الصفحة الاولىصحيفة البعث

وقفات في لبنان وإيران رفضاً لـ “صفقة ترامب”: أنظمة الخيانة والتآمر تتحمّل المسؤولية

 

تتواصل حملات الرفض والإدانة لما تسمى “صفقة القرن” التي أعلنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ شهدت مدينة طرابلس شمال لبنان وقفة تضامنية مع القضية الفلسطينية تحت شعار “تسقط صفقة القرن” نفّذها طلاب كلية إدارة الأعمال في الجامعة اللبنانية، وحمل المحتجون الأعلام الفلسطينية، وأحرقوا علم كيان الاحتلال وصور ترامب، مؤكدين رفضهم الصفقة التي تضرب بحقوق الإنسان والقرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية عرض الحائط، كما تسعى إلى اغتصاب ما تبقّى من فلسطين، وتنتهك القرارات الدولية التي تؤكد حق عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه.
وأعرب المشاركون في الوقفة عن رفضهم الصفقة واتفاقيات أوسلو وكامب ديفيد ووادي عربة وكل أشكال التطبيع العربي والخليجي مع الكيان الغاصب، الذي يتواطأ مع ترامب لتوطين الفلسطينيين في بلاد اللجوء، مشددين على أن لا بديل عن فلسطين إلا فلسطين.
كما شهدت العاصمة الإيرانية، طهران، اعتصاماً شارك فيه حشد من الطلبة الجامعيين وأبناء الشعب الإيراني للتنديد بالمخطط الصهيوأمريكي المسمّى “صفقة القرن”، وحمل المعتصمون الذين احتشدوا في ساحة فلسطين وسط العاصمة لافتات ورددوا هتافات مناهضة للولايات المتحدة وكيان الاحتلال، وأعربوا عن إدانتهم لسياسات واشنطن العدائية تجاه الشعب الفلسطيني المضطهد.
وشارك في الاعتصام طلاب من سورية وفلسطين واليمن والعراق وأفغانستان ودول أخرى.
سياسياً، طالب وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي المجتمع الدولي برفض “صفقة القرن” الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وإنكار الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقال المالكي في كلمة دولة فلسطين خلال الاجتماع الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة: “نطالب برفض الصفقة بشكل قاطع، وعدم قبول فرض أجندة الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي الاستعماري بإنكار الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وعدم التعاطي مع هذه الصفقة بأي شكل من الأشكال”.
وجدد المالكي التأكيد أن إعلان الإدارة الأمريكية الصفقة يشجّع الاحتلال على التمادي بجرائمه بحق الفلسطينيين، داعياً المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات جادة وفورية لإنهاء الاحتلال ومحاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائمهم في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وشدد المالكي على أن الشعب الفلسطيني لن يتخلى عن ثوابته الوطنية وحقوقه غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
إلى ذلك، أكد لقاء علمائي لبناني فلسطيني في مدينة صيدا بمشاركة عدد من علماء الدين أن فلسطين وعاصمتها القدس أرض عربية ليست للبيع ولا للتجزئة أو التنازل، وأن حق العودة أمر مقدس، وسيكون إلى كل فلسطين وخاصة الأراضي المحتلة عام 1948.
وشدد بيان صادر عن اللقاء على أنه لا يحق لترامب ولا لغيره من المطبعين أن يقرروا ويتصرفوا عن الشعب الفلسطيني المقاوم، الذي يرفض التنازل عن حبة تراب من أرض فلسطين، مؤكداً أن الحل الوحيد هو دحر وطرد العدو الصهيوني من كل فلسطين.
ودعا البيان إلى وحدة الصف الفلسطيني الرافض لجريمة صفقة العار، مشيراً إلى أن وحدة الموقف والتمسك بالمقاومة هو الطريق الوحيد للصمود وإفشال هذه الصفقة وتحرير القدس وكل فلسطين.
من جهته، أكد المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس أن الفلسطينيين يرفضون الصفقة المشؤومة، ولن يتنازلوا عن حقوقهم المشروعة، وسيواصلون نضالهم حتى إنهاء الاحتلال، وأوضح المطران حنا خلال استقباله وفداً إعلامياً ألمانياً أن الصفقة التي أعلن عنها ترامب مؤخراً هي محاولة إسرائيلية بغلاف أمريكي لتكريس الاحتلال، وتصفية القضية الفلسطينية، والاستيلاء على مدينة القدس، وتزوير تاريخها وهويتها وتراثها، وطالب المجتمع الدولي وكل الأحرار في العالم برفض هذه الصفقة، وكل الصفقات الاستعمارية الرامية إلى النيل من إرادة وصمود الشعب الفلسطيني، داعياً بالوقت ذاته إلى وحدة الصف الفلسطيني، وإنهاء الانقسام لمواجهة هذه الصفقة المشؤومة.
القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في اليمن استنكرت إعلان ترامب لـ”صفقة القرن”، مشددةً على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة، وأن المقاومة هي الخيار الوحيد لاستعادة الحقوق المسلوبة، وقالت: “ما يطلق عليه صفقة القرن جاءت لتسقط آخر أوراق التوت عن وجه أنظمة الخيانة والتآمر”، مشيرةً إلى أن أمريكا بهذه الصفقة تفضح وبشكل لا لبس فيه مزاعم وأكاذيب اتباعها ومن راهن عليها، وتؤكد وبكل غطرسة انحيازها للعدو الصهيوني.
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية التشيكي توماش بيترجيتشيك أن الصفقة تتعارض مع قرارات الأمم المتحدة، وأوضح أن بلاده تدعم بشكل كامل التوافق في الاتحاد الأوروبي الذي يصر على احترام القانون الدولي وحل الدولتين، مؤكداً أن مستقبل مدينة القدس لا يمكن أن يحل من خلال ما جاء في خطة ترامب.
إلى ذلك، أكد رئيس الحكومة التشيكية الأسبق ييرجي باروبيك أن خطة ترامب عبارة عن حيلة ولعبة سياسية داخلية يمارسها لكسب أصوات اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة هذا العام.