اقتصادصحيفة البعث

“النفط” والقسمة غير العادلة..!

إذا كانت وزارة النفط والثروة المعدنية لا تعلم بما حلّ بسكان الريف خلال الأيام الثلاثة الماضية، فسنتولى نحن إعلامها بذلك..
فلقد عاشوا ساعات من البرد غير المحتمل نتيجة القسمة غير العادلة التي انتهجتها الوزارة لتوزيع المازوت، وميّزت فيها بين الريف والمدينة إذ خصّت الثانية بضعف الأولى التي لا يختلف اثنان على شدّة البرودة فيها مقارنة بالمدينة..!.
نعتقد أن معيار الوزارة في هذا التوزيع استند إلى العامل الطبقي، إذ يبدو أنها أجرت مسحاً طبقياً لكل من الريف والمدينة وخرجت بنتيجة تفيد بأن علية القوم يقطنون في المدينة وبالتالي هم الأجدر بالحصة الأعلى “400 ليتر”..!.
الطامة الكبرى أيضاً أن الـ100 ليتر المتبقية من حصة الريف لم توزّع إلى الآن، وكأن وزارة النفط تعوّل على “حكمة أهل الريف” لجهة عدم التبذير وإسراف الدفعة الأولى، أو أنها تعتقد أن أجواء الريف هذا الموسم مشمسة وتنعم بدفء دائم..!.
إن أمراض الشتاء ضاعفت فاتورة صرفيات بعض أسر الريف نتيجة حرمانهم من حقهم بالتدفئة، وتضاعفت فاتورة بعضهم الآخر من المقتدرين نسبياً نتيجة لجوئهم إلى السوق السوداء لشراء المازوت، وأنتم نيام في العسل، مع الإشارة هنا إلى أن علية القوم ممن يمتلكون مزارعَ وقصوراً في الريف، أغلبهم من سكان المدينة..!.
ضعوا حدّاً لهذه الأحجية ، فالمواطن السوري أحوج ما يكون إلى الإنصاف في هذه الظروف الصعبة، وكفاكم لا مبالاة ، فالنزاهة بالعمل هي الأساس للتوزيع العادل، ولو كانت النزاهة حاضرة لما وصلنا إلى حالنا هذا..!.
حسن النابلسي
hasanla@yahoo.com