الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

مصدر عسكري: للحفاظ على حياة المدنيين.. السماح بتسوية أوضاع كل من يلقي السلاح قواتنا الباسلة تتقدّم باتجاه سراقب وتحرر 22 قرية وبلدة وتلالاً استراتيجية

 

تابعت قواتنا الباسلة تقدّمها باتجاه مدينة سراقب من محاور عدة، وحررت 22 قرية وبلدة وتلالاً استراتيجياً، كما حررت قرية النيرب شمال الطريق الدولي حلب-اللاذقية، فيما طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظام التركي “الالتزام الصارم” باتفاقات سوتشي، التي تم التوصل اليها مع الجانب الروسي، والمتعلّقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، كما طالب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي، كمال كيليتشدار أوغلو، رئيس النظام رجب طيب أردوغان بالكف عن سياساته العدائية تجاه سورية، وقطع علاقاته مع الإرهابيين، مشيراً إلى أن أردوغان لم يحترم تعهداته في إطار اتفاقات سوتشي.
في الأثناء، أكد مصدر عسكري أن الجيش العربي السوري “يواصل تنفيذ واجبه الوطني في الدفاع عن الأرض والقضاء على المجموعات الإرهابية المسلحة التي هاجمت ولا تزال السكان المدنيين في منطقة خفض التصعيد في إدلب، وعملت على محاصرتهم واتخاذهم رهائن ودروعاً بشرية في مدينة سراقب ومنطقة تل طوقان”.
وقال المصدر: “وفي محاولة من قواتنا المسلحة لإعطاء المسلحين فرصة أخيرة، وذلك للحفاظ على حياة المدنيين المحاصرين، فقد أعطيت التعليمات للوحدات العسكرية العاملة في المنطقة للسماح بتسوية أوضاع كل من يقرر إلقاء السلاح بدلاً من المراهنة على دعم القوات التركية للإرهابيين بمسمياتهم المختلفة”. وختم المصدر: “إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، إذ تؤكّد أن وجود القوات التركية هو وجود غير قانوني، ويشكّل عملاً عدائياً صارخاً، فإنها تشدّد بالوقت نفسه على أنها على أتم الاستعداد للرد الفوري على أي اعتداء من قبل هذه القوات ضد قواتنا العاملة في المنطقة”.
يأتي ذلك فيما كشفت وزارة الدفاع الروسية عن معلومات تؤكّد قيام إرهابيي منظمة “الخوذ البيضاء”، وبدعم من إرهابيي “جبهة النصرة”، بإنتاج مشاهد فيديو مفبركة لاستخدام “أسلحة كيميائية” في منطقة خفض التصعيد في إدلب تمهيداً لنشرها.
وفي التفاصيل، تابعت وحدات الجيش تقدّمها من محور أبو الضهور، بريف إدلب الشرقي، باتجاه مدينة سراقب، ووجّهت ضربات مركّزة ضد نقاط تمركز الإرهابيين، وخاضت اشتباكات عنيفة معهم في عدة قرى وبلدات انتهت بتحرير مرديخ وتل مرديخ وتويل الحليب وباريسا وحمادات وأم الشرشوح وتل سلطان ومنطار الخشاخيش وتل الراقم وتلة الوسيطة وجبل طويل والكتيبة المهجورة والمشيرفة وطويل الشيخ والشوحة ورأس العين وتل فردوس.
وفي وقت سابق، نفّذت وحدات الجيش عمليات ضد تجمعات وتحصينات الإرهابيين على المحور ذاته حررت خلالها قرى الوسيطة والراقم وبليصة وتل أغر، بعد القضاء على عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم، لتقترب الوحدات من مشارف مدينة سراقب من الناحية الشرقية والغربية، وسط انهيارات متتابعة للإرهابيين في المنطقة.
وعلى محور مدينة سراقب الغربي، كثّفت وحدات الجيش عملياتها، بعد تحرير قرى جوباس وسان وترنبة، وحررت بلدة النيرب شمال الطريق الدولي حلب-اللاذقية بعد تدمير تحصينات الإرهابيين وعدة مواقع لهم وإجبارهم على الفرار، وقطعت إمدادات الإرهابيين بين سراقب وأريحا، فيما خاضت وحدات ثانية اشتباكات عنيفة مع المجموعات الإرهابية في محيط قريتي كدور ورويحة جنوب غرب سراقب، ودمّرت خطوطهم الأولى وتحصيناتهم.
وكانت وحدات الجيش تقدّمت خلال الأيام الماضية على محور سراقب، وحررت قرى جوباس وسان وانقراتي وكفربطيخ وكفرداديخ.
وخلال تمشيطها قرية جوباس المحررة من الإرهاب، غرب مدينة سراقب بحدود 1 كم، عثرت وحدات الجيش على مقرات لإرهابيي ما تسمى “كتيبة الحق” التابعة لتنظيم جبهة النصرة وبداخلها كميات من الذخيرة والأقنعة الواقية من الغازات السامة خلّفها الإرهابيون قبل فرارهم تحت ضربات الجيش العربي السوري باتجاه مدينة سراقب.
