثة نووية إقليمية محتملة.