الصفحة الاولىصحيفة البعث

بتمويل قطري.. معسكرات تركية لتدريب المرتزقة قبل نقلهم إلى ليبيا

 

كشفت مصادر متطابقة عن قيام النظام التركي، بزعامة رجب طيب أردوغان، بإنشاء معسكرات لتدريب مرتزقته، ونقل المئات منهم من شمال سورية إلى ليبيا، بدعم وتمويل من مشيخة قطر، فيما أكد تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية عن إرسال تركيا إرهابيين من تنظيمي “داعش” و”القاعدة” إلى ليبيا للقتال في العاصمة طرابلس نيابة عن “الوفاق” والميليشيات التابعة لها، بعد فشل المرتزقة الذين جنّدتهم وأرسلتهم إلى هناك منذ أسابيع للمساعدة في صد قوات الجيش الوطني الليبي.
وقالت المصادر: “إن نظام أردوغان عمد إلى تدريب هؤلاء المرتزقة في مخيمات أقامها بالقرب من مدينة أزمير في تركيا قبل إرسالهم إلى مدينة مصراتة الليبية، حيث انضموا إلى الميليشيات التي تقاتل ضد الجيش الوطني الليبي”، وأضافت: “إن قطر عمدت الى المساعدة في تمويل عمليات النقل المذكورة للمسلحين، الذين تم دفع مبلغ ألفي دولار لكل منهم من أجل المشاركة بعمليات مسلحة في ليبيا”، مشيرة إلى أنه تم أيضاً إرسال 50 مدرباً من شركة الأمن الخاصة التركية “سادات”، التي ترتبط بشكل وثيق بسلطات نظام أردوغان، إلى العاصمة الليبية طرابلس، إلى جانب مدربين من الجيش التركي.
بدورها كشفت وكالة أسوشيتد برس عن أن متزعمين اثنين من الميليشيات الليبية أبلغاها أن نظام أردوغان نقل أكثر من أربعة آلاف من المسلحين الأجانب إلى طرابلس، وبينهم الكثير من المتطرفين الإرهابيين، وقالت، في تقرير، “من المعروف أن المجموعات المسلحة التي تدعمها تركيا في شمال سورية تشمل مسلحين قاتلوا لصالح تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين وغيرهما من المجموعات المسلحة التي ارتكبت الفظائع ضد المدنيين في سورية”.
وكانت تقارير إعلامية واستخباراتية عدة كشفت بداية الشهر الماضي عن وصول عدد كبير من مرتزقة النظام التركي من سورية إلى ليبيا عن طريق رحلات جوية على متن الخطوط الجوية الليبية وشركة طيران يملكها عبد الحكيم بلحاج أحد متزعمي تنظيم القاعدة الإرهابي والمقيم في تركيا.
وأكد المصدران للوكالة الأمريكية أن انقساماً حصل داخل الميليشيات الليبية حول قبول المرتزقة، الذين أرسلتهم تركيا، في صفوفها من عدمه، حيث يرى البعض أن خلفية التكفيريين ليست مهمة “بما أنهم جاؤوا للمساعدة في الدفاع عن العاصمة”، فيما يرى آخرون أن المقاتلين القادمين سيشوّهون صورة حكومة الوفاق، التي تروّج لنفسها أنها لا تزال تحظى بالشرعية الدولية.
وأكدت قوات الجيش الوطني الليبي في الأيام الأخيرة القبض على مجموعات من هؤلاء المرتزقة في ليبيا، ونشرت فيديوهات لعملية الأسر، بعد أن كانت قد حذّرت مراراً من الأسلحة التركية التي تمّت مصادرتها أو دمّرتها.
ويرى نيكولاس هيراس، الباحث في مركز الأمن الأمريكي الجديد بواشنطن، في تريح لأسوشيتد برس، أن النظام التركي يركّز على ليبيا لتأسيس منطقة نفوذ في البحر المتوسط، وأضاف: “لكن رغبة أردوغان بعدم المجازفة بوقوع خسائر كبيرة في صفوف قواته دفعته لإنشاء قوة بالوكالة من المرتزقة يمكن أن تدعم ميليشيات حكومة الوفاق”.
يشار إلى أن أطماع أردوغان وهوسه بإعادة إحياء أحلام الامبراطورية العثمانية البائدة دخلت منذ فترة مرحلة جديدة، حيث تخطت أطماعه ومؤامراته التوسعية وسياساته العدوانية حدود الأراضي السورية التي دعم الإرهاب فيها بمختلف أشكاله منذ سنوات، لتصل إلى ليبيا، المنطقة الغنية التي قد تشكّل بالنسبة له نقطة الخلاص من أزماته الاقتصادية والمالية التي تلاحقه داخل تركيا.