وفي الأطراف الجنوبية لبلدة بابيلا جنوب سراقب بمحاذاة الأتوستراد الدولي حلب-حماة، عثرت وحدات الجيش على مقر لإرهابيي تنظيم ما يسمى “فيلق الشام” أسفل تلة بنحو 13 متراً محفور في الصخر على شكل غرف يتجاوز عددها 12، وتتوزع بين غرف لإقامة متزعمي التنظيم وغرف لإقامة بقية الإرهابيين الذين قاموا بوصل هذه الغرف بواسطة سراديب مع إقامة 3 مخارج للطوارئ ونقاط حراسة متقدمة.
ولفت مراسل سانا إلى أن المقر يحتوي أيضاً على غرفة مخصصة لتخزين الأسلحة والذخائر، حيث عثر بداخلها على كميات من الذخيرة مع حشوات دافعة للصواريخ مضادة الدروع، إضافة إلى سجن، وهو مدرّع بشكل خرساني قوي.
وفي ريف حلب الغربي والجنوبي الغربي، رصد عناصر الاستطلاع والرصد في الجيش تحركات لمجموعات إرهابية بمناطق عدة في غرب مدينة حلب وجنوبها الغربي، وتعاملت معها وحدات الجيش برمايات مكثّفة بسلاحي المدفعية والصواريخ على أطراف حي جمعية الزهراء والراشدين الرابعة والكاستيلو والليرمون، وفي بلدتي خان العسل والزربة في الريف الجنوبي، وأسفرت الرمايات عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد، وتدمير تحصينات كانوا يستخدمونها في الاعتداء على أحياء مدينة حلب والنقاط العسكرية.
وفي حماة، تصدّت المضادات الجوية للجيش، وبعد عملية رصد ومتابعة، لطائرة مسيّرة أطلقتها التنظيمات الإرهابية من مناطق انتشارها في جبل شحشبو في محيط قرية جب رملة.
وفي ريف حمص، وخلال متابعتها عمليات التمشيط للقرى والبلدات المحررة من الإرهاب، عثرت الجهات المختصة على كمية من الأسلحة والذخيرة من مخلّفات الإرهابيين في بلدة كفرلاها بمنطقة الحولة، وذكر مراسل سانا أن الأسلحة والذخيرة كانت مخبأة ضمن حفرة بإحدى مدارس البلدة، وشملت بنادق آلية وقناصات وقذائف هاون وصواريخ محلية وعبوات ناسفة وكمية من الذخيرة، وأشار إلى أن الجهات المختصة تتابع عمليات تمشيط القرى والبلدات في الريف الشمالي لحمص لرفع مخلّفات المجموعات الإرهابية وتأمينها بالكامل.
يأتي ذلك فيما كشفت وزارة الدفاع الروسية عن معلومات تؤكّد قيام إرهابيي منظمة “الخوذ البيضاء” بإنتاج مشاهد فيديو مفبركة لاستخدام “أسلحة كيميائية” في منطقة خفض التصعيد في إدلب تمهيداً لنشرها.
وأفاد مركز التنسيق الروسي في حميميم في بيان بأن إرهابيي “الخوذ البيضاء” يخططون لاستخدام مشاهد فيديو مفبركة لاستخدام “أسلحة كيميائية” في إدلب ونشرها على شبكات التواصل الاجتماعي لتتداولها وسائل الإعلام الغربية والعربية، لافتاً إلى أنه حصل على هذه المعلومات من عدة مصادر مستقلة في منطقة إدلب.
وأشار البيان إلى أنه سيتم تقديم هذه المشاهد المصورة على أنها “ضربة جوية سورية باستخدام قذائف كيميائية مجهولة”، مبيناً أن مركز التنسيق الروسي في حميميم “تلقّى عبر الخط الساخن التابع له بلاغين من أهالي إدلب يفيدان بأن عناصر منظمة “الخوذ البيضاء”، وبدعم من إرهابيي “جبهة النصرة”، يستعدون بنشاط لفبركة هجوم جديد باستخدام مواد سامة، وهذه المرة في قرية معارة الأرتيق بمحافظة حلب المشمولة بمنطقة إدلب لخفض التصعيد”.
وكشفت وزارة الدفاع الروسية أمس الأول أنها تلقّت معلومات حول تحضير منظمة ما تسمى “الخوذ البيضاء” الإرهابية وإرهابيي “جبهة النصرة” لعمل استفزازي باستخدام مواد سامة في إدلب لاتهام الجيش العربي السوري.
يشار إلى أن منظمة “الخوذ البيضاء” الإرهابية تأسست في تركيا عام 2013 بتمويل بريطاني أمريكي، وكشفت العديد من الوثائق التي عثر عليها الجيش العربي السوري في المناطق التي حررها من الإرهاب ارتباط التنظيم العضوي بالتنظيمات الإرهابية ودعمه لها، وخصوصاً “جبهة النصرة”، والتحضير والترويج لاستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في الغوطة الشرقية بريف دمشق وفي مناطق بحلب وإدلب لاتهام الجيش العربي السوري.
وفي هذا السياق، انتقدت الكاتبة البريطانية فانيسا بيلي تغطية وسائل الإعلام الغربية للوقائع في سورية، مشيرة إلى أنها تنشر الكثير من الأكاذيب عما يجري فيها، ولا سيما ما يتعلق بعمليات الجيش العربي السوري ضد التنظيمات الإرهابية، وأوضحت، بيلي في مقال نشرته على موقع غلوبال ريسيرتش الكندي، أن أكثر الأكاذيب المفضوحة التي تبثها المؤسسة الإعلامية في الغرب، ربما تكون تلك التي تحاول الإساءة إلى الجيش السوري، وأشارت بيلي أنها شاهدت خلال زيارتها إلى سورية قوات الجيش العربي السوري، وهي متوحدة ومتجهة إلى جبهات القتال في ريفي حلب وإدلب للقضاء على تنظيم جبهة النصرة الإرهابي، وإعادة الأمن والاستقرار إلى تلك المناطق، مؤكدة أن الجيش السوري وحلفاءه يخوضون الحرب الحقيقية على الإرهاب، كما لفتت من جانب آخر إلى أن النظام التركي يواصل دعم عملائه من الإرهابيين في شمال سورية، ويمدهم بالأسلحة والصواريخ والقذائف التي يطلقونها على المناطق السكنية، وتؤدي إلى إزهاق أرواح الكثير من المدنيين.
يأتي ذلك فيما طالب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف النظام التركي الالتزام باتفاقات سوتشي التي تم التوصل اليها مع الجانب الروسي والمتعلقة بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، وأشار، في حديث لصحيفة “روسيسكايا غازيتا” نشر على الموقع الرسمي لوزارة الخارجية، إلى أن الجانب التركي لم يف “ببعض الالتزامات الهادفة لحل المشكلة في إدلب جذرياً”، مطالباً النظام التركي بتنفيذ الاتفاقات حول إدلب بشكل “غير مشروط وبنزاهة”، وأكد أن النظام التركي يواصل عملية نقل مئات الإرهابيين والمرتزقة من منطقة خفض التصعيد في إدلب إلى ليبيا وما ينتج عنها من مخاطر وتهديدات.
وفي أنقرة، طالب رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كيليتشدار أوغلو رئيس النظام رجب طيب أردوغان بالكف عن سياساته العدائية تجاه سورية وقطع علاقاته مع الإرهابيين، مجدداً التأكيد على مسؤولية هذا النظام في دعم التنظيمات الإرهابية، وأشار، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه، إلى أن أردوغان لم يحترم تعهداته في إطار اتفاقات سوتشي التي تم التوصل إليها مع روسيا، وأضاف: “في إدلب يوجد الآلاف من إرهابيي “جبهة النصرة”، كل من له ضمير ووجدان يسأل من الذي يعطي السلاح للإرهابيين، ولماذا تركيا تتدخل في القضية طالما أن إدلب أرض سورية”؟!.
إلى ذلك أكدت الصحفية التشيكية تيريزا سبينتسيروفا أن التقدّم السريع والإنجازات التي يحرزها الجيش العربي السوري في مواجهة الإرهابيين في إدلب يشكّل مؤشراً قوياً على أن التحرير النهائي لهذه المدينة من الإرهاب قد بدأ يتحقق الآن، وأشارت إلى أن دول الغرب وأنظمة خليجية والنظام التركي هي التي تدعم هذه التنظيمات الإرهابية في آخر أماكن تجمعها في إدلب، مشددة على أن أردوغان بالتحديد هو الحامي الرئيسي للإرهابيين، وأعربت عن قناعتها بأن النظام التركي سيضطر عاجلاً أم آجلاً إلى الدخول في حوار مع الدولة السورية، لافتة إلى أن قيامه بنقل إرهابييه من إدلب إلى ليبيا هو أحد الخيارات أمامه للتخلص منهم.
اتحاد الصحفيين العرب
بالتوازي، أدان الاتحاد العام للصحفيين العرب الاعتداء الإرهابي الذي استهدف الإعلاميين أثناء تغطيتهم عمليات الجيش العربي السوري في ريف حلب الجنوبي الغربي، واستنكر في بيان الاستهداف المباشر للإعلاميين أثناء أدائهم عملهم رغم ارتدائهم ما يشير إلى أنهم صحفيون، داعياً الاتحادات والنقابات الصحفية والمنظمات الإعلامية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى إدانة هذا “الاعتداء الغاشم”، معلناً تضامنه مع اتحاد الصحفيين السوريين.
وأصيبت قبل يومين مراسلتا قناة سما كنانة علوش وقناة العالم ضياء قدور ومصور قناة العالم إبراهيم كحيل ومصور قناة الكوثر صهيب المصري جراء استهداف المجموعات الإرهابية السيارات التي تقلهم خلال تحركهم لتغطية عمليات الجيش العربي السوري على المحاور الجنوبية الغربية لمدينة حلب.